فكل مؤمن لا يزال يحتاج إلى التربية والذكير بها . .
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما كان بين اسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين ! !
وذلك حتى لا يسقطون في الفشل !!


- الثقة المفرطة بالنفس .
وذلك والله من أعظم الحرمان ..
أن يكل الله العبد إلى نفسه ...
فإنه الهلاك والفشل الذريع ...
الفاشل يعلوه صوت الـ : ( أنا ) !
ويطربه نغم ( لي ) !!
ويطغيه . . . ( عندي ) !!!
ولذلك كان من دعاء الصالحين :
( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
قال بعض الصحابة في يوم حنين :
لن نغلب اليوم من قلّة !!
فأنزل الله : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ )
هذه جملة من أسباب الفشل .. تقع على الأفراد كما تقع على الجماعات.




وحتى لا نسقط في الفشل ......-
انطلق من خلال ضعفك ونقصك .
فالمؤمن خُلق مفتّنا توّاباً . .
يخطيء ويقصر . .
وكل ابن آدم خطّاء ..
انطلق من هنا . .
ولا تنطلق من كمال زائف . . !
وتأمل التوجيه النبوي . .
( سيروا بسير أضعفكم )


- اعلم أنا ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك .
تلك عقيدة المؤمن . . .
الإيمان والرضا بالقضاء والقدر . .
وهو في تميّزه وإبداعه يصارع القدر بالقدر ..
( ولا يرد القدر إلا الدعاء )


نفسية المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره . .
نفسية تعين على الإنجاز والإبداع والتميز ...
ونفسية الساخط الجازع اليائس ... مهلكة العمل والإبداع .


- ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .




وبعد الاستخارة استشارة ..
فقد جاء التوجيه في القرآن للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه
بقوله : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ )
هذاالنبي الذي يوحى إليه يؤمر بالمشاورة ..
فكيف بعباد ضعفاء .. جبلوا على التقصير والنقص والخطأ !؟!


بالاستشارة :
تجمع مع عقلك عقلين وثلاثة وأربعة .. فاستقل من ذلك أو استكثر !
ورأي الجماعة أقرب للصواب والنجاح .
فالإستخارة والإستشارة من أسباب الوقاية من الفشل .. وإن وقع الفشل
فإنك لن تشعر بمرارته وأثره ..!
فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ..


- فإذا عزمت فتوكل . .
ولا تقل أنا الأول . .
بل توكل . وأظهر ضعفك وعجزك بين يدي ربك ...
فإن العبد في توفيق من أمره وسداد في رأيه
متى ما كان على ربه متوكلاً ...
ضعيفاً محتاجاً إليه .
( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ) !!


- إبدأ من حيث انتهيت .
وابدأ من حيث انتهى الآخرون . .
في حياة الناجحين المتميزين المبدعين ..
ليس هناك شيء اسمه : فشل !!
إنما هي كسب تجارب وخبرات ..
فكل سقوط تجربة ..
وكل وقوع خبرة ..!
فالفشل يزيد في رصيد الناجحين تجربة وخبرة ..!
لذلك .. استفد مما سبق . .
فلقد كان لكم فيهم عبرة !!
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا !!


- على عتبة النجاح .. اخلع لبوس الروتين !!
جدد ..
طوّر ..
أبدع ..
لا تستسلم للروتين ..


أنت بحاجة أن تكون صاحب همّة .. لتبلغ القمة ..
مالم تبلغ من هذا الطريق ..
حاوله من طريق آخر .. فإن لم تستطع فجاوزه !!
إذا لم تستطع شيئا فدعه : : : وجاوزه إلى ما تستطيع !!
الروتين الرتيب . .يقضي على أعمالنا في مهدها ..
لأنه يعلمنا الكسل ..
ويصنع اليأس من العمل !!
تعددت الأسباب والهمّ واحد !!


- اجتمعوا وعوا . !
( فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار )
( وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) !
وبعد كل هذا . . . ابدأ لا تيأس .
( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )
اليأس مقتل النجاح والإبداع ...
اليأس . . هروب البطالين ...
لا تيأس . . واستفد من النملة وتعلم منها ..
وانظر كيف تصنع الأمل بمعاودة العمل !!
فإن سقطت فقل :
- .. لعله خير . !
بل هو الخير . .
ثق تماماً أن ما بذلت له سببه فلم يتحقق لك هو خير لك !!
فلا تسخط ولا تجزع ولا تيأس ..!
حتى لا نسقط في الفشل . . .