عندما تقوم بتوظيف أو تكوين فريق عمل خاص بك، ينبغي عليك البحث عن الأذكياء أولا، أليس ذلك صحيحاً؟ من الأفضل ألا تتعجل.
يعد الذكاء من أحد الخصائص التي يجب أن يتوفر منها حد أدنى من أجل الدخول إلى مجال العمل. لكن إذا أصبح الذكاء زائدا عن الحد، فإنه قد يصبح عيبا أو أسوأ من ذلك.
فهده شركة إرنون (Ernon) على سبيل المثال، والتي كانت إحدى أشهر شركات التجارة الأمريكية في مجال الطاقة، والتي كان يعرف فريق الإدارة فيها بأنهم "أذكى الأشخاص". لكن انظر كيف انتهى بهم الأمر. لقد وظفت الشركة أفضل الموهوبين لديها لإدارة بعض الأقسام الأكثر ربحية، لكن بدون رقابة تقريبا.
كان المديرون رغم ذكائهم يشكلون مجموعة من المتغطرسين الذين جازفوا وخسروا مليارات الدولارات. كانت النتيجة هي حل الشركة في عام 2001.
من المؤكد أن الوظيفة التي تريد أن يشغلها أحد ستحدث فرقا. نريد بالفعل ذكاء كبيرا لدى الباحثين والمحللين، والمبرمجين الذين نريد توظيفهم، لكن يمكنك أن تجمع هؤلاء في غرفة واحدة، وتتركهم يقومون بأعمالهم. وإذا كان هؤلاء يفتقدون إلى الذكاء العاطفي، أو مهارات التعامل مع الآخرين، فإن أي ضرر يتسببون فيه سيكون محدوداً، لأن أعمالهم مستقلة.
المشكلة مع الأذكياء
تكمن المشكلة مع الأذكياء في أنهم غالباً ما يتصورون بأنهم يعرفون أكثر من الآخرين. ربما يكون ذلك صحيحا، لكن هذا لا يساعدهم عندما يحاولون إقناع الآخرين بأي من وجهات نظرهم.
ومن المفارقة أن الشخص الأكثر موهبة قد يكون أحياناً أحد المديرين الأقل فعالية.
ويمكنك أن ترى ذلك في مجال الرياضة، على سبيل المثال، إذ غالبا ما يجد كبار النجوم من المتقاعدين مشقة في مجال تدريب أو إدارة الفرق الرياضية بنجاح. ذلك لأنهم يشرفون على أشخاص أدنى منهم مهارة من الذين لم ينعموا بنفس الدرجة من الموهبة الفطرية.
الأكثر لا يعني دائما الأفضل.
ربما يكون السعي إلى تحقيق المزيد هو الروح السائدة التي يُعرف بها زماننا اليوم، لكن الجانب السلبي لهذا المنطق أحادي النظرة يدعو إلى مزيد من الانتباه. إن الاعتماد على الأشخاص الأكثر ذكاء والأكثر موهبة لقيادة أو إدارة فرق العمل قد يبدو أفضل من الناحية النظرية مقارنة بالناحية العملية.