تبن التصورات الأكثر ايجابية عن الذات



هل تتمتع بالذكاء ؟


يمكنك أن تختار نفس هذا النوع من الاختيارات فيما يتعلق بتصوراتك وآرائك عن ذاتك. فبوسعك أن تعتبر نفسك متمتعاً بالذكاء، وذلك من خلال تطبيق مستوياتك ومقاييسك الشخصية على نفسك. والحقيقة أنه كلما حققت لنفسك سعادة أكبر، دل ذلك على ذكائك. وإذا كان لديك قصور أو ضعف في أي جانب أو أي مجال كالجبر أو التهجي أو الكتابة مثلاً فان هذا القصور يعد ببساطة نتيجة طبيعية لاختيارات تقوم بها إلى الآن. فإن قررت أن تكرس وقتاً كافياً للتدريب على أي من هذه الجوانب، فلا شك في أنك ستصبح أكثر كفاءة فيه. إما إذا كنت تعتبر ذاتك شخصاً لا يتمتع بقدر كبير من الذكاء، وإذا كنت محقراً لذاتك ولا تعرف قدرها فذلك لأنك تبنيت هذه الرؤية وتقارن نفسك بالآخرين بناءً على متغيرات دراسية معينة.





اختار لنفسك البهجة والسعادة


قد تشعر بالدهشة حينما تسمع ذلك ولكن بإمكانك أن تختار لنفسك البهجة والسعادة التي ترغب فيها. إن الذكاء يمكن أن يأتي مع الوقت, وهذا أفضل من اعتباره صفة فطرية أو موروثة. ويدعم هذا الاعتقاد ما يمكن أن نجده من المعدلات الإحصائية لدرجات الصفوف الدراسية في اختبارات التحصيل المقننة. وهذه المعايير أو المعدلات الإحصائية تشير إلى أن الدرجات التي حصل عليها الطلاب الفائقون في صف دراسي ما قد حصل عليها غالبية الطلاب في صف دراسي تال. وتشير دراسات أعمق إلى أنه بالرغم من أن غالبية الطلاب يصلًون في النهاية إلى درجة الإتقان والإجادة في كل مهمة تعليمية إلا أن هناك بعض الطلاب الذين لديهم القدرة على أن يبلغوا درجة الإجادة أو الإتقان بصورة أسرع من غيرهم. ومع كل هذا غالباً ما ينعت هؤلاء الذين لديهم نوع من البطء في التقدم نحو الإجادة التامة لمهارة معينة بأنهم "عاجزون" أو "متخلفون". لتستمع إلى "جون كارول" وهو يتحدث عن هذه الجزئية في مقالته: "نموذج للتعليم المدرسي" والتي وردت في مجلة Teachers College Record:


"إن الذكاء يقاس أساساً بمقدور الزمن الذي يحتاجه المتعلم لبلوغ درجة الإجادة في مهارة أو مهمة تعليمية معينة. وتحمل هذه الصيغة في طياتها افتراضاَ مؤداه انه مع إتاحة الوقت الكافي يمكن لجميع الطلاب أن يبلغوا درجة الإجادة لأي مادة تعليمية "


وعند إتاحة الوقت الكافي وبذل الجهد، يمكنك، إن اخترت، أن تجيد وتتقن جميع المهارات الأكاديمية تقريباً. لكنك تتعلل بأسباب تظنها قوية لعدم إقدامك على هذه الاختيارات. من الذي يفرض عليك أن تستنفذ جُل الطاقة التي لديك الآن في حل مشكلات غامضة أو تعلم شيء لا يثير اهتمامك. إن تحقيق السعادة والعيش بفعالية والحب كلها تعد بمثابة أهداف أعظم. إن ما أود الإشارة إليه هنا هو أن الذكاء ليس شيئاً موروثاً أو ميزة أعطيتها. انك تتمتع بالذكاء على القدر الذي تختار لنفسك أن تكون ذكياً. أما حينما تسخط على مستوى ذكائك فهذا يُعد بمثابة امتهان للذات يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة في حياتك.




