فن التعامل مع الاخطاء موضوع جميل جداً ..ويمس جزءاً كبيرا من حياتنا اليومية.
والخطأ بمفهومه الشخصي /هو عمل أي شي يتنافى مع القاعدة الصحيحة المفروض اتباعها,
ان الخطأ سواءاً كان فنيا كعطلل أو خلل ما ,ام كان معنويا إجتماعيا..كسوء تصرف ,أو تعامل خاطي.يحتاج منا الى دراية وحكمة وخبرة في التعامل معه..والتعامل معه بصورة عشوائية قد يزيد الامر سوءاً..


فكثيراً مانتعرض في حياتنا اليومية الى أخطاء كثيرة ومواقف محرجة بل قد تكون صعبة,ومنها مايكون متعمدا او قد يكون غير متعمدا(بغير قصد)..وقد يكون الخطأ مخجلا او مهينا ..كفعل شيء خاطئ ,الكذب , إهانة شخص ,تجاهل امر ما.,وقد تصل الى ان يكون الفرد في مكان غير مرغوب فيه..او زلة لسان ..أو افشاء سر,وقد ترى تصرفا خأطئ من غيرك .ولكن يصعب عليك تنبيه خوفا من غضبه أو عدم تقبله للنقد...


والاخطاء في مفهومها تتعدد وتتنوع في أشكالها وصورها..ووقت حصولها..
ولكن ماأود قوله انه لايوجد شخص معصوم من الخطأ..وإلا لما كان من البشر,كما قال رسولنا الكريم..صلعم..((كل ابن أدم خطاء ,وخير الخطائين التوابون))......(رواه الترميذي 3499 ).


لكن المهم في الامر هو الاعتراف بالخطا والشعور بمدي قوته..والتامل فيه..وأخيرا محاولة معرفة كيفية التخلص منه بسرعة وذكاء...وألا نجعله عائقا يدمر حياتنا بكثر التفكير فيه طوال الوقت..
وأود الاشارة الى ان تقبل النقد امر مهم جدا في حياتنا..فقلما نجد شخصا يوضح لنا أخطأنا وتنبيهنا بها..لذا يكون النقد أمر مهم وفرصة للتعرف على هذه الاخطاء..


وأنا شخصيا منذ صغري ,كنت أفكر دائما في الاخطاء والمواقف المحرجة التي قد اتعرض اليها..افكر فيها كثيراً اتأملها..ثم افكر في كيفية القضاء عليها او على الاقل تقليلها..
والان وقد بلغت من العمر عقدي الثاني..وازيد 3 سنوات عليها ..صرت أتأمل اكثر واكثر..واحاول اكتشاف افكاري ودراستها دراسة موضوعية..ثم ابدى في معالجتها والقضاء عليها..
ولعلي هنا اعرض مثال او نموذج بسيط على هذه الاخطاء التي نرتكبها في حياتنا..
فانا غالبا مأاشاهد اثنان يتشاجران أمام الاطفال ..فيحدث السب والشتم وكل الالفاظ البذيئة..والطفل نظرا لسرعته في الالتقاط الكلمة وتردديها..فسرعان مايصبح يرددها في لسانه بين الحين والاخر ..وعلى كل من هب ودب..وهكذا نضفي
سلوكا سيئا في حياته..
كنت أتأمل هذا الخطأ وارى ماينتج عنه...والغريب في الامر اننا عندما نسمع هؤلاء الاطفال يرددون تلك الالفاظ البديئة ..نقوم بالصراخ والغضب..وقد نصل الى درجة ضربهم..وهذا هو الخطأ الاكبر..هذا مما ادى الى عند الطفل بل زيادة استخدامه لتلك الالفاظ..
كان هذا الامر يحدث مع صغار اخواتي..في البداية كنت اتتبع نفس الخطا..فعند سماعي لهم يسبون او يشتمون..اغضب وابدأ بالصراخ عليهم واحيانا أذا تفاقم الامر اضربهم..
ولكن كل ذلك لم يجدي ..بالعكس لاحظتوا تمسكهم بتلك الالفاظ بل..استخدامها في الوقت الصحيح..وزيادة الامر سوءاً..والتشبت بها وتكرارها كذا مرة..وتبادلها فيما بينهم..
ففكرت وفكرت..واخيرا قررت تغيراسلوب المعاملة معهم..فبدأت بالتغاضي عند سماعي تلك الكلمات..وازعم انني لم اسمعها..بل لا اكثر لذلك اساسا..فكررت نفس العملية بضع ايام..وفعلا كانت النتيجةمذهلة..فقد اختفت تلك الالفاظ تماما في السنة هؤلاء المشاغبين..الحلوين.
وهكذا
تكون الملاحظة وتأمل الخطأ من اهم الاسباب للقضاء عليه..والايجابية وحسن التصرف اهم هذه الاسباب..


