عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 17
إليكم استراتيجية التعامل مع العواطف
التعامل مع العواطف
هناك أربعة سبل أساسية يتعامل بها الناس مع العواطف:
1) التجنب: إننا نريد جميعا أن نتجنب العواطف المؤلمة ولذا يحاول معظم الناس تجنب أي وضعية يمكنها أن تقودهم إلى العواطف التي يخافونها والأسوأ من ذلك انهم يحاولون تجنب أية وضعية قد تؤدى إلى رفضهم فهم يتحرجون من إقامة أية علاقات ولا يحاولون التقدم لوظائف عمل تتطلب تحديا والتعامل مع العواطف بهذه الطريقة هو المصيدة النهائية إذ أن محاولتك تجنب الوضعيات السلبية قد يحميك على المدى القصير ولكنه يحرمك من الشعور بالحب والود والتواصل وهى أمور تتوق لها أكثر من أي شئ آخر ولكنك في النهاية لا تستطيع أن تتجنب المشاعر والموقف الأكثر قوة والحل هو أن تتعلم كيف تتوصل إلى المعنى الإيجابي الخفي لتلك الأمور التي كانت تظنها سابقا عبارة عن عواطف سلبية .
2 ) النفى: منهج آخر للتعامل مع العواطف هو استراتيجية الإنكار والنفى إذ يحاول الناس في كثير من الأحيان أن ينعزلوا عن عواطفهم بالقول " لست اشعر شعورا سيئا إلى هذا الحد " غير انهم يتابعون تحريك الجمر داخلهم بالتفكير في مدى فظاعة الأمور أو بأن فلانا قد استغلهم أو انهم يفعلون كل شئ على أتم وجه ولكن الأمور لا تسير في النهاية في الطريق الصحيح وهم يتساءلون لماذا يحدث هذا دائما لهم وبعبارة أخرى فهم لا يبدلون تركيزهم على الإطلاق كما لا يغيرون وضعهم الفيزيولوجي ويتابعون طرح نفس الأسئلة التي تسلبهم القوة أن تجربة عاطفة ما ومحاولة التظاهر بأنها غير موجودة لا تؤدى إلا إلى المزيد من الألم ولابد من التأكيد ثانيا على أن تجاهل الرسائل التي تحاول عواطفك إصدارها لك ليس من شأنه أن يحسن الأمور فإذا ما تجاهلت الرسائل التي تحاول عواطفك إرسالها فان عواطفك تعمل ببساطة على رفع طاقة الرسالة الكهربائية وتظل تزيد من هذه الحرارة إلى أن تنتبه لذلك في النهاية .أن محاولة إنكار عواطفك ليست هي الحل آما فهم هذه العواطف واستخدمها فهو الاستراتيجية التي سنـتعلمها .
3 ) المنافسة: يتوقف بعض الناس عن مقاومة عواطفه المؤلمة ويقررون الانغماس فيها إذ لابد من تعلم الرسالة الإيجابية التي تحاول عواطفه إيصالها لهم فانهم يعززون حدة هذه العواطف ويزيدونها سوءا عما هي عليه في الواقع إذ تصبح هذه العواطف عبارة عن وسام شجاعة ويبدؤون مبارة مع الآخرين قائلين تقول انك عانيت الكثير ؟ هل تعرف ما
لقيته من معاناة ؟ بل أن هذا الوضع يصبح جزاءا من هويتهم وطريقة لتأكيد وضعهم الفريد ويأخذون يتباهون بان وضعهم أسوء من أي شخص آخر وهذا كما ترى قد يكون اكثر المصائد مقتلا ومن الواجب تجنب هذا المنهج بكل ثمن لأنه يصبح عبارة عن نبؤه لإرضاء النفس حيث ينتهي المطاف بالشخص لاستثمار شعوره السيئ على نحو منتظم وبذا فانهم يقعون في المصيدة حقا ، آما النهج الأقوى والأكثر صحة للتعامل مع العواطف التي نعتقد أنها مؤلمة فهو أن ندرك بأنها تخدم غرضا إيجابيا وهو ..
