يعتقد كثيرمن الناس أن التفاؤل ياتي من النفس فقط.. فكن جميلاً تري الوجود جميلاً دائما هو الشعار عندهم أو ربما قول الشاعر:
و الذي نفسه بغير جمال لا يري في الوجود شيئاً جميلاً و هو أمر رائع و جميل بلا شك إلا إنه يحصر الأمر في نطاق ضيق, هو النفس و الدواخل فقط...إلا إنني أرى أن هنالك جوانب كثيرة خارجية ربما تبعث فينا التفاؤل عندما تشح أو تجف ينابيعه في نفوسونا...
* فمثلاً رؤية من نحب ربما تكون حافزاً كبيرً على التفاؤل كما قال الشاعر:
كلما أبصرتك عيناي تمشين بخطوٍ موقعٍ كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر في حقل عمري المجرود
و انتشت روحي الكئيبة بالحب و غنت كالبلل الغريد
فالتفاؤل هنا ليس مصدره النفس و هو أيضاً كقول القائل:
أراك فتحلو لدي الحياة و يملأ نفسي صباح الأمل
و تنمو بصدري ورود عذاب فتحنو علي قلبي المشتعل
* أما الرائعون حقاً فاللذين يرون حتى فيما يصيبهم من ضر أنه ربما كان اسواء من ذلك فيسبشرون, أويحسبون أن ما فقدوه ربما وقع في يد من هو اشد حوجة منهم فيبتسمون فهم على هذا يلمحون طيف المجد حتي في السراب و يستشرفون الحسن و لو تحت نقاب و دوما ينادونك و يقولون لك
... فتوقع إذا ما السماء اكفهرت مطراً في السهولا
*أما الذين يظنون ما تعطيهم الدنيا إنما هو إلي زوال و يظلون يتوقعون زواله قبل وقوعه و يترقبون الأفول قبل الشروق فأقول لهم:
وإذا ما وجدت في الأرض ظلا فتفيأ به حتي يحولا
و تمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتي يزولا
فالتفاؤل هو الأمل الذي نرجوه فيدفعنا الي السير في الحياة بقوة و نشاط و حيوية وهو الاشواق التي تجعلنا نحنُ الي ساعات اللقاء و نتستشرفها و هو الحب الذي لولاه لأصبحت الحياة جحيماً لا يطاق ... حب الله و حب الحياة و الأحياء وهو الذكريات الجميلة التي عشناها سعادة وهو الأماني العذبة وهو الفكرة التي..
ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ
وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ
تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ
وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ
وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ
المفضلات