دائرة التأثير ودائرة الاهتمام

هل سبق وأن سمعت أخي أختي
بدائرة التأثير ودائرة الاهتمام ؟؟؟
وما علاقتهماببعضهما ؟؟؟
وما صلتهما بالنجاح والناجحين ؟؟؟



يصور علماء النفس وتطوير الذات دائرة التأثير ودائرة الاهتمام كدائرتين في بعضهما وكلما اتسعت إحداهما ضيقت على الأخرى وسأسوق كلاماً ذكرهـ ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع للناس الأكثر فاعليه مع بعض الإضافة والتصرف مني إذ يقول :

دائرة الاهتمام و دائرة التأثير اصطلاحان لتقسيم ما يواجهه الإنسان من: أعمال، وآمال، واهتمامات... وما إليها من مناشط الحياة ومكارهها..

فهناك أمور خارج نطاق اهتمام المرء، وأمور داخل نطاق اهتمامه، والأمور الواقعة في نطاق اهتمامه نوعان:
أولهما لا سيطرة له عليه.
والآخرله عليه نوع من السيطرة والتأثير.


ولتوضيح ذلك نأخذ محمد مثالاً:
محمد طالب في المرحلة الجامعية المستوى الثاني لا يهتم أبدًا بكرة القدم، ولا يبالي أي فريق خسر في المباريات العالمية وأي فريق حاز البطولة، ولا يبالي - أيضًا - بأمور الاقتصاد،فسواء عنده: ارتفعت الأسهم أم انخفضت !! فهذه كلها خارجة عن نطاق اهتمامه.


لكن محمد يهتم بأموركثيرة، منها ما لا يملك التأثير فيه ولا يقع في نطاق سيطرته، ومنها ما يستطيع أن يؤثر فيه تأثيرًا كليًا أو جزئيًا.
فمن الأمور التي تهمه، مثلاً:
حرارةالطقس في المنطقة التي يعيش فيها،وقلة المواقف في الجامعة، وأخلاق سائقي السيارات وتهورهم في أثناءالقيادة، وضيق شوارع المدينة، وسوء تصريف المياهـ عند هطول الأمطار .


وواضح أن محمد لا يستطيع أن يصنع شيئًا حيال هذه الأمور، وأن غضبه عليها، وتذمره منها لن يغير الواقع بل الغالب أن يزيد من حنقه وإحباطه، ويؤثرا سلبًا على صحته الجسمية والنفسية .

وهناك نوع آخر من الأمور التي تهم محمد مثل: تحسين وضعه المادي، ونجاحه في دراسته، ورفع مستواه في اللغة الأجنبية التي يعرف مبادئها،وإنقاص وزنه الزائد، وممارسة الرياضة البدنية، وقضاء وقت أكبر مع والديه... هذه الأمور كلها داخلة في (دائرة التأثير) بنسب متفاوتة، ويستطيع أن يقوم بشيء ماحيالها.

فإذا كان محمد رجلاً ناجحًا، فعالاً، حكيمًا، مبادرًا فهو يوظف جهده وطاقته، ووقته، وماله في الأمور الواقعة في (دائرة تأثيره)، ويكف عن الشكوى مما هو في (دائرة اهتمامه) ولا سلطان له عليه.



أما إذا كان غير ذلك،فهو لن يكف عن اختلاق الأعذار تسويفًا لتقاعسه، وسيظل يشكو ويتوجع من الظروف الصعبة، والحظ الذي لا يواتيه، وقد يحمّل (الأقدار) مسؤولية ما جناه على نفسه.

وصدق من قال:
المخفقون ماهرون في اختراع الأعذار..
والناجحون ماهرون في اختراع الحلول..


قلت
الأفراد الناجحون والجماعات والجمعيات الناجحة بل حتى الشعوب الناجحة، هي التي توظف وقتها، وجهدها،واهتمامها في (دائرة تأثيرها)، ولا تضيع وقتها، وجهدها، في (دائرة اهتمامها ).


الناجحون يبدؤون بالتعامل مع (ما هو كائن) ولا ينتظرون حتى يتحقق (ماينبغي أن يكون) والحكيم يتعامل مع (الواقع ) ويسعى إلى (التغيير من خلال المتاح) مدركًا أن الحكمة تقتضي المبادرة في (التعامل مع الممكن) قبل أن تضيع الفرصة فيصبح الممكن مستحيلاً!!

وإذا كان الواحد منا لا سيطرة له على (فعل) يقع خارج (دائرة تأثيره)، فإنه - بعون الله - يستطيع أن يسيطر على ردة فعله تجاه هذا (الفعل)، وذلك بترويض نفسه، وتدريبها.

ختاماً أقول
فكرورا إخواني وأخواتي في الانتقال من دائرة الاهتمام إلى دائرة التأثير لتكونوا من الناجحين