الأساس المنطقي


إن الأساس المنطقي وراء قدرتك على انتقاء صور لذاتك ينطبق تماماً على جميع صورك الفوتوغرافية الكامنة في ذهنك، فأنت لديك مهارة اجتماعية بالقدر الذي تختار لنفسك ذلك. وإن كنت مستاءً من السلوك الاجتماعي الذي تسلكه فيمكنك أن تعمل جاهداً على تغيير هذا السلوك وان تسعى لئلا يختلط عليك الأمر فتخلط بين هذا السلوك وبين قيمة ذاتك. بالمثل فان ما لديك من قدرات فنية وميكانيكية ورياضية وموسيقية، الخ هي في مجملها تعد نتيجة لما أقدمت عليه من اختبارا ، ويجب ألا تختلط بينها وبين قيمة ذاتك وبنفس


هذا التصور كنت أدافع عن فكرة أن الحياة العاطفية هي نتاج لاختياراتك الشخصية. إن فكرة قبول الذات التي تقوم على أساس أن هناك أشياء تعتقد أنها مناسبة لك هي أمر يمكنك أن تأخذ قراراً بخصوصه الآن. تقويم تلك الأشياء التي تعتقد أنها دون المستوى يمكن أن يصبح ممتعاً. ليس هناك من مبرر لأن تختار عدم الشعور بقيمتها لمجرد أن هناك أشياء ذاتية تقوم بتقويمها والتحسين منها.


إن الكراهية الذات يمكن أن تأخذ أشكالاً عديدة وربما تنهمك في السلوك الذي فيه ازدراء لذاتك أو التقليل من قيمتها. إليك قائمة موجزة لهذا النوع من السلوك المتكرر، والذي يتطابق مع تلك القائمة الخاصة بالاعتراض على الذات.

-رفض عبارات المجاملة التي تُسدى إليك ( " أوه ، هذا الشيء القديم "... " إنني لست ذكياً حقاً، ولكن ربما أكون محظوظاً "... ).


-اختلاق أعذار ومبررات عندما يعتقد الآخرون بأنك تبدو جميلاً. ("إنها مصففة الشعر. بإمكانها أن تجعل من الضفدع أميراً ".. " صدقني، إنها الملابس هي التي تُظهرني بهذا الجمال "... " انه اللون الأخضر الذي يظهر جمالي "... ).


-أن ترُجع الفضل الآخرين في الوقت الذي تكون أنت المستحق له ( " لولا مايكل لم أكن أساوي شيئاً ".. " ماريا قامت بالعمل كله وقمت فقط بالإشراف عليها "... ).


-استخدام كلمات تشير إلى الآخرين ("زوجي يقول "... " أمي تشعر ب "..." دائماً يخبرني جورج أن "...).


-سعيك لتأكيد آرائك من قبل الآخرين. (" أليس هذا صحيحاً ياعزيزي؟ "... " هذا ماقلته أليس كذلك يامارثا؟ "... "اسأل زوجي وسيخبرك بالأمر"...).


-الإحجام عن طلب شيء أنت في حاجة إليه، لا لأنك لا تستطيع شراءه (رغم أن ذلك قد يكون السبب الذي أعلنته), ولكن لأنك تشعر بأنك غير جدير بهذا الشيء.


-لاتقوم بشراء شيء ما لنفسك لأنك تعتقد انه ينبغي عليك أن تشتريه من أجل شخص آخر، بالرغم من أن التضحية لم تكن هناك حاجة ماسة إليها؛ أو تحترم نفسك من الاستمتاع بأشياء ترغب في اقتنائها لأنك ترى انك لست جديراً بها.


-تجنب الاستمتاع بما هو مباح كالزهور والعطور وما إلى ذلك رغم أنك ترغب فيه لأنك ترى أن ذلك يُعد إسرافاً منك.


