كنز الحياة


الوقت هو اثمن ما نملكه في الحياة فإذا ذهب بعض وقتنا ذهب بعض عمرنا, ومتى ضاع لم يعوض, فبأيدينا نتفنن في إضاعته وقتله ... غير عابئين بأننا في الحقيقة نقتل أنفسنا, فهو الحياة ولا يمكن إيقافه ولا يمكن استرداده.

ومن أهميته, إنه هو عمر الإنسان وحياته كلها, فالعمر محدد ولا يمكن زيادته بحال من الأحوال فهو شديد الندرة, و مورد غير قابل للتخزين وذلك لأن اللحظة التي لا نستغلها تفني, والوقت مورد لا نستطيع تبديله أو تعويضه بشي ما, وجميعنا نشترك في مقدار ما نملك منه إلا أننا نختلف وبشدة عن الكيفية التي ننفقه بها.
إن مشكلتنا الأساسية ليست في عدم وجود وقت كافي لتحقيق ما نريد فعله, وإنما في عدم استغلالنا له بشكل امثل وصحيح لعمل ما يجب عمله.
إن التحرر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي, هي أول المحطات التي تنطلق منها الحياة المنظمة واستغلال امثل للوقت و للحياة بشكل عام, فهو كالحديد بقدر ما تبدل من جهد في إدارته وتنظيمه واستغلاله, بقدر ما تزداد قيمته.
وللأسف هناك من الناس من يضن أن تنظيم الوقت معناه الجد التام و لا وقت للراحة أو التسلية, و هذه المفاهيم تجعل عملنا منخفض الإنتاجية, فمهما عملنا و اجتهدنا لعدة ساعات فإننا لن ننتج ولن نكون منتجين ما لم ننظم أوقاتنا و نتخلص من كل ما يضيعه علينا, فكلنا يعمل طوال اليوم ولكن من منا يعمل في الاتجاه الصحيح.
وانه لمن العجب أن نستهين بأوقاتنا و نضيعها سدى, فتمر الأعمار ونترك دنيانا و لا اثر لنا يذكر, ولا تذكرنا صفحات التاريخ و لا يذكرنا الأحياء.
إن مقياس تقدم الأمم وازدهار حضارتها و نهضتها هو حسن استغلالها للوقت وإدارته بشكل صحيح فكل الحضارات الإنسانية أكدت على أهميته وكل الفلاسفة و الحكماء حذروا من خطر التفريط فيه و إضاعته .
لهذا فالإدارة الصحيحة للوقت هي مسؤوليتنا اتجاه امتنا فلنبادر بمحاولة ترويض الوقت وفرض سيطرتنا عليه, بدلا من أن يفرض سيطرته علينا.