عندما نتحدث.. نحب أن يستمع إلينا الآخرون.. لعل هذه طبيعة عامةفينا جميعاً.. لأن الاستماع يشعرنا بالثقة والاحترام.. ويحسسنا بالأهمية..


وقد أثبت علماء النفس الاجتماعي أن الاستماع الجيد إلى الآخرين ليس بالضرورة ينتهي إلى التأثير الكامل عليهم إلا أنه يزيد من أواصر المحبةوالتقارب الروحي والعاطفي بين الناس..


كما أن من أبرز سمات العظماء وأصحاب النفوذ والتأثير في المجتمعات هي الاستماع والإصغاء إلى كلام الآخرين..


فليس كثرة الكلام دليلاً على قوة الشخصية ولا قوة التأثير بل ربما أو في الغالبينتهي كثرة الكلام إلى ما لا يحمد عقباه من النتائج..
ولو أوجزنا الفوائد الجمّةالتي نكسبها من التلخيص بشكل نقاط سنجد كم للتلخيص من أهمية في تفعيل الحوارواستثماره..


فعندما نلخص ما يقوله محدثنا بين حين وآخر فإننا:


1- نعطيه المزيد من انتباهنا وتركيزنا على مؤدى كلامه والوصول إلى عمق مضامينه ومراميه.. لأن الكتابة والاستماع معاً يشتركان لشد الذهن إلى محور الكلام والإحالةدون شروده إلى ما يصرفه عن صلب الموضوع.


2- ونوضح له في الوقت نفسه أننا نتابع معه مجريات الحديث وتسلسل موضوعه فيشعر بالمزيد من الثقة والتركيز أيضا لأشباع الموضوع بما يثري البحث ، وهذا أمر يعود علينا أولاً ..أيضاً لأنه يسهل علينا فهم ما يدور في خلد طرفنا الآخر وتفهم مصالحه وأغراضه وهوبدوره يوفر لنا قدرة أكبر على إدارة الحوار بما يلبّي طموحاتنا ويعود على الجميع بالنفع.


3- إنه يجنّبنا الوقوع في شراك الفهم الخاطئ لما يقوله الطرف الآخروبالتالي تبني بعض الآراء والمواقف التي ربما تسيء إلينا أو إليه من حيث لانحتسب.


4- إنه يجنبنا الوقوع في فخ الفرض والسيطرة على الآخرين أو الظهوربمظهر من يحاول ذلك على الأقل.. لأن التلخيص يمنع ـ في العديد من الحالات - من المقاطعات أو الهبوب في وجه المتحدث بين آونة وأخرى لرد كلام له أو توجيه كلام إليه