. العصابـــــــي العدائـــــــــــي
Hostile
عندما نكون عدوانيين فإننا ندافع عن حقوقنا الشخصية، ونعبر عن أفكارنا ومشاعرنا ولكن بطريقة خاطئة، وعادةً لا تساعد كثيرًا بل وقد تتعدى على الحقوق الشخصية للآخرين.
ومن أمثلة السلوك العدواني الإسراف في لوم الآخرين، التهديد والشجار، وبعد العدوانية غالبًا ما نشعر بالمرارة، بالذنب والوحدة فيما بعد..
عادةً ما يكون الهدف من السلوك العدواني هو السيطرة والحماية، الانتصار، الاذلال، وإجبار الآخرين على الخسارة..
والشخص العدواني هو شخص يجد في هزيمة الآخرين تأكيدًا لقوته حيث يشعر بالمتعة والفخر..معاركه مع الناس لا تتوقف وينطبق عليه لفظ (المشاغب) حيث يشاغب الناس دون هدف واضح فقط للشعور بالسطوة.
يشعر دائمًا أنه مهاجم من قبل الناس لذلك هو يسبق بالهجوم لذلك فهو شخص كثير الخصوم..
حياته الاجتماعية ضيقة انعزالية بسبب أنانيته وتعاليه.
ففي المثال السابق فكر الطبيب في الذهاب إلى مكان الاحتفال، الصراخ، أو قطع الكهرباء، ولكن ذلك كان سيعد إعتداءًا على حرية الآخرين ورغبتهم في الاحتفال والاستمتاع بحفلتهم وعلى الموسيقيين في كسب عيشهم..
وبعدها لن يكون الطبيب سعيدًا، سيشعر بالذنب والتعاسة وسيظل في تلك الغرفة أو سيتم إلغاء حجزه بالفندق كليةً.. وهنا سنرى أهمية توكيد الذات.
· يجد في هزيمة الآخرين وتحديهم ومعاضرتهم إشباعًا وتأكيدًا لقوته وسلطته، ولهذا فهو يشعر بالراحة النفسية كلما تحول من نصر إلى آخر عندما يشعر أنه أوقع الأذى والزهو بالآخرين لذلك فإن معاركه مع الناس لا تنتهي.




· لا يثق في الناس ويفسر تصرفاتهم على نحو يثير شعوره بالتهديد والخوف، لذا فهو يلجأ إلى الهجوم المبكر إذا أحس بأى علامات.. لذلك فإنه يعتبر اختلافه مع الآخرين هجوم شخصي عليه.
· يصعب عليه تكوين علاقات دافئة ويغلب عليه الوحدة والانعزال.. ونجد أمثلة متعددة لهذا النمط كمدير العمل الذي يقسو ويعنف من حوله خشية أن يهتز مركزه.




3.سلوك توكيد الذات
(السلوك الناضج)
يعني سلوك توكيد الذات دفاعك عن حقوقك الشخصية وتعبيرك عن أفكارك ومشاعرك ومعتقداتك بطريقة واضحة، صادقة، لا تتعدى بها على حقوق الآخرين.
توكيد الذات يعني احترامك لنفسك، تعبيرك عن احتياجاتك ودفاعك عن حقوقك ولكنها تعني أيضًا احترامك لحقوق الآخرين.
يساعدنا توكيد الذات أن نشعر إننا أفضل تجاه أنفسنا وأكثر ثقة.. توكيد الذات ليس ضمانًا للنجاح ولكنه يزيد احتمالياته أو حتى احتمالية الوصول إلى نتيجة مرضية دون إغضاب الآخرين.
ويتم استخدام أسلوب التعويد حيث يتم تعريض الشخص تدريجيًا للمواقف التي تثير لديه الخوف والقلق والضيق والإزعاج، ويراعى أن نبدأ بالمواقف قليلة الشدة ثم المواقف الأكثر شدة وهكذا... ويراعى أيضًا أن يبقى الشخص في هذه المواقف لأوقات قليلة تزداد تدريجيًا حتى يحدث التعود..
هناك أسلوب آخر هو الغمر الانفعالي حيث يعتمد على تخيل الشخص للموقف الذي يثير قلقه في أقصى صور شدته ولأطول فترة ممكنة فهذا من شأنه أن يخفف القلق المصاحب لهذ المواقف حتى يتلاشى تمامًا.
وفي المثال السابق قرر الطبيب أن يجرب تمارين الاسترخاء أولاً وأن يراجع حقوقه.. وقد تمكن من أن يهدئ أعصابه وأن يتذكر إنه قد تم دفع النقود للفندق لكى ينام في مكان مريح.
طلب الموظف المسئول وأخبره بمشكلته وعن ضيقه الحالي وعندما أخبره الموظف إنه سيخبرهم أن يخفضوا الصوت قليلاً لم يكن ذلك حلاً عمليًا وتشكك إنه سيتم تنفيذه..
اخذ نفسًا عميقًا ليزيل التوتر وطلب بصورة واضحة غرفة أخرى وهذا ما تم بالفعل وذهب إلى الموسيقيين وطلب منهم البحث عن مهنة أخرى.
وهذه هى أول خطوات توكيد الذات، أن تتعرف على ما سيكون رد الفعل عدواني أو سلبي سواء كان رد الفعل لفظي أو جسدي..
فستون بالمئة من التواصل يكون عن طريق لغة الجسد، ولابد أن نكون مدركين جيدًا لتلك اللغة ولاحتمالية توصيل رسائل خاطئة أو ذات معاني مزدوجة.
ثم يأتي بعد ذلك توضيح أهدافنا، مشاعرنا والمكاسب والتوقعات من السلوك، وما هو تاثير ذلك السلوك على العائلة، الأصدقاء، زملاءك بالعمل.
ثم يأتي بعد ذلك توقعاتك من السلوك، فكر في بعض المواقف الحديثة ونتائجها.. هلى طابقت تلك النتائج توقعاتك، سيساعدك هذا على رؤية نقاط ضعفك، انسحابك، هجومك وعلى رؤية أن كثير من الطرق التي تستخدمها في التعبير ما هى إلا طريقة للهروب، وتخلق ألم وضغط عليك أكثر من قدرتك على احتماله.. قبل أن تستطيع أن تؤكد نفسك يجب عليك الاعتراف إن السلوك العدواني أو السلبي لم يستطيعا قبلاً حل مشاكلك.
يشير مصطلح (توكيد الذات) إلى حرية التعبير عن العواطف الإيجابية والسلبية على حد سواء.. سواء التعبير عن مشاعر الصداقة والحب والود أو عن الغضب والعدوان في المواقف التي تستدعي ذلك..
كما يشير إلى حرية التعبير عن الاحتياجات والحقوق وخاصة حق الرفض.
إن الخوف من التعبير عن الغضب في بعض المواقف قد يدفع الإنسان إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية.. من خلال العلاج السلوكي والممارسة سيصبح الأمر أكثر سهولة ويسرًا في مواجهة هذه المواقف.
وربما يكون الدافع لطلب العلاج هو عجز الإنسان عن المطالبة بحقوقه وندمه بعد ذلك على إضاعة فرصة كان يمكن أن يستغلها في ذلك