عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
النرجسية ومفهوم الأنانية
النرجسية تعني حب النفس، وهذه الكلمة نسبة إلى أسطورة يونانية، ورد فيها أن كان آية في الجمال وقد عشق نفسه عندما رأى وجهه في
النرجسية مصطلح استقاه المحلل النفساني من الأسطورة اليونانية، ونرجس هذا هو "ابن الحورية الزرقاء ليروب، من مدينة Thespide، حاصرها يوما إلـــه النهر سيفيسيوس بقنواته، فتمكن من اغتصابها وقد قالت العرافة Lyriopy أن ابنها نرجس سوف يعيش حتى يبلغ سنا كبيرا بشرط أن لا يعرف نفسه أبدا.
وكان نرجس رمزا للجمال، وفي الواقع كان أي شخص له العذر إذا وقع في حب نرجس حتى عندما كان طفلا. وعندما بلغ ستة عشر سنة وقع في حب أحباء وعشاق من الجنسين رفضوا دون رحمة ودون تفكير أن يحبهم، إذ كان لديه غرور كبير.
وفي يوم من الأيام أرسل نرجس سيفا إلى شخص يدعى امينوس، أحد معجبيه وأكثرهم إلحاحا وقد سمي نهر امينوس باسمه، وفعلا قتل امينوس نفسه على عتبة نرجس داعيا الآلهة أن ينتقموا منه. وسمعت الدعاء الآلهة أرامتوس آلهة الصبر أخت أبولو، وسمعت الصلاة فدعت أن يقع نرجس في الحب. فآثر في يوم من الأيام الذهاب إلى منطقة يطلق عليها "دوناكون" في إقليم ميساثيبا عند نبع ماء صاف كالفضة، ولم يكن قد عكرته الأغنام ولم تكن الطيور قد شربت منه ولم يسقط فيه أبدا فرع شجرة من الأشجار التي تجاوره وعندما انثنى نرجس ليشرب وقع في حب الصورة المنعكسة في الماء، وفي أول الأمر حاول أن يقبل الولد الجميل الموجود بمواجهته ولكن سرعان ما تعرف على نفسه فظل يحملق مفتونا في النبع ساعة بعد ساعة، وأخذ يتساءل كيف يمكنه احتمال أن يمتلك وفي نفس الوقت لا يمتلك؟ وهده الحزن ومع ذلك فكان يسعد ويفرح في عذابه عالما على الأقل أن نفسه الأخرى سوف تبقى مخلصة له مهما حدث.
أما عن إكو Echo، فبالرغم مما أصابها فإنها اشتركت معه في حزنه، وكانت تردد ما يقوله نرجس وخاصة في آخر حياته عندما اخذ يردد "خلاص" "انتهى". عندما كان يغمد خنجره في صدره، وأيضا آخر آه نطق بها نرجس هي قول [آه أيها الشقي المحبوب دون جدوى وداعا]. وقد روت دمه الأرض، ومن هذه الأرض نمت زهرة النرجس البيضاء بعروقها الحمراء".
طبعاً قد تتعارض هكذا أساطير مع ديننا الحنيف
ولكن أحببت أن أوردها للعلم من أين أتت هذه التسمية
فالأنانية أو الأَثَرة، تعني تفضيل على الآخر؛ وهي نزوع طبيعي يمكن التغلب عليه ب التي تمتدح الكرم والإيثار، وذلك من أجل إعادة التوا إلى الفرد و معاً.
نستطيع ان نقول أنَّ الأنانية وحب النفس وجهان لعملة واحدة
فالإنسان الأناي غالباً ما تراه مبهور بنفسه معجب بها يقدرها بأكثر مما تستحق ويعطي نفسه أكثر من حجمه
قال لوسيل هاربر (الميزة في الإنسان الأناني هو أنه لا يتكلم عن أحد...)
ويحكى أنَّ لويس الخامس عشر كان أكثر الناس أنانيةً فقد قال (أنا، و ليكن بعدي الطوفان...