وطبعا كما اسلفت في الذكر فأن الاخطاء تتعدد وتتنوع ..وقد نكون نحن من يرتكب هذه الاخطاء..او ان نكون من تعرض للخطأ...
ففي الحالة الاولى..(ان نرتكب نحن الخطأ)..يجب علينا :-
1-نعترف بالخطأ.
2-نتعرف على اسباب حدوثه...بصورة موضوعية بعيدا عن الانفعال.
3-الثوبة عن الخطأ كما قال المصطفى((خير الخطأون التوابون)).
4-التفكير في الحل المناسب لمعالجة الخطأ ..وتحويله الى درس مفيد بالمستقبل..


أما الحالة الثانية..((وهوتعرضنا نحن للخطأ من قبل الاخرين))..
فقد يتعرض الانسان الى الاذى والاهانة وسوء الفهم من قبل الاخرين..وهذه اصعب الحالات التي قد يتعرض لها الفرد..لذلك على المسلم ان يتحمل اذى الاخرين ..ولايبدأ برد الاسأة بالاسأة بل يصبر ويتحمل ..ويبادل السيئة بالاحسان..كما ورد في شريعتنا الجميلة..
وقد حاولت ان اجمع طائفة من اخلاق السلف الصالح في فن التعامل مع الاخطاء...
-فعن ميمون ابن عباس يقول : مابلغني من احد مكروه قط ,الا انزلته احدى المنازل, ان كان فوقي عرفت له قدرا..وان كان نظيري تفضلت عليه..وان كان دوني لم احفل به..
هذه سيرتي في نفسي فمن رغب عنا فأرض الله واسعة.
-وعن حميد الطول :عن ابي قلابة قال : إذا بلغك من اخيك شي تكرهه فالتمس له العذر جهدك,,فأن لم تجد له عذر فقل في نفسك,,لعل لاخي عذرا لا أعلمه..
-وعن يونس بن عبد الاعلى قال..قال لي الشافعي يايونس إذا بلغك من صديق لك ماتكرهه فأياك أن تبادر العداوة وقطع الولاية ..فتكون ممن ازال يقينه بشك..ولكن ألقه وقل له : بلغني عنك كذا وكذا..وأحذر ان تسمي له المبلغ..فأن انكر ذلك فقل : انت اصدق وأبرأ..لاتزيدن على ذلك شيئا..وإن اعترف بذلك فرايت له بذلك وجها لعذر..فاقبل منه ذلك..وإن لم ترا لذلك وجها لعذر..وضاق عليك المسلك..فحينها اثبتها عليه سيئة..ثم انت في ذلك بالخيار..
عن شيئت كافأته بمثلها..من غير زيادة..وإن شيئت عفوت عنه,والعفو اقرب للتقوى,وابلغ في الكرم..
لقوله تعالى :
((وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله)).
فان نازعتك نفسك بالمكأفاة ,ففكر فيما سبق له لديك بالاحسان فعٌدها ثم ادر له احسانا بهذه السيئة,لاتبخس باقي احسانه السالف بهذه السيئة, فأن ذلك الظلم بعينه..يابا يونس أذا كان لك صديق فشد يدك به,فأن اتخاد الصديق صعب ومفارقته سهل.