المديرون الجيدون يمكن أن يحسّنوا حياتك على جميع الأصعدة؛ فهم يهتمون بمصلحتك وسعادتك، ويكونون بمنزلة الأب الروحي لك.
ولكن المديرين السيئين، لسوء الحظ يأتون بمختلف الألوان والأشكال، والكتاب الجديد للكاتبتين كاثرين كرولي وكاثي أليستر يشكل دليلا إلى مختلف الأنواع من هؤلاء المديرين.

ويقدم الكتاب سيناريوهات مفترضة لما قد تواجهه مع مديرك السيئ، وكيفية التصرف في تلك المواقف.

وتقول كاثرين إن الأفراد السيئين في الأسرة والمدير السيئ يمكن أن يتشاطروا الكثير من الخصائص، والشخص البالغ لا تتوقف حياته على فرد من الأسرة سيئ السلوك، ولكن المدير هو المسؤول عن الراتب آخر الشهر، ويتحكم بمزاجك خلال ساعات الدوام الرسمي كل يوم.

أما كاثي فتقول إن العمل يعطي خيارات أكبر في طريقة التعامل، حيث تكون الحواجز والخطوط الحمراء أوضح من المنزل.

في العمل بإمكانك اختيار صداقاتك وتحديد علاقتك مع الزملاء، أما في العائلة فخياراتك تتقلص. وتنصح كاثي بخطوات أربع في العمل وهي: اكتشاف ما يضايقك حقا، وعزل النفس وبناء نظام حماية داخلها، لا تقم بتحويل كل شيء إلى أمر شخصي، وتعامل مع الموضوع ولا تقم بابتلاع مشاعرك.

والحقيقة المعروفة أنه ليس بالإمكان تغيير سلوك شخص بالغ، أما التفكير بالتغيير والتحكم بالانفعالات مع المدير، كما تقول كاثرين، فهو أمر سليم؛ لأن احتمالات تغييره معدومة تقريبا، والحل الأمثل تغيير تصرفك مع هذا المدير السيئ.

وتسمي كاثرين الموضوع إعادة السلطة إلى نفسك، والسلطة تكمن في أن تعرف كيف تجاوب المدير من دون أن تفسد علاقتك به.

أما كاثي فتقول: إنه من المهم جدا أن تحدد ما هو التصرف الذي يزعجك من مديرك بالتحديد، ولهذا يقدم الكتاب 20 أنموذجاً مفترضا، فإذا كنت تريد الاحتفاظ بطاقتك خارج العمل، فقم بكتابة ما يزعجك على ورقة، وتدوين منجزاتك الإيجابية خلال العمل.

وتفترض كاثرين أن مديرك يقوم بتوجيه الانتقادات لك على مدار الساعة، فإبطال مفعول الألم الناتج عن هذه الانتقادات يكون بالقيام بنشاط مهم بالنسبة لك، مثل التطوع في ملجأ للعجزة أو القيام باستعمال طاقاتك ومواهبك في قضية تؤمن بها.

ولا يمكن، كما تقول كاثرين، أن تقوم بعمل جيد وتكتسب خبرة نوعية في ظل وجود مدير سيىء، فإذا كان مديرك يراقبك في كل ثانية ويقلل من شأن جهودك، أو يقوم بالإشارة إلى أخطائك فقط، فمن غير الممكن اكتساب خبرة جيدة في هذا العمل؛ لأنه من الصعب جدا أن تحس بالنجاح من دون دعم مديرك.

أما كاثي فتقول إنه من المهم أن تعطي لنفسك الخيارات خلال عملك، فقم بتوسيع دائرة معارفك بالعمل، ذلك يعطيك خيارات أفضل في حال قررت ترك العمل، ويمنحك خبرة أفضل خلال فترة عملك.

وفي الفترة التي تسبق ترك المدير للعمل، تحدث حالة من الفوضى المتوقعة والتأقلم مع الوضع الجديد، بحسب كاثرين، إذا كنت تحس أن المدير الجديد لا يستسيغك، من الجيد أن تقوم باكتشاف ما هو أسلوب عمل المدير الجديد؟ وما أهدافه؟، كلما حاولت أن تطور مهاراتك لتصبح جزءا من الخطة الجديدة، زادت فرصك بأن تصبح عنصرا فعالا في إدارة المدير الجديد.

فهمك لشخصيتك في العمل وماذا تتوقع من الشخص الذي يديرك، سيساعدك في العمل مع مديرك الجديد، كما تقول كاثي. وتنصح بالقيام بكتابة ما تتوقعه من المدير الجديد وما تحتاجه منه وما تخافه منه.

وترى كاثرين أن التعريف لأسوأ مدير هو المدير المضطهد، الذي يستهدفك ويريد تحول حياتك في العمل إلى جحيم، ويقوم بابتزازك عاطفيا، والوقوف في طريق تقدمك، إذا كانت هذه الحالة الدائمة مع مديرك، فقم بترك العمل فورا