الحيوان لا يعنيه من الحياة إلا أن يأكل ويشرب وينام، والإنسان يفكر في سعادة من حوله، بقدر ما يفكر في سعادة نفسه.
أولاً: تعريف التفكير: هناك تعريفات متنوعة للتفكير من هذه التعريفات ما يلي : 1- التفكير هو معالجة ذهنية للصيغ و المضامين و ذلك في محاولة إيجاد مضمون كل صيغة أو صيغة لكل مضمون. 2- التفكير هو عملية ذهنية تتميز باستخدام الرمز لتنوب عن الأشياء و الحوادث. 3- التفكير هو عمليات النشاط العقلي التي يقوم بها الفرد من أجل الحصول على حلول دائمة أو مؤقتة لمشكلة ما، وهي عملية مستمرة في الدماغ، لا تتوقف أو تنتهي طالما أن الإنسان في حالة يقظة. يتبين لنا مما سبق أن التفكير يحتوي على مجموعة من العمليات الذهنية والتي تمثل التفكير ومنها: التخيل، والصور الخيالية، و فهم الأفكار أو استيعابها، والتأمل فيها، والنقاش السياسي، واتخاذ القرارات، والقراءة والكتابة، والتذكير، و التجريد، والتمييز، و التعميم، و التعليل، و الاستنتاج . ثانياً: أساليب التفكير: إن أساليب التفكير متنوعة و لكنها تعتمد جميعاً على أسلوب التفكير العلمي الذي يعتمد على الاستقراء، الذي يبدأ بالجزيئات ليستمد منها القوانين، و هذا الأسلوب للتفكير العلمي يمر بعدة خطوات هي: 1- الإحساس بالمشكلة. 2- تحديد المشكلة. 3- جمع البيانات. 4- فرض الفروض. 5- اختبار صحة الفروض. 6- التحقيق من صحة الفرض النهائي ثالثاً: أنماط التفكير: للتفكير أنماط متنوعة بحيث لا يوجد شخصان لهما نفس المستوى من التفكير لذلك فهي تقسم إلى الأنماط التالية : 1- التفكير العياني: يتميز هذا النوع من التفكير في الأشياء المحسوسة لدى الفرد و الذي يتعامل معها بشكل ملموس كالتفكير في الأدوات الهندسية لرسم الدائرة. 2- التفكير الشكلي المجرد: يتمثل هذا النوع من التفكير في استخدام معطيات الواقع للوصول إلى الممكن و هو التفكير القائم على الفروض و العلاقات و القياس و يتطلب هذا النوع من التفكير الخروج من حيز الواقع و المحسوس إلى نطاق التأثير بالمعنى و الذي يشمل المفاهيم المجردة مثل الحرية. 3- التفكير العلمي: وهو التفكير الموضوعي الذي يربط الحوادث بأسبابها و يضع الفروض للوصول إلى الحلول و يقوم هذا التفكير على أركان ثلاثة هي:
  • الفهم
  • التنبؤ
  • التحكم

4- التفكير الناقد: هو تفكير تأملي معقول يركز على اتخاذ القرار فيما يتم التفكير فيه، إن العنصر الأساسي في عملية التفكير الناقد هو قدرة الفرد على إثارة الأسئلة ذات الصلة بموضوع التفكير، و وضع الحلول دون عرض البدائل بالضرورة. 5- التفكير الإبداعي هي عملية ذهنية تهدف إلى تجميع الحقائق و رؤية المواد و الخبرات و المعلومات في أبنية و تراكيب جديدة لإيجاد الحل . رابعا : نظريات التفكير لقد تطرقت غالبية النظريات و الاتجاهات المختلفة في علم النفس إلى مفهوم التفكير، و حاولت هذه النظريات تفسير آلية التفكير وفق مبادئها و مفاهيمها، و يمكن تلخيص هذه النظريات على النحو التالي: 1- النظرية السلوكية لم تركز النظرية السلوكية على تفسير التفكير بشكل مباشر، و إنما اعتبرت أن الخبرة أو التعلم الذي يتشكل نتيجة العلاقة بين المثير و الاستجابة هي بمثابة التفكير. 2- النظرية المعرفية تعد النظرية المعرفية من أبرز النظريات التي اهتمت و لعبت دور كبير في تفسير مفهوم التفكير، و اتضح ذلك من خلال دراسة الأسس الفسيولوجية للمعرفة، و اتجاه معالجة المعلومات و نظرية بياجيه. * الاتجاه الفسيولوجي حاول هذا الاتجاه تفسير السلوك الإنساني بشكل عام، و التفكير بشكل خاص و ذلك من خلال ربط سلوك الإنسان بما يجري داخل الجسم من عمليات فسيولوجية عديدة في الجهاز العصبي، و الحواس و غيرها و معرفة مناطق الإدراك و الانتباه و دورها في ضبط هذه العملية المعرفية و معرفة آلية انتقال المعلومات في هذه الأجزاء حتى يحدث التفكير. * اتجاه معالجة المعلومات تشكل هذا الاتجاه مع تطور نظم الحواسيب و الاتصال، و هذه