الوقت
كثير من الناس لايهتم بأمر الوقت مع أنه في نظري أهم عناصر الوجود فكل الأحداث التي تحصل في حياتنا منذ الميلاد إلى الوفاة يحتويها الوقت بكل تفاصيلها ومع ذلك فإننا لانوفي حق هذا العنصر في حياتنا فالوقت أثمن مانملك وسرعان مانفقده ولانستطيع إسترداده فهو المورد الأكثر ندرة في حياتنا ولذلك فيجب علينا أن نهتم باستغلاله أكثر من أي عنصر آخر.
في صغري لم أكن أعي قيمة الوقت وقد حفظت هذه الجملة التي تدل إلى لحظتنا هذه على أهمية الوقت : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك . لم أكن أفهم العلاقة بين الوقت والسيف إلى أن جربت الأمر بنفسي فمجزرة الوقت رهيبة ويجب أن نجد حلا يحد من هذه المشكلة ولكن كثير من الناس لايعتقد بهذا الأمر فهو يرى أن هناك أمور أخرى أهم من الوقت وله الحق في ذلك لأن كل يفكر من وجهة نظره.
نرى في مدارسنا وجامعاتنا بعض الأمور التي تجعل الإنسان يعيد التفكير هل أنا على الطريق الصحيح أم أنني مخطئ في إعتقادي بأهمية الوقت؟! لايوجد أي تقيد بمواعيد بدء وانتهاء الحصص أو المحاضرات وحتى الإجتماعات التي تمثل كارثة في علم إدارة الوقت إذا لم يتم الخروج منها بأي قرارات, فهناك العديد من الأمور التي يجب إصلاحها فيما يتعلق بموضوع الوقت والذي يحلم الإنسان باسترداد لحظة منه كماأنه سيحاسب عليه يوم القيامة مثله مثل المال والصلاة والعلم. أنا أجد نفسي في ورطة كبيرة عندما أكون في مجموعة عمل لاتقدر قيمة الوقت وأتمنى أن أجد أناسا يهتمون بالوقت أكثر مني بهذا الأمر لإنهم سيحفزونني ويحفزون غيري على إستغلال كل ثانية من أعمارنا في عمل مثمر, منتج, إبداعي أما الوجود ضمن فريق عمل يمثل الكسل أهم أولوياته فهذا يحبط العزيمة ويضعف الهمم ويصيب الشخص بالغضب لإنه ليس هناك حل لتفادي مشكلة الوقت والسبب في ذلك أنه عنصر غير مرئي.
نحتاج إلى من يقدر قيمة الوقت في كل مؤسساتنا وفي كل مناحي حياتنا فالإنسان لايمرح ويلعب طوال اليوم ولايعمل طوال اليوم فيجب عليه أن يوازن بين احتياجات العقل والبدن والعاطفة والروح وإذا مافقدت احتياجات أي من العناصر السابقة فإن الإنسان سيصاب بعدم التوازن وسيشعر بأن هناك ماينقصه دون أن يعي ذلك الشئ فمهما كانت إحتياجاته الأخرى مشبعة فإنه لن يكون قادر على العيش بصورة سليمة إلا في ظل الموازنة.
فنحن نؤمن بأن الوقت بيد الله وقد وهبه لنا وهو من أعظم النعم فيجب علينا أن ندرك قيمة هذه النعمة وأن نستمتع بجميع الأنشطة التي نقضي بها أوقاتنا وإذا مابدأنا في عمل شئ فلنجعل طاقتنا منصبة عليه دون التفكير في العمل الذي يليه ولانضيع أثمن اللحظات في الحسرة على مافاتنا من وقت ولكن لننظر إلى الأمام ونسعى وسنجد ثمرات سعينا عند الخالق جل وعلا.
منقول