. عدم القدرة على إقناع النفس:
العقل البشري الذي هو بمثابة الآلة التي تقوم على حل المشاكل والتنبؤ بها، يعمل من خلال العديد من حلقات التغذية الراجعة. أكثر ما يهمنا في ديناميكية حلقة التغذية الراجعة هو المدخلات - ما يدخل في هذه الحلقة، التي تبدأ عملية التحليل والتقييم والتصرف، قد يؤدي في النهاية إلى التوصل إلى نتيجة ما. وهنا يكمن السر: إذا كان ناقل المدخلات الخاص بك لتحقيق هدف ما يفتقر إلى العنصر الحاسم والحسي المناسب للتصديق، عندها ينضب وقود حلقة التغذية الراجعة منذ البداية. وبعبارة أخرى - لماذا تتوقع تحقيق نتائج ناجحة ومقنعة عندما لا تستطيع إقناع نفسك بأنك قادر على تحقيق ذلك؟

2. قيام بعض الأشخاص بإقناعك "بالمكانة" التي تحتلها:
كنت أعتقد دائما أن فكرة "إعرف مكانك في الحياة" هي من بين أعظم الأفكار الفتاكة التي اخترعناها نحن البشر. أما ما يعجبني منها فقط فهي مقولة تينيسي ويليامز: "إن الحصول على مكانة عالية في الحياة تكون نوعا من الكياسة التي نجت من تجارب مروعة بأعجوبة". والشيء الأكثر فتكا من الفكرة نفسها، هو أنها غالبا ما تلقى على مسامعنا من قبل أشخاص آخرين، وأنهم يقنعوننا بما نحن عليه، وأن من الأفضل أن نتعايش مع الأمر، لأن هذا ما سنكون عليه دائما. هذا يعود بنا مرة أخرى إلى ديناميكية حلقة التغذية الراجعة، لأنه إذا كان سيناريو "المكانة" الخارجية جزءا من مدخلاتك، فلك أن تتوقع نتائج دون المستوى طوال الوقت.

3. لا تريد أن تكون بمثابة معرقل لحركة التقدم:
لقد شكلت كلمة "عرقلة" خلطا في المعاني في السنوات القليلة الماضية. لست متأكدا ما اذا كانت قراءة كل من كتب علم النفس والأعمال التجارية المشهورة شيئا جيدا أو سيئا. لكن شيئا واحدا يبدو من المؤكد أمرا منفرا لمعظمنا- وهو فكرة عرقلة تقدم أي شيء– أن نكون كالماء الذي يحطم الصخر. والسبب في ذلك، هو أننا ننظر للعرقلة على أنها تشكل تهديدا للميول التي تدركها أدمغتنا في جميع الأخطار المحتملة في الحياة. العرقلة تعني إمكانية التخلي عن الإتساق والإستقرار واليقين لبعض الوقت، ما يضع نظام الدفاع الداخلي لنمط السلوك الجوهري في حالة تأهب قصوى. رغم ذلك، يجب عليك في بعض الأحيان أن تتغاضى عن هذه التنبيهات وأن تمضي قدما على أية حال. إذا لم تفعل ذلك، فإنك لا تعرف أبدا ما يمكن أن يحدث في المستقبل.

4. تفكر فيما "لو مت غدا؟":
يفكر جميعنا بهذا الشيء من وقت لآخر. لا شك أن أي واحد منا قد يموت غدا – لذا يجب علينا ألا نضيع الوقت في التفكير في ذلك الأمر، ما يعيقك عن متابعة ما تريد تحقيقه. هل تود أن تموت كأي شخص عادي أم كشخص لم يتوقف أبدا عن بذل ما في وسعه لتحقيق ما كان يريد تحقيقه؟ وهذا ما يؤدي بنا إلى النقطة التالية...

5. تتساءل كيف سيذكرك الناس بعد موتك:
تكمن المشكلة هنا ببساطة في ما اذا كان الناس سيذكرونك، إذا "مت غدا"، كشخص تمسك بالإستقرار– وهل هذا حقا ما تريده؟ أنا متأكد أن الكثير من الناس يريدون ذلك بالضبط، لأن ذلك يبدو رائعا على صفحة النعي، مثل كتابة بعض العبارات التي تطرب أذن القارئ "كان هذا الشخص لطيفا وصديقا وحميما وغيرها من الصفات الإيجابية...". لا يمكنك الكفاح من أجل تحقيق إنجازات كبيرة بمجرد التصرف بصورة ترضي الآخرين. رأيي في المسألة هو: لا بأس في أن تتساءل كيف يذكرك الناس بعد موتك، ولكن لا تدع صفات المديح التالية "لطيف وحميم وجميل، وغيرها" تؤثر على جميع حلقات التغذية الراجعة المهمة، لأنك إذا قمت بذلك فإن عقلك سيكون سعيدا لتقبل الكثير من صفات المديح.