المعالجة تتسم بالتسلسل و التنظيم و محاكاة نظم معالجة المعلومات في الحاسوب، و ذهب هذا الاتجاه على أن الإنسان يعمل كالحاسوب من حيث تكوين المعلومات و معالجتها، و أن الحاسوب يشترك مع الإنسان بوجود مدخلات و عمليات و مخرجات خلال التفاعل مع العالم الخارجي. * نظرية بياجيه في النمو المعرفي يرى بياجيه أن هناك وظيفتان أساسيتان للتفكير هما : التنظيم و التكيف ، و تتمثل وظيفة التنظيم من خلال نزعة الفرد إلى ترتيب و تنسيق الأنشطة المعرفية بشكل منتظم ، بينما تشير وظيفة التكيف إلى نزعة الفرد إلى التلاؤم و التآلف مع البيئة الخارجية . لذلك فإن النظرية المعرفية يرى أن التفكير هو سلسلة من النشاطات المعرفية غير المرئية التي تسير وفق نظام محدد ، و يلعب الدماغ دور كبير في عملية تنظيمها بحيث تنمو و تتطور مع نمو الفرد معرفيا و فق عوامل الخبرة و النضج . 3- النظرية الجشطالية يرى أصحاب هذه النظرية أن التفكير يجب أن يتم بصورة كلية من خلال النظرة الكلية للموقف و إدراك العلاقات القائمة بين عناصر الموقف ، مما أدى إلى تحديد ما عرف بالتعلم بالتبصر أو الاستبصار الذي يعتمد على الربط بين عناصر الموقف للوصول إلى الحل ، و حددت هذه النظرية مجموعة من العوامل التي تؤثر على عملية التفكير و الإدراك ، عرفت بقوانين الإدراك مثل : قانون الصورة الخلفية و قانون الإغلاق و قانون التشابه و قانون التقارب التي تشير جميعها إلى إمكانية تحقيق الفهم من خلال السياق و المجال الذي يحدث فيه الإدراك و مما يوجه التفكير وفق هذه القوانين . 4- نظرية فيجو تسكي يرى العالم فيجو تسكي أن التفكير أصل اجتماعي ، حيث ينمو مع التطور النفسي الاجتماعي لذلك فإن أفضل أشكال التفكير الإنساني تمرر من جيل إلى آخر من خلال التفاعلات الداخلية بين الأشخاص الأكثر كفاءة مثل الآباء و المدرسين و الأشخاص الأقل كفاءة مثل الأطفال لذلك يعتقد فيجو تسكي أن هناك تطورا من الأشكال الدنيا إلى الأشكال العليا من التفكير خلال عملية النمو و التطور . خامساً : استراتيجيات التفكير: تتكون الإستراتيجية الجيدة من ثلاث عناصر أساسية : الخطوات و القواعد و المعرفة ، بحيث تشكل الخطوات المكون الأول لأية إستراتيجية لتعليم التفكير و يجب أن تحتوى على وصف واضح للخطوات الرئيسة و الفرعية التي يجب إتباعها لتحقيق أهداف الإستراتيجية وفق نظام أو تسلسل محدد ، أما المكون الثاني فهو القواعد و المبادئ التي تحكم أداء الفرد خلال عملية التعليم و كيفية التعرف في الحالات غير المتوقعة ، أما المكون الثالث فيشتمل على المعرفة و المحتوى الذي يحدد الإجراء المطلوب و معاييره و طرق تحليله ، و تنوع أساليب التفكير و استخدامها في تنمية التفكير لدى المتعلمين ، مثل : 1- الأساليب المعرفية : و تشير إلى الأساليب و الطرق المفضلة التي يستخدمها الأفراد لمعالجة المعلومات لوصف النمط التقليدي لتفكير الفرد . 2- استراتيجيات التعلم : يمكن للمعلم أن يستخدم استراتيجيات تنشيط الذاكرة و المعالجة المعرفية العميقة للمعلومات و زيادة السعة و السرعة المعرفية أثناء عمليات التعلم و تركيز الانتباه . 3- استراتيجيات تنمية أشكال التفكير : يمكن للمعلم أن يستخدم استراتيجيات مثل القصة و لعب الأدوار و التمثيل و العصف الذهني و الأسئلة و حل المشكلات و النقاش الجماعي . سادساً: معوقات التفكير: تشير العديد من المراجع إلى عدد من المعوقات أو الأسباب أو الحالات التي تؤدي إلى فشل عملية التفكير ، و من أهمها : 1- تدني مستوى الدافعية للتعلم و الإنجاز . 2- استخدام المهارات الخاطئة في مواقف التعلم الصفي . 3- عدم القدرة على تحويل الأفكار إلى سلوكيات عملية أو لفظية . 4- قلة التفاعل و النقاش الصفي مما يؤدي إلى الخوف من النقد و التقييم . 5- عدم القدرة على التركيز و تشتت الانتباه . 6- التركيز على حشو العقول بالمعلومات و المعارف دون اللجوء إلى أساليب و استراتيجيات تساعد على التفكير .