3 اسألة تؤرقك يومياً ... إليك الإجابة عنها وكيفية الحل



الإنسان يريد أن يعرف، من هنا بدأ كلّ شيء، من رغبة الكائن البشري وفضوله غير المحدود، الّذّي بفضله نشأت الفلسفة والّتي كانت محاولاتٍ لفهم الكون والإنسان، ولكنّها على كلّ حال الرّحم الذي ولد منه علم النّفس، ومنذ ولادته لم يعد شيءَ كما كان فأصبح بين أيدينا المفتاح الذي يفكّ أقفال العقل البشري المعقّدة، لكنّ الكثير منّا يعتقد أنّ علم النّفس يقتصر على مخابر الجّامعات وعيادات الأطبّاء وهذه نظرة نموذجية ستكلّفك الكثير، فعلم النّفس ورقةَ رابحةَ إن استعملتها في حياتك اليوميّة ستجد نتائج فوريّة.

سنتناول معاً في هذا المقال إجاباتٍ لتساؤلات تطرحها يومياً على نفسك وعلى المحيطين من حولك دون معرفة تفسير ملائم لها…

1- لماذا لست قادراً على إكمال أي شيء؟

إن ألقيت نظرةً على المشاريع التّي بدأت بها منذ سنة وحتّى الآن، والقرارات التي اتّخذتها، ستجد أنّ أغلبها أبعد ما يكون عن الانتهاء؛ فأنت لم تحضر سوى درسين من الكورس على الانترنت، أو أن عضويتك في النّادي الرياضي انتهت دون أن تزوره أكثر من ثلاث مرات، ناهيك عن الحمية الغذائيّة التي تخلّيت عنها بعد مرور أسبوع، أو أنك لا تعرف سوى خمس كلمات من اللّغة التي كنت قد قرّرت إتقانها بحلول الآن، فما السبب؟

طالما أنك بادرت فأنت تملك الرّغبة والإرادة! إذاً لم توقفت؟اكتشف علماء الّنفس أن العامل المدمّر لجميع الالتزامات هو “الملل”، السّر لإنهاء المهام هو رسمها في مخيّلتك أولاً ثم تحفيز نفسك لحين الانتهاء منها، وهذه نصائح من شأنها ان تساعدك:

  • ابدأ بسيطاً ثم أضف عناصر جديدة لهدفك في كلّ مرّة لإبقاء الأمر مثيراً للاهتمام.
  • كافئ نفسك حتى على الإنجازات الصغيرة. (لا تعتقد أنك كبرت على أسلوب الثواب والعقاب فقد أثبت السلوكيون أن هذا المبدأ ينفع في تعليم أي كائن حي السّلوك المرجو وفي حالتك، الالتزام).
  • ضع أهدافاً واضحة، واضحة للغاية، مفصلة للغاية.
  • غيّر اسلوبك بين الفينة والأخرى، أثبتت الدّراسات أن أغلب النّاس يتخلّون عن حمياتهم الغذائيّة بسبب اتباعهم روتين محددّ للأكل يدفعهم للملل.
  • احصل على زميل يرافقك في رحلتك، فالشّعور بوجود رقيب يدفعك لأداء أفضل، بالإضافة إلى إحياء المنافسة والتّذكير الدائم بأهدافك.


2- لماذا أشعر أنني عشت هذه اللحظة من قبل؟


لابد أنك مررت بهذه التجربة مسبقاً ترى مشهداً أمامك وتسمع أصواتاً ثمّ ينتابك الإحساس بانّك مررت بهذه الّلحظة من قبل، ولكن بشكل مبهم وكأنك عشتها في حلم ما، بالإضافة إلى أنّك تعجز عن تذكر الرؤية القديمة بعد انتهاء هذه التجربة.في الحقيقة هذه الظاهرة تدعى “الديجا فو” أي الرؤية المسبقة بالفرنسيّة كما أطلق عليها العالم إميل بويرك وهي نتيجة شذوذ في عمل الذّاكرة وتشابك الاعصاب الحسيّة فينتقل الإحساس إلى الذاكرة قبل أن يحدث الوعي البشري لها، وبذلك تدرك اللحظة بعد أن تكون مسبقاً في ذاكرتك

3- لماذا أعجز عن الإقلاع عن عاداتي السيّئة؟

سواء كنت مدمناً على التدخين، أو الإكثار من تناول الطّعام، أو حتّى التفكير الزّائد والقلق الذي يمنعك من إنجاز أعمالك، كلّنا لدينا عادات سيئة نتمنى لو نتخلّص منها، وفي سبيل التخلّص من عادتك عليك أولاً فهمها وفهم نفسك.لماذا أمارس هذه العادة ما دامت “سيئة”؟وفقاً للسلوكيين فجميع تصرفات الإنسان هي نتيجة محفّز إيجابي يدفعه لتكرار هذه التصرفات، فالثّواب الذي تتلقاه عند التدخين ألا وهو التّخلص من التّوتر والاسترخاء وإشباع جسدك بالنيكوتين الذي يتوق إليه هو السّبب في معاودتك له،

كذلك الأمر في توقك للطعام فالمكافأة هي مذاق الأكل وفي مماطلتك فأنت تكسب المزيد من الوقت لتمضيه كما تريد.
القانون ذاته يمكن تطبيقه على العلاج، فحين تقرر التّخلص من إحدى عادتك السيئة إلى الأبد فعليك أن تلتزم بنظام من صنعك مبني على الثواب والعقاب لحين شفائك، ولابد أن يكون من جنس العادة، فإما أن تحرم نفسك من الحلوى لبقيّة اليوم أو أن تضيف عشر دقائق لتمريناتك الصباحية. كما أن البدائل هي إحدى طرق الإقلاع عن الإدمان التي تم إثبات فعاليتها مخبرياً، حيث تقوم بتصرف يعود عليك بنفس المكافأة التي كانت تعطيك إياها العادة القديمة، فمثلاً إن كنت تماطل (من أجل المزيد من وقت الفراغ)

بدلاً من ذلك ضع جدول عمل أكثر منطقية وواقعية وأقل التزاماً ما يسمح لك باستراحات أكثر ويمكنك من إنجاز عمل فعلي، بدلاً من الأهداف العالية والضغط المرتفع الذي ينتهي بك بعدم إنجاز أي شيء.كذلك يمكنك تبديل الإفراط في تناول الطعام بالتمارين الرياضيّة التي ستمنحك الّلذة ذاتها بل وأكثر نتيجة الهرمونات التي يطلقها الجسم عند بذل جهد وأهمها الأندورفين. كما أن الدوبامين الذي يطلقه الدماغ عند تناول الشوكولا والذي يجعلك تحبها يمكنك الشعور به عبر إنجاز مهمة صعبة والافتخار بنفسك.