-في حجرة مزدحمة ينادي شخص ويقول : "مرحباً... أيها الغبي" فتلتفت إليه.


-أن تطلق ألقاب تدليل على نفسك ( وتدع الآخرين ينادونك بها) فيها تقليل من شأنك أو إهدار لكرامتك.


-يمنحك صديق أو حبيب هدية من المجوهرات، فإذا الذي يدور برأسك فكرة "لابد أن يكون لديه دُرج مليء بالمجوهرات الخاصة بالفتيات الأخريات ".


-يخبرك شخص ما أنك حسن المظهر. فتفكر في الأمر على هذا النحو " لابد انك عديم النظر، أو أنك تحاول أن تشعرني بمشاعر طيبة".


-يدعوك شخص ما لتناول وجبة في مطعم أو يصطحبك إلى المسرح، فتفكر قائلاً في نفسك "لأننا مازلنا في البداية ولكن هل سيستمر في ذلك إذا اكتشف حقيقة أمري؟ ".


-يسعى احدهم إلى صدقاتك فتشعر انه يفعل ذلك بدافع العطف والشفقة.


أذكر مرة جاءتني فيها سيدة شابة وكانت تتمتع بجاذبية شديدة. وكان من الواضح أن الرجال يسعون وراءها. وأكدت لي "شيرلي" مع ذلك أن جميع علاقتها كانت تنتهي نهاية سيئة. وعلى الرغم من أنها كانت تريد أن تتزوج، لم تهيأ أمامها الفرصة لذلك أبداً. ولقد تبين من جلسات الإرشاد أن "شيرلي" كانت هي المسئولة عن فشل كل علاقة من علاقتها دون أن تدرك ذلك. فإن صرح لها شاب بإعجابه وبحبه تقول في نفسها مكذبة ما سمعت "إنه يقول ذلك لأنه يعلم أن ما أرغب في سماعه". وكأن "شيرلي" كانت تبحث دائماً عن جملة لتقلل من قيمة ذاتها. لم يكن لديها أي لون من ألوان حب الذات ولذلك فقد كانت ترفض كل مساعي الآخرين لنيل حبها. إنها لا تظن أن هناك أحداً يمكن أن ينظر إليها نظرة إعجاب. لماذا ؟ لأنها لا تعتقد أنها جديرة بأن تُحب في المقام الأول. فكانت دوامة الإنكار التي لا تتوقف هي السبيل الوحيد أمامها حتى تعزز ما لديها من مشاعر التقليل من قيمة الذات.


وفي حين أن معظم الفقرات الموجودة في القائمة السابقة قد تبدو بسيطة إلا أنها تعد بمثابة مؤشرات على رفض الذات. فإذا كنت تضحي أو ترفض فكرة الاعتزاز بنفسك تماماً، فإنما يرجع ذلك لأن لديك شعوراً بأنك لست جديراً بالأفضل. ربما تكون قد استجبت لدعوات إنكار الذات ورفض المجاملات؛ تلك الدعوات التي انتشرت، وكذلك رفض الإحساس بمدى جاذبيتك. هذه هي الدروس التي قد تعلمتها فأضحى سلوك إنكار الذات طبيعية فيك. وهناك الكثير من الشواهد التي تدل على سلوك إنكار الذات، وهذه الشواهد تشيع في محادثاتنا وفي سلوكيتنا اليومية. وفي كل مرة تقلل من قيمة ذاتك تزداد قوة وضراوة ذلك البعبع القديم الذي يرهبك به الآخرون فتقوم بإهدار ما لديك من فرص سانحة للشعور بأي نوع من الحب في حياتك؛ سواء كان لذاتك أم موجهاً للآخرين. إنني على يقين من أن قيمتك وقدرك أعلى بكثير من أن تقلل من شأن نفسك بهذه الطريقة.