4 ) التعلم والاستخدام: إذا كنت تريد النجاح لحياتك فعليك أن تجعل عواطفك مجدية لك إذ انه لا يمكنك الهروب من عواطفك كما لا تستطيع أن تتجاهلها ولا يمكنك التقليل من شأنها أو خداع نفسك فيما يتعلق بمعناها ولا يمكنك أن تسمح لها بان توجه حياتك فالعواطف حتى وان بدت مؤلمة على المدى القصير هي بمثابة بوصلة داخلية تعطيك إشارات خاصة وتوجهك إلى الأفعال التي يتوجب عليك القيام بها لتحقيق أهدافك وبدون أن تعرف كيفية استخدام البوصلة فانك ستظل إلى الأبد تحت رحمة أي عاطفة نفسانية تداهمك في طريقك
ولكن الحقيقة هي أننا أنا وأنت نستطيع أن نتحول من البكاء إلى الضحك في غمضه عين إذا ما تم تعطيل نمط تركيزنا الذهني ووضعنا الفيزيولوجي بالقوة الكافية
الطريقة الوحيدة لاستخدام عواطفك بفعالية هي أن تفهم بأنها تخدمك ، عليك أن تتعلم من عواطفكوتستخدمها للتوصل للنتائج التي تتوخى تحقيقها بهدف تحقيق نوعية اعظم من الحياة فالعواطف التي كنت تعتبرها سلبية إنما هي دعوة للقيام بفعل ما ولذا فأننا بدلا من تسميتها عواطف سلبية سنسميها في بقية هذا الموضوع بمسمى إشارات للفعل.
إذ انك حين تتآلف مع تلك الإشارات وتتعرف على رسالتها فإن عواطفك تصبح حليفة لك بدلا من أن تكون عدوة لك ، تصبح الإشارات صديقك ومعلمك ومدربك فهي تقودك حين تكون في أعلى درجات شعورك كما تقودك في أدنى درجات الوهن في عزيمتك وتعلمك كيفية استخدام هذه الإشارات يحررك من مخاوفك ويتيح لك الفرصة لكي تتمتع بكل الغنى الذي يمكن لنا نحن بنى البشر أن نستمتع به للتوصل إلى ذلك إذا عليك أن تغير قناعاتك الشاملة حول ماهية العواطف فهي ليست حيوانات مفترسة أو بدائل للمنطق أو إنتاج نزوات أناس آخرين بل هي إشارات فعل تحاول أن تقودك لوعد بنوعية اعظم من الحياة آما إذا كان رد فعلك على عواطفك هو أن تكتفي بتجنبها فانك تخسر الرسالة التي لا تقدر بثمن والتي تقدمها لك عواطفك.
عليك أن تدرك بأن العواطف التي تنتابك في هذه اللحظة بالذات إنما هي هبة ومؤشر ونظام مساند ودعوة للفعل فإذا كبت عواطفك وحاولت أن تنفيها من حياتك أو إذا كبرتها وسمحت لها أن تحتل كل جوانب حياتك فانك إنما تبعثر أحد اثمن مصادر حياتك فما هو مصدر العواطف انك أنت مصدر كل عواطفك فأنت من يخلقها وأنني هنا أريد أن أقول لك أن بإمكانك أن تشعر الشعور الذي تختاره في أي لحظة من لحظات حياتك لست تحتاج سببا خاصا لكي تتمتع بشعور حسن يكفى أن تقرر بان تشعر شعورا حسنا ألان لمجرد انك على قيد
الحياة ولمجرد انك تريد ذلك .فإذا كنت أنت مصدر كل عواطفك فلماذا لا تتمتع بشعور حسن دائما ؟ أكرر مرة أخرى لأن ما نسميه بعواطفك السلبية إنما تطلق لك رسالة فما هي رسالة مؤشرات الفعل ؟ هذا ماسنتعلمه .. في بقية الموضوع
يبتبع....
المفضلات