أتقن التحكم العاطفي

" يتم التحكم علينا بمعيار جديد: ليس فقط بمدى ذكائك، أو بمدى تدريبنا أو خبرتنا، ولكن أيضاً بمدى حسن تعاملنا مع أنفسنا وبعضنا البعض"
دانييل جولدمان


Working With Emotional Intelligence التحكم في عواطفك يجعلك مسئولاً عن قدرك ويزيد من الثقة والاحترام اللذين تكتسبهما من الآخرين. التمكن من التحكم العاطفي يمنحك القوة عندما "تفقده"، أنت تفقد القوة التي لديك أيضاً. سواء كنا على وعي بهذا أم لا، نحن نقرر في كل لحظة الطريقة التي نستجيب بها لأحداث الحياة، سواء كانت إهانة نتعرض لها، أو لفتة تنم عن الفظاظة، أو نزاعاً حامي الوطيس. بينما قد يتسبب الأشخاص الآخرون أو المواقف الأخرى في شعورنا بالغضب أو الانفعال أو الثورة أو الإحباط أو خيبة الأمل، أو اليأس، في نهاية الأمر نحن الذين نختار ما نشعر به وكيفية الاستجابة له.


نحن نفعل هذا بأنفسنا، إنها أفكارنا نحن التي تجعلنا منفعلين أو تجعلنا نحافظ على هدوئنا وتركيزنا. عندما نغذي أنفسنا بالأفكار المثيرة للغضب، فهي تنشط حلقة من إعادة التغذية، وتنشر المزيد من الغضب؛ وكل ذلك يعتمد على ما نخبر أنفسنا به. إذا كنت تفكر أو تقول "إنه يتصرف كالأحمق! إنه يغضبني بشدة !"، فسيستجيب جسدك لإشاراتك اللفظية ويدفع الآليات الدفاعية لمستوى عالٍ من النشاط. أفكارنا ومشاعرنا تخلق حالات ذهنية وعاطفية تؤثر على مدى ارتباطنا بالمواقف والأشخاص. قد نتأهب للغضب عند سماع كلمة بعينها، أو عند استخدام نبرة صوت معينة، أو عند رفع الحاجب كعلامة على عدم الرضا. أمور لا حصر لها قد تثير غضبنا بناءً على الطريقة التي نعتقد أن على الآخرين إتباعها في التفكير أو التصرف أو الشعور، عندما يتصرف الناس بطرق تتعارض مع ما نريد أو نحتاج أو نقدّر، يتصاعد غضبنا. لمزيد من النقاش المفصل حول الطريقة التي نقيس بها سلوك الآخرين. الغضب ليس عاطفة "سيئة.


على الرغم من ذلك، ينتج عنه مشاعر سيئة إذا لم تتم إدارته بكفاءة. الغضب يترك خلفه آثاراً من المشاعر التي تتسم بالمرارة والتي لها عواقب مدمرة للغاية، مثل العداء، والرفض، والرغبة في الانتقام. تعرف على المشاعر الغاضبة واعترف بها كإشارات على استكشاف ما يريده المرء وما يحتاجه. الغضب عاطفة إنسانية طبيعية يمر بها الجميع؛ ويمكن التعبير عنها بشكل آمن دون أن نكون عدوانيين أو بغيضين. تجنب النقاشات الحامية. عندما نشعر بالضغط، أو التوتر، أو التهديد، عادة ما يكون التواصل الفعال محل تساؤل. قد نتكلم بسرعة أكبر، أو نتحدث بنبرة أعلى، أو نقاطع الآخرين، أو نتحدث بصوت عالٍ ودون توقف كوسيلة للسيطرة على المحادثة. هذه السلوكيات تضع الآخرين في حالة تأهب ويكون من الأرجح أن يتخذوا موقفاً دفاعياً، مع رغبة أقل في الإنصات إلينا أو التفاوض معنا. الغضب الذي لا يتم التحكم فيه أو الذي لا يدار بحكمة يمنعنا من التعبير عن التعاطف والتفهم. بدلاً من ذلك، قد نصبح ناقمين، أو قساة، أو رافضين، أو ساخرين، أو نعاقب الآخرين، أو نسيء التصرف، أو نصبح انتقاميين، أو تنتابنا ثورة من الغضب، جميع هذه الاستجابات لها ثمنها: فنحن نجرح أنفسنا والآخرين، وغالباً ينتهي بنا الحال إلى إلحاق الضرر بصلاتنا.


إذا أدرنا الغضب بشكل سيئ، فإننا نخاطر بفقدان احترام الآخرين وثقتهم. أنماط الغضب هي عادات. بمرور الزمن، نحن نطور أنماطاً يمكن التنبؤ بها من السلوك حينما نشعر بالإحباط أو الثورة أو نكون في حالة نزاع. " درجة تأهبنا" تتحدد وفقاً للدافع الذي يحفزها؛ لقد تم كبتها لمدة طويلة من الوقت، وردود أفعالنا قد أصبحت تلقائية جداً إلى الحد الذي نسينا عنده الأمر الذي يوفر الطاقة اللازمة لإخمادها. وعندها تكون ردود أفعالنا لحظية، وننسى أن لدينا اختيارات. إذا لم نأخذ بزمام التحكم في عواطفنا، فستضطرب مشاعرنا وكأنما نركب قطار الملاهي، ونخاطر بإيذاء الآخرين بسلوكنا المضطرب! أنت لست مضطراً إلى المضي في حياتك وأنت عالق في طريق يعود بك إلى نفس الأنماط القديمة التي يسهل التنبؤ بها. ابتعد عن ذلك الطريق بالاختيار الواعي بردود الأفعال المرغوبة التي تساعدك على التعزيز من الصلات الجيدة. الغضب يحتوي على طاقة قوية لها قدرة على ابتلاع أي وعي بالاختيارات.


إنها تستطيع أن تدفع بعيداً أي إحساس منطقي. إذا كنت تشعر أنك يتم سحبك بواسطة طاقة الغضب، فلتعد إلى فكرة أن لديك اختياراً، وأنك تستطيع احتيار رد فعل مختلف. اتخاذ القرار الصحيح في ذلك الجزء من النانو ثانية من الوقت يعتبر خطوة حاسمة نحو التمكن. عن طريق اتخاذ اختيارات عقلانية بشأن التعامل مع عواطفك والتعبير عنها، أنت تدير ردود أفعالك في كل تعامل؛ سواءً كان التعامل مع عميل غاضب، أو التعامل مع طاقم عمل مستاء، أو إدارة مشرف خارج عن السيطرة، أو طفل مشاكس. التحكم في عواطفك يشعرك بالقوة، وهو يضعك في مقعد القيادة. وفي نهاية الأمر، فإن ردود أفعالك تحدد نوعية الصلات التي تتمتع بها ودرجة الاحترام والثقة التي تتلقاها. "بين الحافز ورد الفعل، هناك مسافة. في تلك المسافة توجد حريتنا وقدرتنا على اختيار رد فعلنا، في رد فعلنا يوجد نضجنا وحريتنا" فيكتور فرانكل