إستراتجية التعايش مع الضغوط النفسية:

هنالك استراتجيات ثلاث ينبقى إتباعها لكي نتعامل أو نتعايش مع ضغوطنا:

1- تغيير أسلوب التفكير"Reframing & Positive thinking"

أسلوب أعادة تأطير التفكير في المشكلة يساعد الإنسان على رؤية الأمور بمنظار أيحابى بدلا عن التركيز على الجوانب السلبية منها ولهذا يمكن التخلص من الأفكار والمشاعر السلبية التي تؤدى للضغط النفسي. المثل الشائع في هذه الحالة الكوب المملوء للنصف. الأيجابي يركز على النصف المملوء ويبدو سعيدا به، أما السلبي فيركز على النصف الفارغ ويتحسر عليه. يجب التركيز على الايجابيات في الإنجاز لأنها تعطينا مزيدا من الثقة. التركيز على النتائج السلبية تصيب الإنسان بالإحباط وتزيد من حدة الضغوط.

الشيء الثاني يجب أن نعترف و نتقبل النتائج السلبية لإنجازاتنا ونعترف بأخطائنا ولا نحاول التنصل من المسؤولية بإيجاد الأعذار أو المبررات أو تحميل المسؤولية للآخرين. تحملنا لمسؤولية إخفاقنا يعطينا الإرادة اللازمة لتصحيح الخطأ والمضي إلى الأمام.

البعض يقضى وقتا طويلا في محاولة لإنجاز أمر مستعصي وهو يعرف جيدا أن خيوط الحل بيد شخص آخر غير متعاون أو أن الإمكانيات اللازمة غير متوفرة. الواقعية في التفكير وفى الإنجاز لا تتركان أي مجال للضغوط في أي كانت.

2- تغيير السلوك:

كن حازماً:
الحزم في الأمور مهم للغاية وعدم التساهل أو التنازل من أجل أرضاء الغير حتى لا يتعود الآخرون الاعتماد عليك لمجرد أنك لا تستطيع الاعتذار ولمعرفتهم الجيدة أنك بلين جانبك. الإصرار على الحقوق وعدم التنازل عنها و التعبير عن الأفكار والمشاعر والمعتقدات بحرية وبصراحة كاملة ومن دون التعدي على حقوق ومشاعر الآخرين تدل على النضج والاستقلالية. وكذلك الحال مع الجزم وحزم الأمور عند الضرورة.

كن منظماً:
عدم النظام يؤدى إلى الضغوط في العمل والحياة الاجتماعية. الشخص المنظم دائما لديه مذكرة يدون عليها أنشطته وواجباته اليومية على حسب أسبقياتها وبمواعيد محددة. هذه الطريقة لا يمكن معها إغفال موعد أو التزام بأمر ما.



تعود أن تقول " لا " عند الحاجة:
البعض لا يستطيع الاعتذار أو قول لا لحساسيتهم من الآخرين. هؤلاء يكونون دائما عرضة للاستغلال وبذلك يضطرون لفعل شيء لا يرغبون فيه وذلك يؤدى إلى مزيد من الضغوط. تعلم أن تعتذر أو ترفض أمرا لا يروق لك أو ليس لديك الوقت له. ويستحسن أن تطلب من الشخص الآخر أن يمهلك لكي تفكر في الأمر بدون التزام منك بشيء.

لا تحمل أعباء أو مسؤوليات الغير:
عود البعض الآخرين على أن يكون "جمل شيل " يقوم بعمل كل شيء ويتحمل مسؤوليات الجميع. لذلك يترك له الآخرون كل الأعباء والمسؤوليات وقد يحاسبونه على أي تقصير منهم. تجد " جمال الشيل " هؤلاء بكثرة في الحياة الأسرية ومحيط العمل معرضين أنفسهم للضغوط والأمراض.

عدم الالتزام بأعباء أو مسؤوليات غير محددة:
البعض يلتزم بمسؤوليات أو أعباء غير محددة أو فوق طاقته. ومن المؤكد هذا سوف يزيد عليه الضغوط أو يعرضه للمساءلة في حالة وجود أخطاء أو تأخير. يجب الالتزام بمسؤوليات أو أعباء محددة وأن تعطى نفسك الوقت والصلاحيات الكافية لذلك.

لا تكن مبالغا في طموحك:
كن واقعيا ولا تبالغ في إمكانياتك لتصاب بخيبة أمل أو إحباط عندما تتعثر في الانجاز.

حدد أسبقياتك:
يجب أن تضع أسبقيات لمهامك حسب أهميتها وأنجزها على حسب ترتيبها في القائمة.

لا تضع سقفاً عالياً لإنجازاتك:
البعض يعانون كثيرا لمحاولاتهم المستميتة للوصول إلى الكمال. يكررون العمل مرارا ولا يقتنعون بأن ما تم يفي بالمطلوب. لذلك يعرضون أنفسهم لضغوط زائدة.

