أثر المعتقدات على الإنسان

التعامل مع أنظمة الاعتقاد لديك...
لا يعمل العقل الباطن عبدًا فقط لدى العقل الواعي، ولكنه يعد كذلك مخزن ذكرياتنا – والمشاعر التي راودتنا في ذلك الوقت. والمذهل أن هذه الأحاسيس المخزنة لا تزال تحتفظ بنفس القوة التي كانت تتمتع بها وقت حدوثها. فالمشاعر لا تتغير على مدار الوقت – أو تنحسر. في الواقع، لأن العقل الباطن يسعى لحمايتنا، فهو قادر كذلك على قمع الذكريات المأساوية التي تصاحبها مشاعر سلبية غير معالجة. ولكن مجرد كون هذه المشاعر السلبية و الذكريات مدفونة لا يعنى أنها لا تؤثر علينا. فمعتقد أتنا تكوّن برامج تخزن كذلك في العقل الباطن والذي يهيمن بدوره على سلوكياتنا – بطرق لا نعيها في الغالب.
وبعض الأطفال المحظوظين ينشأون على معتقدات معززة للقوة وملهمة – وهم يؤمنون بأنهم لو أرادوا ذلك لاستطاعوا تسخير العالم لإرادتهم! ومع ذلك، فما نشأ عليه معظمنا هو ما لا نستطيع – أو ما لا يجب علينا – فعله.
ومن أكثر المعتقدات شيوعًا التي نشأنا عليها ونحن صغار هي:
"لا أحد يحب المغرورين!".
(من الأفضل ألا أخبر أحدًا عن قدراتي، حتى لا ينبذني وإلا فسوف يرفضني الآخرون).
"أنت غبي، لن تحقق شيئًا في حياتك قط!".
(وما الجدوى، فسوف أفشل في جميع الأحوال).

"لا يوجد في أسرتي من استطاع بلوغ الثراء".
(لا يهم ما أفعل، فالفقر متأصل في جيناتي الوراثية).

"أنت لست جيدًا بما فيه الكفاية، لذا فأنت لا تستحق أشياء لطيفة".
(يبدو أن "جيدًا بما في الكفاية" هو شيء يتعذر بلوغه، لذا فلن أستطيع الحصول على أشياء لطيفة).
"الكرامة أهم من الفشل".
(من الأفضل ألا أجرب، فالأمور ستزداد سوءًا بعد ذلك).
ما الذي تعلمته وأنت طفل ولا يسديك نفعًا اليوم؟
ونحن أطفال، كنا نعتقد أن هؤلاء ممن ينعمون بالسلطة لديهم من المعرفة ما يفوق معرفتنا، وكنتيجة لهذا كنا نتقبل تعليقاتهم دون جدل. وبالطبع ما كان صحيحًا في موقف لا يشترط أن يكون صحيحًا في كل المواقف – ولكن لأننا تقبلنا الأمر الموجه لنا دون جدل، أصبحت سلوكياتنا عن دون قصد قائمة عليه. لقد حان الوقت الذي ينبغي علينا فيه أن ندرك أن الآباء والمعلمين هم أفضل منومين مغناطيسيين! فعادة لا تعدو القوانين التي نعيش حياتنا وفقًا لها مجرد انعكاس لتجارب الآخرين. وحتى تبدأ في تفحص معتقداتك بشكل واعٍ – وتختار التخلص من تلك التي تقيدك – فسوف تستمر في إعاقة تقدمك.
فنحن نستطيع أن نعيد برمجة عقولنا فقط حينما نتخذ القرار بتولي مسئولية أفكارنا ومشاعرنا وأنماطنا السلوكية. ومع ذلك، فإن أحد عيوب اتخاذ مثل هذا القرار أنه بعد تولينا لمسئولية أنفسنا، لا نستطيع بعد ذلك الانخراط في لعبة اللوم. وأنت تعرف هذه النوعية من الأشخاص: "فقط لو تغيروا، سأكون على ما يرام " أو "إنه خطأ والدي، ليس هناك شيء يمكنني فعله إزاء ذلك". نحن نشعر بأن اللوم بالمسئولية على الطرف الآخر ولكن إذا نظرنا إلى كم الوقت الذي نلوم فيه الآخرين فسنجد أننا نهدر طاقتنا!