ينحصر المعنى العام للأنانية، على المستوى الفردي على الأقل، في صورتين كلتاهما مرفوضة وشاذة من وجهة نظر السويّ نفسياً واجتماعياً: أولاهما تتمثل في عجز الفرد عن النظر إلى العالم إلا من خلال مصالحه ومنافعه الخاصة أو الشخصية، وهذا المستوى هو الذي يمكن أن يطلق عليه اسم «الأنانية» بحصر المعنى، وتتمثل الثانية في تبني وجهة النظر الأولى مصحوبة بقدر أكبر من التشدد والغلو في التزام المصلحة. وهذا ما يمكن أن يطلق عليه اسم «جنون الأنانية» الذي يُدل عليه بالمصطلحين egotism وegomania.
والأنانية في علم هي حب الذات، والمراد بحب الذات هنا «النزوع الطبيعي الذي يحمل على الدفاع عن نفسه وحفظ بقائه، وتنمية وجوده والميول الأنانية الناشئة عن هذا النزوع مقابلة للميول الغيرية ويطلق عليها أيضاً اسم الميول الشخصية أو الميول الفردية».
كما يمكن أن يقال عن الأنانية: «إنها الحالة التي تغلب فيها على الفرد دوافعه ورغباته دون النظر إلى رغبات أو مصالح الآخرين، ومن ثم تتعارض مع الروح الاجتماعية حتى لو اتسع نطاقها، وصبغت اتجاه فريق من الأفراد».
أما فرويد فيقرر: «إن كل ما لدينا من معرفة عن الليبيدو ينصبّ على الذي يتجمع فيه أول كل القدر الممكن من الليبيدو، وتسمى هذه الحالة النرجسية الأولية المطلقة. وتستمر النرجسية حتى يبدأ في شحن الموضوعات في العالم الخارجي التي تله بالليبيدو، أي حتى يستبدل حب الموضوعات بحب الذات». فبمقتضى هذا الفهم الفرويدي للبنية النفسية تكون النرجسية أقرب إلى حالة فطرية ليس من اليسير على الفرد مواجهتها والتخلص منها. وإذا ما توسعنا في استخدام مصطلح «النرجسية»، ودفعناه خارج حقل التحليل النفسي، أمكن النظر إلى النرجسية بوصفها أول صورة من صور «الأنانية»، وبأنها متأصلة في الجبلّة الإنسانية، في حين أن أول تعيّناتها النفسية والاجتماعية تتمثل في رغبة المرء المفرطة في الاستئثار بالخيرات المادية والمعنوية من دون سائر أفراد التي يحيا فيها.
ومن الناحية الأخلاقية تطلق الأنانية أيضاً «على من لا يستهدف إلا نفعه الخاص، في حين أن الغيرية هي حب الغير وإرادة له وتقديمه على النفس».
هكذا نجد أنَّ الأنانية وحب النفس بطريقة زائدة عن حدها وعلى حساب مصلحة الآخرين هي صفة سيئة غير محمودة العواقب
فلا يمكن أن ننسى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ( لا يؤمن أحدكم حتَّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
إنَّ لهذ القول وقع خاص على من سمعه فقد سبق نبينا صلوات الله عليه أهل الفلسفة وعلماء النفس جميعهم فقد صوَّر المفهوم الحقيقي للفطرة الإنسانية الصحيحية
وأعطى جمال الدين ورعة الأدب في منطقه هذا وحكمته البليغة
فقد وضع شرطاً أساسياً للإيمان وهو محبة إخوانك الحقيقيين والصالحين
ووضع كلمة الحسم في وجه كل من فضَّلَ نفسه على الأخرين وإعتزَّ بنفسه
فالعزة لله وحده ولرسوله وللمؤمنين
وأختم موضوعي بكلمة قرأتها عن الأنانية أو النرجسية وحب الذات وهي :
(من عاش لمصلحته فقط كانت للعالم مصلحة في موته… )
ودمتم بألف خير
بعيداً عن أي هوى يوقع النفس في التهلكة
المفضلات