قصص قصيره مؤثرة من الحياة


اليوم، وبدون سابق إنذار، فـُصلت من وظيفتي كمصمم مواقع انترنت، وكان لزاما على الرحيل عن الشركة، وبينما أسير إلى حيث ركنت سيارتي، وجدت أنها قد سـُحبت من مكانها لأني تركتها فوق جزء صغير من المساحة المخصصة لحنفيات إطفاء الحريق. أكملت طريقي وأشرت لسيارة أجرة / تاكسي، وبعدما ركبت فيها، سألني سائقها عن يومي وكيف كان، فحكيت له عن كل شيء. بعدما استمع لي، أخبرني ذلك السائق أن الراكبة التي كانت تركب قبلي كانت قد بدأت شركتها الخاصة لتصميم المواقع، وتبحث دون جدوى عن مصمم مواقع يساعدها في عملها، وأعطته بطاقتها في حال كان يعرف أي شخص مناسب. مرر السائق البطاقة لي، وما أن وصلت بيتي حتى اتصلت بهذه السيدة، وعندي موعد مقابلة توظيف معها غدا!


اليوم، وبينما أنا نائم على سرير معدني صغير، استيقظت على صوت ابنتي الصغيرة وهي تناديني، وفتحت عيني لأجد ضحكتها الجميلة، لقد فاقت صغيرتي من غيبوبة استمرت 98 يوما.


اليوم، وبينما أركب بجانب والدي في سيارته، توقف ليشتري باقة زهور وعلبة شيكولاته لأمي. سألته لماذا الآن؟ فرد علي ولماذا لا يكون الآن؟ غدا غير مضمون وقد لا يأتي. عندها تذكرت أن والدي كان متزوجا بأخرى قبل أمي، وأن زوجته ماتت في حادث سيارة مفاجئ قبل مرور العام الأول على زواجهما.


اليوم، وبينما أتحدث مع مديري في العمل عن الحياة وعن أكثر الأشياء التي ندمت عليها، فقلت له عن ندمي على عدم تواجدي مع أبنائي في المنزل لمساعدتهم في فروضهم المدرسية وللعب معهم. فورا قرر المدير أن أعود لمنزلي في تمام الساعة الثالثة عصرا، موعد خروج أبنائي من المدرسة، لأكون موجودا بالقرب منهم، ووعدني بتعديل جدول مواعيد عملي في المستقبل لأعود مبكرا إلى أبنائي.


اليوم، فتحت بابي لأجد ذلك المتشرد السابق الذي كان ينام بالقرب من سكني، ومنحته بذلتي من 10 سنوات. وقف ببابي يخبرني أنه اليوم يملك الوظيفة والمنزل والعائلة، وأنه ارتدى هذه البذلة التي أعطيته إياها في كل مقابلات التوظيف التي ذهب إليها، ثم شكرني.


أعمل اليوم في مدرسة يرتادها الفقراء، طلاب غير قادرين على جلب طعام من منازلهم أو مال لشرائه لضيق ذات يد والديهم. كل يوم أقرض هؤلاء غير القادرين المال القليل لتناول طعام الغذاء. يظن زملائي من المدرسين أني مجنونة إذ أهدر مالي بهذه الطريقة. ما لا يعلمه هؤلاء هو أني على مر 4 سنوات أقرضت المئات من الدولارات، لكني استرددت كل مالي بدون نقص. لقد عاد كل طالب ليسد ما اقترضه، بدون أن اطلب منه، بعضهم بعد أيام وبعضهم بعد أسابيع، ولم يتخلف واحد.


اليوم، وبينما أخي الذي يعمل في وظيفة رئيس مهندسي البرمجيات لدى فيسبوك، يزورنا في مدينتنا، عرضت عليه شبكة الراديو المحلي إجراء حوار معه حول وظيفته، وبينما يتحدث مع المعلق سأله، ما أهم شيء ساهم في نجاحك، فأجابه أخي: كان في حياتي وأنا صغير عشقان، الأول عشق لرياضة كرة السلة، والثاني عشق للبرمجة على الحواسيب، وبعدما فقدت ساقيي في حادث سيارة وعمري 16 سنة، قررت أن أصب كل حبي في البرمجة، فلم يعد لممارسة رياضة كرة السلة نصيب، وهذا هو ما أوصلني للجلوس معك هنا وإجراء هذا الحديث!


اليوم، وبينما أضع رأسي على كتف أبي باكيا من كثرة المشاكل التي ألاقيها في مدرستي ومن تنمر زملائي علي ومتاعبي مع المدرسين، ربت والدي على ظهري وقال لي: يا بني، عليك ألا تفكر كثيرا في مشاكلك، على أن تكون شاكرا لنعمة الله عليك بأن منع عنك مشاكل أخرى أشد.


اليوم، وبينما أفتح متجري، وجدت مظروفا فيه 600 دولار ومعه رسالة قصيرة، قالت: منذ خمس سنوات مضت، سرقت متجرك وأخذت منه طعاما بقيمة 300 دولار. سامحني، لقد كنت في أشد درجات اليأس والحاجة. هذه هي قيمة ما سرقت، مع مضاعفتها للتعويض عن كل شيء. حين وقعت هذه السرقة، شعرت بأن السارق فعل فعلته بحثا عن طعام يأكله، فلم أبلغ الشرطة عن هذا الحادث.


اليوم، عانقني ابني وقال لي: أنت أفضل أم في العالم كله. على سبيل المداعبة سألته، وهل تعرف كل الأمهات في العالم كله؟ فعانقني وقال لي: نعم، فأنت عالمي كله.


اليوم، نهرت ابني ذا العشر سنوات من العمر لأنه أنفق نصف مدخراته في شراء شيء لم يرد أن يخبرني عنه. بعد مرور ساعة، اكتشفت أنه اشترى لي باقة من الورود التي أحبها لمساعدتي للتغلب على الاكتئاب الذي أعاني منه.


اليوم، شاهدت متسابقة تنهي سباق العدو الطويل، وراقبت هتاف الجماهير باسمها وتشجيعهم لها. بعدها رأيتها وهي تتحدث للتليفزيون المحلي. هذه المتسابقة لم تفز في أي سباق من قبل، وهي حلت الأخيرة في هذا السباق، لأنها فاقدة لنعمة البصر، لكنها أصرت على الجري وعلى إكمال السباق.


اليوم، لا زال أمامك متسع من الوقت لتجعله أفضل من أمس. لا تضيع الفرصة. تحلى بالشجاعة وحاول مرة أخرى.