الدعابة والمزاح:
من الملاحظ أن الأشخاص الذين تراهم دوما باشون ضاحكون ويكثرون من الدعابة والمزاح قلما تراهم متكدرين وشاكين من الضغوط التي يتعرضون لها. البعض يقول عنهم " قلبهم ميت " لأنهم يبدون سعداء طول الوقت. الحقيقة أنهم تغلبوا على مشاكلهم بالضحك والدعابة. وقد تأكد أن الدعابة والمزاح خير ترياق للضغوط والهموم. الضحكة العريضة تسترخي عضلات الجسم وتريح الأعصاب. مثلا قراءة كتاب مسلى أو مشاهدة برنامج أو عرض كوميدي سينمائي أو تلفيزيوني أو على خشبة المسرح. أحيانا تمضية وقت ممتع مع بعض الأصدقاء مع الدعابة والمزاح والضحك تنسيك كل همومك. بعض الأبحاث تؤكد أن المرح والضحك يقللان من نسبة هرمون " الكورتزول " الذي يضعف عملية مقاومة الضغط النفسي.

التفريغ العاطفي"Ventilation"
بعض الأشخاص لا يأتمنون حتى أقرب الناس أليهم ولا يبوحون لأحد بمشاكلهم والضغوط التي يتعرضون لها. الكتمان لهذه المشاكل والمشاعر السلبية المرتبطة بها لا تزيلها بل تسبب كثيرا من الضغوط التي تنعكس خارجيا في شكل أعراض مرضية. من المفيد مشاركتك لمن تأتمنهم من الأهل والأصدقاء على مشاكلك وهمومك. التحدث في حد ذاته يساعد على تفريغ الشحنة العاطفية ويخفف من أثرها النفسي عليك. إذا لم تجد أحدا لتشركه همومك، أكتبها على ورقة وعندما تشعر بأنك تخلصت من العبء العاطفي مزق هذه الورقة وأنسى الموضوع تماما. أخلق علاقات وصداقات قوية. هؤلاء يساعدونك على التخفيف من الضغوط التي تعانى منها.

3- تغيير أسلوب الحياة:

1= أتبع نظاما غذائياً صحياً:
كل وجبات صحية في أوقات منتظمة وبكميات معقولة. تجنب المقليات والخبز و المخبوزات والسكر والملح والنسكافية بأنواعة و قلل من النشويات والسكريات. تناول الغيت جولدن و أكثر من الفواكه والخضروات الطازجة. حافظ على وزن جسمك باستمرار. وأكثر من شرب الماء.

2= مارس الرياضة بصورة منتظمة:
.رياضة المشي والسباحة تنسى الهموم وتزيل الضغوط. مارسهما بانتظام.

3= مارس جلسات الرفلكسولوجى:
الضغط النفسي ينتج عنه شد عضلي خاصة لعضلات العنق والكتفين. عملية الدلك تساعد على استرخاء الجسم والمخ وتعطى الشخص شعورا بالسلام والهدوء.

4= خذ حماماً دافئاً:
الماء الدافئ يهدئ ويسترخى الجسم وفى نفس الوقت يبطئ من نشاط الأعضاء الداخلية. عندما تنتابك الضغوط وتتوتر وتشد عضلات جسدك خذ حماما دافئا أو مائلا للسخونة. أملأ الحوض بالماء. أضف إليه بعض زيت الأعشاب المعطر. أجلس داخل الحوض واسترخى تماما.مستمتعا بموسيقاك المفضلة في الخلفية. حمام "الجاكوزى" مثال جيد لأن حركة الماء الدافئ الدائبة في الحوض يعطيك الشعور بعملية تدليك ممتع لكل جسمك مع الإحساس بأن جسمك يطفو أو يكاد يسبح في الفضاء.

5= استمع للقرآن:
القرآن له مفعول قوى على جسم وعقل الإنسان الذي يشعر بالسلام والأمان وينسى كل همومه ومشاكله.

6= خذ كفايتك من النوم:
النوم العميق المتواصل يسترخى الجسم والعقل ويعيد لهما نشاطهما وحيويتهما من جديد.

7= أتبع برنامجا معينا للاسترخاء:
يجب عليك أن تعطى نفسك وقتا كل يوم للاسترخاء البدني والعقلي. البعض ينسى نفسه ويعرض نفسه لضغوط مستمرة في مجال العمل والحياة الاجتماعية. ساعة أو ساعتان يوميا تفي بالغرض. تدرب على برنامج للاسترخاء تمارسه يوميا. مثلاً:

أ= تمارين التنفس العميق:هي من ابسط وأقوى الوسائل للاسترخاء. تدرب عليها.

ب = جلسات التأمل:تعطى نفس النتيجة.

ت= التنويم الذاتي:تدرب على التنويم الذاتي لتتخلص بسهولة من همومك ومشاغلك ولتسترخي جسمك.

ج - التخيل / التخيل الموجه::"Guided imagery"
لكي تسترخي قليلا يمكنك إغلاق عينيك ثم تخيل أنك ريشة طائر تسبح في الفضاء. تخيل أشعة الشمس والهواء المنعش تلحف وتسترخي كل جسمك. بعدها تخيل نفسك وأنت تنساب للأسفل في اتجاه الأرض هذه المرة ببطء وهدوء وتضاعف حالة الاسترخاء الأنت عليه. وأخيرا تهبط بسلام على العشب الرطب الذي تستلقي عليه وتترك لخيالك يستعيد لحظات ماضية من حياتك كنت سعيدا فيها وتعيشها مرة أخرى كأنها تحدث الآن.