6. تؤمن بوجود دور محدد بشكل مسبق لحياتك، وأنك ربما ستدمر هذا الدور:
هذه النقطة تتعلق أيضا بفكرة "المكانة" التي نوقشت أعلاه، بل تسلك طريقا أعمق من ذلك. نحن البشر عرضة للإعتقاد بالشيء الذي يسميه علماء النفس "القدرة على الاختيار". نريد أن نعتقد أن هناك سببا لكل شيء، وأن كل شيء له محرك رئيسي – أي فاعل، سواء كان إنسان أو خلاف ذلك. لذلك، نتساءل ما إذا كان هناك مبرر لما نحن عليه الآن - ما إذا كانت الإرادة السماوية قد حددت هذا الشيء؟ هل يتعين علينا العبث بذلك؟ الخطأ في التفكير بهذا الشكل واضح – وهو أن "القدرة على الاختيار" هو خيال تعتمد عليه أدمغتنا في التعامل مع المواقف الصعبة بأقل قدر ممكن من الأضرار. أول شيء عليك فعله هو الإعتراف بذلك، ومن ثم الاعتراف بأن دور حياتك لديه فاعل حقيقي – وهو أنت.

7. تبدو حياتك المهنية راسخة وهذا أمر جيد ... أليس كذلك؟
حسنا، ربما هذا أمر جيد، بالتأكيد. عندها يصبح السؤال، هل "الرسوخ" هو ما تريده حقا؟ ربما نعم، وهذا أيضا شيء رائع. ولكن إذا كانت كلمة "رسوخ" تعني أنك لا تستطيع الوصول إلى أبعد من المعايير المفروضة المعينة لتحقيق أي شيء آخر أنت تريده حقا، فلربما لن يكون هذا مفيدا جدا حينها. مثل معظم الأشياء، هذا اختيار شخصي ولا يمكن الحكم عليه بالصحة أو الخطأ. لكن من الجدير بالذكر أن بمقدورك "ترسيخ" مكانتك جيدا من خلال تحقيق الإنجازات العظيمة.

8. الخوف من خسارة ما قد بنيته:
وهو خوف مبرر بالكامل لكن يجب علينا استبعاده من وجهات نظرنا في أسرع وقت ممكن. وإليكم مثال واحد يوضح السبب: أتذكرون هذا الشيء البسيط الذي نعاني منه لبعض الوقت والذي يدعى الآن "بالركود"؟ أتذكرون كم من الناس خسروا جميع أو معظم ما "بنوه" خلال هذه السنوات القليلة الماضية بسبب التآكل الإقتصادي؟ في الواقع، ربما تخسر كل شيء في غمضة عين بسبب خطأ لست أنت من إرتكبه، فلماذا إذن تسمح للخوف أن يعيقك من الوصول لما تريد تحقيقه فعلا؟ وهذا ينطبق أيضا على النقطة التي نوقشت أعلاه "ربما أموت غدا". نعم، صحيح، ربما سنخسر ونموت. وماذا في ذلك؟ تابع المسير.

9. تعتقد أنك "ربما بلغت ذروة النجاح":
أنا أتفق مع الراحل الكبير بيتر دراكر حين قال (معيدا صياغة عبارة من مقالته الرائعة حول إدارة الذات): إذا وصلت إلى نقطة معينة في حياتك المهنية تعتقد معها أنك لن تتقدم أكثر، عندها عليك البدء في التركيز على الجزء التالي من حياتك. وأضاف: في الواقع، يجب أن تبدأ بالتفكير في الجزء التالي من حياتك بشكل جيد قبل البدء بتطبيق تلك الخطوة. النقطة الرئيسية هنا هي نسيان الحدود العليا والتركيز على الإنجاز. إذا بدأت في التذرع بالمقولات الثقافية حول الحدود العليا ، عندها لن تتمكن من تحقيق أي شيء، وستواصل القيام بذلك فحسب.

10. الإلتباس حول إلى أين تذهب:
من بين الأفكار الـ 10، تعد هذه النقطة بالنسبة لي هي الأصعب لأنها تعترضني باستمرار تقريبا. الإستعداد لحلقة التغذية الراجعة الدماغية للإنجازات شيء واحد، ولكن من دون شعور بالتركيز ومعرفة الإتجاه المناسب، فإن جميع تلك الطاقة لن تسفر عن الكثير في النهاية. ومن تجربتي الشخصية، ينبغي عليك في بعض الأحيان أن تسمح للطاقة بأن تتدفق لفترة من الوقت دون تحديد لإتجاهها، وعندها ستلاحظ ما إذا كان التركيز سينشأ طبيعيا. وفور حصول ذلك، عندها يمكنك أن تطورها إلى أسلوب أكثر تنظيما من أجل الوصول إلى المكان الذي تصبو إليه.