الوجدان وارتباطه بالإرادة وتأثيره في العقل والجسم
الوجدان كلمة تشمل جميع الأحوال النفسية التي يقوى فيها شعور الإنسان بما يصحبها من لذة أو ألم.
وله منزلة كبيرة في الحياة حيث يكسب أعمالنا وتجاربنا قوة التشويق التي تستنهضنا إلى العمل وهو الذي
يحبب إلينا الحياة ويرغبنا فيها بما يملأ به نفوسنا من عظيم الأمل وكبير الرجاء – ولولا الأمل ما كان العمل
أما ارتباطه بالإرادة فيدل عليه أن الإنسان إذا اشتد تأثره بما يحدث له من لذة أو ألم تهيجت أعصابه واندفع
إلى العمل بقوة ونشاط عظيمين ، فجميع البواعث النفسية التي تدعو إلى الأعمال الإرادية راجعة كلها إلى ما
فينا من أنواع الوجدان المختلفة ، وغير خاف أن أنواع الوجدان سواء أكانت لذيذة أم مؤلمة لها تأثير كبير في العقل والجسم .
أما تأثيرها في العقل فإنه يظهر في ناحيتين :
الأولى – الاضطراب الفكري وذلك أن الوجدان إذا اشتد بالإنسان أقلقه وأحدث به اضطرابا في مجرى المعاني
التي تجول في خاطره.
الثانية – إضعاف الإرادة وذلك أن الوجدان متى كان له السلطان على الإنسان ملكه وحال بينه وبين الأعمال
الإرادية وصيره عبدا لايملك لنفسه أمرا .
أما أثره في الجسم فيرجع السر فيه إلى ماثبت في علم النفس من أنه لا يجول بنفس الإنسان خاطر من
الخواطر إلاوتظهر له آثار جسمانية تدل عليه ، فخواطر الإحساس والفكر تظهر آثارها بحركات الأعضاء
ولاسيما أعضاء النطق فإن النطق نتيجة جملة من حركات خاصة يتلو بعضها بعضا على نظام خاص وترتيب
عظيم ، أما الوجدان فتظهر آثاره في البدن ظهورا بينا يستطيع به المتأمل معرفة ماتجده النفس من لذة أو ألم . ( منقول بتصرف )