أولاً سأتحدث عن العصاب بشكل عام ثم سأدخل في الموضوع الأساسي وهو العصاب الرهابي ولكن حتى نعرف ماهو العصاب الرهابي يجب أن نعرف ما هو العصاب

العصاب بتعريف علم النفس هو :اضطراب نفسي يشعر به الفرد شعوراً مؤلماً ويدرك سمته المرضية ولكنه لا يمكنه السيطرة عليه .

أعراض العصاب :

أعراض العصاب متنوعة جداً فهي من الحصر الليلي إلى السرنمة ... ومن التمتمة إلى فقدان الكلام ... ومن مص الإبهام وقرض الأظافر إلى لف الشعر ...إلخ

ويشترك العصابيون بما يلي :

جنسيتهم مصابة بالخلل ( أي عجز جنسي أو برود جنسي ) غير متسامحين مزاج غير مستقر ( أي هوائيين أو مزاجيين ) عدوانيين إزاء الغير ( حرد ...تهكم )أو إزاء أنفسهم ( محاولات إنتحار ) فهم مترددون على الغالب .. لا يفلحون في أن يناموا يستيقظون عدة مرات في الليل أو ينامون بإفراط وتعبهم الفعلي سببه الجزء الأكبر منه هو تلك الجهود اللاشعورية التي يبذلونها لمكافحة دوافعهم العدوانية والجنسية وكل هذه الأعراض في نهاية المطاف هي التعبير عن المأساة الداخلية التي يعيشونها ولكنهم عاجزون عن السيطرة عليها .

ويرى عالم النفس بيير جانه :أن سبب العصاب نتيجة ضعف نفسي أي نقص سيكولوجي وسبب هذا النقص عوامل مختلفة فقد تكون الوراثة – إرهاق – صدمات عاطفية أو وجدانية .

ويرى البعض الآخر من علماء النفس : أن العصاب يظهر عندما يجد الفرد نفسه أما صعوبة يتعذر تجاوزها ( ضرورة الإختيار بين مخرجين كلاهما محفف بالمخاطر )

وهنا نكون قد تكلمنا عن العصاب بشكل موجز لنتكلم عن أكثر أنواعه إنتشاراً وهو العصاب الرهابي




تعريفه : مرض نفسي يتميز بخوف حاد جامح ولا زم يعانيه المصاب به إزاء بعض الموضوعات ( شخص – حيوان – أو شيء مثل الظلام ....) أو بعض الأوضاع التي لا تسوغ بذاتها ارتكاساً أو انفعالاً من هذا النوع .

المخاوف المرضية متنوعة إلى حد كبير : خوف من الصواعق – من العناكب – والأماكن المرتفعة – الجراثيم .... ونميز بين أكثرها تواتراً ما يلي :

1)رهاب الأوضاع : مثل رهاب الخلاء أي خوف الفرد من من وجوده وحيداً في مكان خالٍ وممتد ( ساحة عامة – شارع – جسر – صالة واسعة )

رهاب الأماكن المغلقة ( مثل رهاب الاحتيجاز) الخوف من الاحتيجاز في مكان مغلق وضيق

رهاب وسائل المواصلات ( خوف الركوب في الطائرات – القطارات ...

2)رهاب الاندفاع مثل رهاب الخوف من إيذاء الغير( كخوف الطبيب من إجراء العمليات الجراحية

3) الرهابات الجسدية : مثل رهاب إحمرار الوجه – الخوف من حب الشباب ....





مكافحة الرهاب

أن يبني الفرد إتجاه النضال الفاعل إذ يحاول بتصميم أن يواجه الوضع الذي يثير الرهاب ولكن هذه الطريقة تتطلب حتى تكون ناجحة أن تطبق في الإطار الذي يحقق الأمن .أي إطار العلاج النفسي في اللحظة التي يختارها المعالج وعندما يكون المصاب بالرهاب مستعداً لذلك .



آلية العصاب :

آلية العصاب السببية نزاع داخل النفس في رأي المحللين النفسيين فالفرد يخاف دوافعه التي ينيب منابها شيئاَ تافهاً وبوصفه لا يمكنه أن يضطلع بسؤوليتها فإنه ينفي واقعها وينقل حصره إلى شيء رمزي

مثال ذلك :

أن مريضة صبية تكافح ميولها العدوانية ولا سيما رغبتها اللاشعورية في قتل زوجها الذي يحبطها ويخونها فتنتقل إلىالاهتمام مثلاً بالسيارات وقيادتها

وتخشى مريضة أخرى تتخيل لا شعورياً بأنها ستغتصب فلا تخرج إلى الشارع وحدها




أسباب الرهاب :

يعتقد علماء السلوك أن الرهاب هو استجابات سلوكية مكتسبة في أعقاب تجارب تعيسة سببها ارتكاسات المحيط المغالية أو فقدان الأمن الناجم عن غياب الأم .



صفات الرهابي :

هو فرد يتصف على وجه العموم بالقلق والخجل وفرط الحساسية وقابلية الإيحاء فهو على حذر دائم مستعد للهروب وهذا الهروب يمكنه أن يظهر إما بإنكماش الأنا ( يعني سلبية .. كف جنسي ... خجل شديد أمام الجنس الآخر ... تردد ... عزلة إجتماعية )

وإما بهرب إلى الأمام ( سلوك تحدٍ ... طبع متعال ٍ ... فرط حساسية )



تحديد مشكلة العصاب وعلاجها :

العصاب مرض يجهله الفرد وجوده غالباً , وكل شخص من هذا المحيط ينتظر أن يضطلع العصاببيون بمسؤولياتهم بالنظر إلى أن أعضاء المحيط لا يعترفون له بوضع المريض , فليس الأسرة وحدها والأصدقاء لا يفهمون العصابي بل الطبيب نفسه في بعض الأحيان فهذا المرض النفسي لا يتصف بأنه الجنون ولا الحالة السوية وليست له بالإضافة إلى ذلك أسباب عضوية جسدية والفرد يتألم ولكنه يجهل أسباب ضيقه وحصره ...

إنه يريد ان يشفى وينام ويعمل ويكون سعيداً في الحياة

فالتقنية العلاجية سيكولوجية ويمكنها أن تتخذ شكل حكم معنوي أو علاج نفسي بالسلوك ولكن التحليل النفسي يقدم أفضل النتائج

وقد يصل مريض العصاب إلى مراحل من المرض قد تكون الكلمة الطيبة ورفع المعنويات كافية لعلاجه من مرضه.