عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الريادة في التربية 7ح
غير أنه لم ير ضــرورة لتربية حاستي الشم والذوق لأنهما كانتا ناميتين عند الشريد وخاصة
حاسة الشم لأنه كان يعيش كالحيوانات التي تفتش عن الفريسة معتمدة على هذه الحاسة . لذا وجه اهتمامه نحو حاستي البصر والسمع ، واعتقد ، خلافاً ( لكوندياك وبوفون ) أنه من الضروري تقوية كل حاسة ضعيفة أو مريضة ، بينما كان العالمان المذكوران يبذلان قصارى الجهد في تربية حاسة اللمس فقط . وهنا نرى أن فيلسوفنا الشاب قد جاء بمفهوم جديد تظهـر نتائجـه فــي الطريقـة التي اتبعها الدكتور ( ديكرولي ) في القرن العشرين فـي تعليم القـراءة وهـي مـا يسمـى الآن بالطريقة الكليـة ، لأنها تعتمد بصورة خاصة على حاسة البصر .
ومما يؤسف له أن حاسة السمع لدى اللقيط كانت مريضة جداً تمنعه من توجيه انتباهه إلى الأمور التي تحيط به ، وهي حـاجز جـدي أمام تعلم النّطق ، مما يسبب نقصاً في التفكير لأن الفكر لا تأتي ، حسب ( كوندياك ) إلا عن طريق اللغة .
لذا اضطر المعلم الفيلسوف إلى اتباع طرق لا تعتمد على الكلام واعتبر تلميذه بحكم الأصم ، وهذه الطرق تنمي اضطراراً حاسة السمع .
إن هذه الطريقة مقتبسة من تعاليم – الاي سيكار – الذي كان يعود طلابه فهم الرموز الحرفية على الشكل الآتي : إيجاد اتصال بين الأشياء المألوفة ورسومها ، ثم بين هذه الأشياء وأسمائها . وهكذا قلّد فيلسوفنا الأب المربي حتى في اختيار وسائل الإيضاح .
أما طريقة عمل الأب ( سيكار ) فهي كما يلي : ينقش فوق لوحــة سوداء على شكل مفتاح ومقص ومطرقة ، ويطلب من تلاميذه وضع كل من هذه الأدوات فوق رسمها . وحينما يرى أن هذه التمارين قد أثمرت ينتقل بهم إلى تمــارين أخــرى وهي معـرفة نفس الأشياء فوق اللوحة مرفقة بأسمائها المكتوبة بذيلها .
وأخيراً يجب معرفــة اسم الشـيء المكتوب على اللوحة دون أن ترافقه رسوم ما ، وهي مرحلة الرموز الكتابية |
|
|
life is either bold adventure or nothing at all
المفضلات