التواصل . الحوار . العلاج بالحب . كلها مفردات جديدة في عالم اليوم . يريدون من خلالها التوصل إلى فكرة أن الحياة ثمينة . علينا أن نعيشها بشكل رائع وجميل . إذا كان هو هذا وضع الحياة ، فلا بد أن نولي لوضع الأسرة أهمية قصوى ، وندير ذلك الصراع بين الآباء والأبناء أو ما يدعى صراع الأجيال داخل هذه المؤسسة . هذا الصراع الذي يبدأ عندما يبدأ الأبناء بمعارضة أفكار وسلطة الآباء التي هدفها ربما يكون رغبة في تحقيق ما فاتهم من قبل أبنائهم . لكن الأبناء يقرعون ناقوس الخطر ليقولوا لهم من خلال تصرفهم : نحن لسنا أنتم . إنه نداء التحذير الذي لا يرغب الأهل في سماعه . وتكون الحرب والصراع بين القديم والجديد أو بين الآباء والأبناء ، لأنه ليس بالضرورة أن يكون رأي الأبناء أفضل في كل الحالات . ويكبر الألم عند الطرفين وتصبح مساحة الافتراق كبيرة .

قد يكون ما يبحث عنه الآباء والأبناء هو الأمر نفسه وهو القبول والاحترام لكن دون أن يتوصلوا إليه . والسؤال كيف يمكن للطرفين الوصول إلى إقناع الطرف الآخر بذلك الاحترام وتخطي الألم . لابد أن يكون هناك صحوة من قبل طرف من الأطراف . صحوة قد تكون بعد استشارة أخصائي من قبل أحد الطرفين بعد أن أتعبه الأمر ، وقد تكون غريزية مدفوعة بالحب المتبادل . وربما كان من الأفضل للآباء أن يكونوا هم الذي يبدأ المبادرة . عليهم أن يحبوا أبناءهم . ربما تقولون : هل هناك من يكره أبناءه . وأقول ليس المهم الحب في القلب . لكن طريقة الحب والرسائل التي يتلقاها الطرف الآخر ومن هنا عليهم أن يتدربوا على :

- الحب غير المشروط واعتبار أن الأبناء لهم قيمة واعتبار في عالم الآباء بغض النظر عن نجاحاتهم التي يحققونها أو جمالهم أو جنسهم . بل إن وجود الآباء هو لمساندتهم ومد يد العون لهم حتى عندما يكونون متورطين . وهذا ليس بالأمر السهل فكيف لأب أخطأ ابنه وهو ينال العقاب في السجن مثلاً . أن لا يغضب ؟ عليه أن يغضب بينه وبين نفسه ، لكن عليه إيجاد طريقة لاستنهاض الجانب الإيجابي من ابنه ، وهو بذلك سيصل إلى هدفه عندما يعلن الابن بأنه كان غاضباً من نفسه ، وقد تعلم الدرس .


- التدريب على استمرارية الحب والعطاء عن طريق الحوار الهادئ بعد تمهيد البيئة لهذا الحوار وتمهيد البيئة يكون بأن : بأن ندع الابن يعبر عن ألمه سواء بالصراخ أو باتهام والده أو والديه . ليس من الضروري تبرير الأفعال ، أو الدفاع عن النفس . أهم شيء هو إعطاء المجال للفضفضة كمقدمة لاحتضانه والاعتذار عن الألم . وبعد أن يتم إعادة الابن إلى حضن الوالدين سيكون الوضع أكثر ليونة وربما أتى بنتائج مبهرة ، لكنها آنية تحتاج إلى تدريب على الاستمرار فيها من خلال ضبط الغضب والسيطرة عليه والتدريب على الحب من قبل الطرفين . ربما يصاب الموضوع بانتكاسة ما . فلا بد من البدء دائماً بالعودة إلى الحب غير المشروط من الآباء . لأن سلوك الأولاد هو نتيجة لهذا الحب وصدى له . على الآباء أن لا يفقدوا الأمل وكذلك الأبناء ففي الحياة هناك دائماً فرصة ثانية .
نادية