هل هناك خصائص أو مهارات فردية توصل الفرد لتحقيق مآربه وخططه للمستقبل؟
الإجابة.. نعم بالطبع.
يؤمن الكثير من الرجال - بل والحكومات - بأن القدرات الفردية على القيادة وتحريك شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة في سبيل إنجاز الهدف، هي أحد الأسباب الأساسية للنجاح، حتى أن حكومة الولايات المتحدة قد أدركت هذا الأمر مبكرا، وأنشأت برنامجا عام 1940 خصيصا من أجل اكتشاف القيادات وتدريبها، حتى تختار من بينها زعماء المستقبل، والعجيب أنها قد وسعت مجال البحث ليشمل شباب القيادات من خريجي الجامعات من شتى دول العالم، من أجل تدريبهم ليصبحوا قادة سياسيين بارزين.
ونفس الأمر بات يطبق في المؤسسات الكبرى من أجل تدريب الموظفين النابهين ليصبحوا مديري المواقع والأقسام المختلفة.

فما القدرات التي تجعلك قائدا للمحيطين بك، لتكون أكثر فعالية وإنجازا للمهام؟
أجمعت الآلاف من الدراسات والأبحاث المختلفة على أن هناك ست مهارات لابد أن تتوافر في الرجل حتى يصبح قائدا ناجحا.

1- تحديد الهدف:
القائد بطبيعته يتمكن من تحديد هدفه بدقة ووضوح، وفي مؤسسات العمل نلاحظ أن القائد يقوم بوصف الهدف بدقة وبشكل تفصيلي، والغرض من تحقيقه وتأثير ذلك على العملية الإنتاجية بأكملها.

2- الرؤية المستقبلية الثاقبة:
لابد أن يدرك القائد جيدا ماذا تريد الشركة؟ وما المكانة التي تريد الوصول إليها في المستقبل. وعليه أن يقوم بشرح هذه التوجهات لمرءوسيه وأن ينقل إليهم هذا الطموح حتي يعملوا على تحقيق مساعي الشركة المستقبلية. ويجب ألا يغفل القائد التحدث عن المصاعب والعقبات التي قد تواجه هذه الطموحات، حتى يصبح الموظفين أكثر استعدادا لها ولا يفقدون الأمل عند مواجهتها.

3- خطوات تحقيق الهدف:
على القائد أن يتمتع بالقدرة على اتخاذ القرارات وإبداء الآراء بثقة، وإقناع المحيطين به وإطلاعهم على الآليات والوسائل التي تكفل لهم تحقيق هدف المؤسسة.
ويجب على القائد هنا أن يوزع المهام بدقة ، ويشرح لكل موظف المهام المتوقع من إنجازها بشكل تفصيلي، والتأكد من استيعابه لمهمته حتى ينجزها على الوجه الأكمل.
وينبغي على القائد أيضا أن يضع آلية معينة لحساب معدل إنجاز كل موظف واقترابه من تحقيق الهدف العام للمؤسسة، حتى يتبين له اذا كان العمل يتم وفق الخطة الموضوعة أم أن هناك أوجه تقصير! وعليه التعرف على أسباب هذا التقصير ومعالجتها.

4- الأهلية والكفاءة لقيادة من يعملون معه:
لا يتم اختيار القادة عشوائيا أو وفقا للأقدمية، ولكن وفق معايير محددة أهمها الأهلية لهذا المنصب والكفاءة في الأداء والخبرة في تنظيم العمل، فإذا لاحظ العاملون أن رئيسهم لا يمتلك القدرات الكافية لاحتلال الزعامة، فإنهم لن يحترمونه وبالتالي لن يتبعون توجيهاته.

4- أن يمتلك فريفا جيدا:
القائد لا يستطيع بمفرده تحقيق أهداف المؤسسة، حتى وإن كان يمتلك كافة القدرات الفردية المطلوبة، فهو لا شئ بدون فريق ناجح لديه خبرة جيدة ويستطيع إنجاز العمل ومواجهة الصعاب والمشاكل التي تواجه العملية الإنتاجية في آي من مراحلها المتتالية. وعلى المدير ألا يتملكه الغرور وأن يعترف لمرءوسيه أنه لا يستطيع تحقيق شئ بمفرده.

5- القدرة على التواصل مع موظفيه:
على المدير أن يتعرف جيدا على امكانيات كل من موظفيه، وأن يجد الطريقة المثلى للتواصل مع كل منهم على حدة، فالقائد الفاشل هو الذي يتعامل مع موظفيه بنفس الطريقة، إن هناك اختلافات فردية وشخصية ومهارية بين كل موظف وآخر، والمدير الناجح عليه استخراج أفضل ما لدى أي من موظفيه.

6- الطموح وإلهام الآخرين:
يجب أن يقوم المدير بتحفيز مرءوسيه وإلهامهم من أجل تقديم أعلى أداء ممكن، فالموظفون يحتاجون عبارات الإطراء والتحفيز من وقت لآخر. وكذلك على المدير أن يكون مصدرا لإلهام موظفيه، بأن يقوم هو بأداء مهامه باحترافية وكفاءة وأن يقوم بتذليل كافة المصاعب التي تواجههم.