نحن نعلم أنّ المخ هو المايسترو العظيم الذي يحرك كل الجسد، وندرك أنّه إذا كان المخ سليماً وصحيحاً فإنّ الجسد يكون كذلك أيضاً. والوظيفة الأهم للمخ الذي يجب الحرص على أن تكون صحيحة هي وظيفة التفكير.


ظهر في السنوات الأخيرة ما يعرف بتمارين المخ (Brain Exercise). ومن صور تمارين المخ عمل الكلمات المتقاطعة و"السودوكو".. إلخ. لكن هناك تمارين أخرى أستخدمها لي ولمرضاي، وتفيد بشكل جيِّد في جعل المخ أفضل، ومنها:


* التأمل الفراغي:

إنّ المخ لا يتوقف عن العمل بتاتاً، لا في يقظتنا ولا في نومنا. والطريقة الصحيحة لإعطاء المخ فترة هدوء وسكينة تتمثل في وجوب شغله باللاشيء. ولأنّ هذا الأمر صعب جدّاً، ويحتاج إلى مجهود، ذلك لأنّ المخ أوتوماتيكياً يعمل، منذ لحظة التخليق، ليكسب الخبرات ويرتبها ويعمل على صحة البدن والعقل وترتيب الحياة العاطفية للإنسان ونزعة البقاء بكل مستوياتها، والإهتمام بالنمو وغيره. لذا، فإنّ المخ لا يتوقف منذ بداية التكوين، اي أثناء تشكل الطفل في بطن أُمّه.


ويرى كثيرون شبه إستحالة في توقيف المخ عن العمل، لكن الأمر ممكن.. شخصياً، أوقف التفكير بطريقة هندية تعتمد على حساب الإسم وتاريخ الميلاد باللغة السنسكريتية وما يسمى إخراج "المانترا" الخاصة.

إلا أنّه من الممكن، وبشكل مبسط، أن يختار الإنسان أي كلمة يخترعها أو أي شيء مادي موجود في الحياة، لا يرتبط به عاطفياً، ويكرره بشكل مستمر وبصوت مسموع، وسيجد أن مخه توقف عن التفكير.


* التسبيح:

التسبيح بأسماء الله وصفاته من الأمور الرائعة التي تعمل سمواً للروح، ولكنها تشغل المخ في كلمات نور إيجابية تريحه.


* لعبة المصعد الكهربائي:

هذه اللعبة من الطرق النفسية الجيِّدة للتعامل مع أزمات الدماغ، وتتمثل في أن تجلس في مكان هادئ وتتخيل نفسك دخلت مصعداً كهربائياً، وتضغط على الطابق الثالث، وحين يتوقف تجد باب المصعد انفتح، وخرجت لتجد ممراً طويلاً، في نهايته غرفة، تدخلها فتجد رجلاً حكيماً تتحدث معه عن كل همومك. وهو يمسك رأسك ليساعدك على التفريغ الإنفعالي، وتشعر بأن رأسك أخف وأنت تحدثه.


* الخيال المثالي:

وهو يحدث بأخذ مخك في رحلة خيال إلى مكان مثالي تتمناه، والإصرار على تفاصيل الخيال، لدرجة أنّ المخ يصدقها. وهذه نقطة مهمة، وهي حقيقية أنّ المخ لا يفرق بين الواقع والخيال، وإذا أشبعته بالخيال المثالي يرتاح ويشعر بأنّه ليس عليه أن يبذل مجهوداً كبيراً لراحتك وسعادتك، أو أنّه فعلياً حقق شيئاً رائعاً فيرتاح.


* إزالة الألم:

إنّ إراحة المخ من إحساس اللهث والتعب وإيجاد حلول للصحة العقلية والنفسية والحياتية، مسألة تريح العقل. اجلس، وبخيالك أيضاً ارصد الألم، بدنياً كان أو نفسياً، وتخيل أنّه يذهب ويتشافى، وبدلاً منه تأتي السعادة والراحة والصحة.


إنّ أساس لعبة المخ، هي المخ ذاته. والمخ مثل طفل متعب، لكنه يبقى طفلاً يسهل خداعه.