مرض الهروب من المسؤوليه


الهروب والمواجهة نقيضان يعكسان حالة الإنسان مع نفسه، فالإنسان الواثق من نفسه يتجه تلقائياً إلى مواجهة الواقع بحلوه ومره ومواجهة الحياة بكل ما فيها من مواقف وأحداث .. بينما الإنسان المتمرد .. الخجول وغير الواثق من نفسه يلجأ للهروب من المسؤولية بشتى أنواع الهروب التي يمكن اللجوء إليها.


الإنسان الضعيف في الصمود أمام قسوة الحياة ينزع عادة إلى أن يلتمس لنفسه العذر الذي يمكنه من الهروب من تحمل التبعات والمسؤوليات ولعل أكثر مظاهر الهروب شيوعاً هو إلقاء اللوم على الآخرين عند التقصير، وأنهم السبب المباشر لكل أزمة ولكل مشكلة! فقد ينسب الإنسان التقصير الذي يقع فيها إلى أولئك الذي يشاركونه في العمل أو في العائلة أو الأصدقاء ..

اللجوء إلى البكاء وسيلة أخرى من وسائل الهروب من المسئولية وقد لا يكون البكاء بالمعنى الحرفي مصحوباً بذرف الدموع .. فالإنسان الذي يشكو من معاملة الناس السيئة وأذاهم المستمر له ابتغاء أن يتطلف المستمع لشكواه في التعامل مع الناس وبدلاً من مواجهة الواقع وإصلاحه يلتمس العطف والحنان.


لكل إنسان يستقبل الصباح بصداع في رأسه لأنه قضى الليل يفكر في حاله ويرثي له أن يدرك أن ذلك لا يزيل العقبة ولا يحل المشكلة بأي حال من الأحوال، بل يجعلها أكثر استعداداً لمزيد من التعثر في الحياة ..

لابد من المواجهة ووقفة مع النفس بدلاً من الهروب ......