البرمجة العصبية اللغوية هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP والهندسة النفسية أو الهندسة الإنسانية هي المصطلح العربي المقترح لها, والترجمة الحرفية لهذه العبارة هي "برمجة الأعصاب لغوياَ" أو "البرمجة اللغوية للأعصاب".

عصبي (Neuro)-
تغطي ما يحصل في المخ والنظام العصبي وكيف يقوم الجهاز العصبي بعملية تشفير المعلومات وتخزينها في الذاكرة ومن ثم استدعاء هذه الخبرات والمعلومات مرة أخرى. أما الجهاز العصبي فهو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته ، كالسلوك ، والتفكير ، والشعور.

لغوي (Linguistic)-
ترجع إلى الطريقة التي نستخدم بها لغة الحواس Nonverbal ولغة الكلمات Verbal وكيف تؤثر اللغة على مفاهيمنا و العلاقة مع العالم الداخلي , واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين.

برمجة (Programming) -
ترجع إلى المقدرة على تنظيم مكونات الخبرة (الصور والأصوات والأحاسيس والشم والروائح) داخل عقولنا وتعاقبها بطريقة تمكننا من الوصول إلى حصيلة معينة , وهذه الأجزاء تشكل البرامج التي تعمل في داخل عقولنا .
ومن ناحية أخرى فانه اذا تغير ما في ذهن الإنسان , فان إدراكه للعالم سيتغير , بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي.

"إن الله لايغير مابقوم حتى يغيرو مابأنفسهم"

"إن ميدانكم الأول أنفسكم ..." الإمام على بن أبى طالب


إن ذلك يعني أن الإنسان يستطيع تغيير ماحوله عن طريق تغيير ما في ذهنه !! ولكن كيف يمكنه تغيير ما في ذهنه ؟ هذا ما تجيب عنه البرمجة العصبية اللغوية فهو علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات والمحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية.

ويمكن القول إنه علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه ، كما يمدنا بأدوات وتقنيات يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه.
الـ NLP علم قائم على التطبيق لا على التنظير ، فهو يحفز ويساعد ويعطي آليات عملية. ومن ثم كان انتفاع الأوروبيين والأمريكيين به أعظم من انتفاعنا نحن ، وذلك أننا ـ معاشر الشرقيين فى الغالب ـ كثيرا ما نميل للتنظير على حساب التطبيق ، أما الأوروبيون فإنهم في الجملة قوم عمليون ، يبحثون عما يحقق لهم النتائج ، ويوفر لهم المصالح .
ليس من طبيعة الـ NLP أن ( تفرض ) ، وإنما هي ( تعرض ) وعلىكل منكم أن تكون له شخصيته المستقلة ، ورؤيته الخاصة تجاه ما يسمع وما يرى ومايحس .
وإذا رأيت من يقدم لك البرمجة العصبية اللغوية على أنها مجموعة حقائق مطلقة ، ذات آليات وخطوات محددة لا يجوز الاجتهاد فيها بعلم وبينة إذا رأيت من يفعل هذا فاعلم أنه بعيد غاية البعد عن روح هذا العلم ، غير مدرك لطبيعته المرنة الطيعة القابلة للتشكيل شريطة أن يكون المشكِّل فنانا ماهرا متمرسا .
وفي المقابل إذا رأيت من يقدم لك البرمجة العصبية اللغوية على أنها مطية ذلول لكل راكب ، وعلى أنها طائفة من النظريات والأفكار متى سمعتها واستوعبتها فقد صرت قادرا على كل شىء ، إذا رأيت من يفعل هذا فاعلم أنه بعيد كل البعد عن حقيقة هذا العلم ، غير متفهم لجوهره العملي ، الذي يجعل منه واحدا من العلوم التي لا يمكن إتقانها إلا بالممارسة الدائمة لكن وفق أسس وقواعد .
إن هاتين الخاصيتين للـ NLP أعنى ( المرونة و العملية ) أو ( قابليته لأن يتشكل بحسب طبيعة الدارس له ورؤيته ومعتقداته ، واحتياجه الدائم للممارسة والتطبيق وفق أسس مدروسة ) تجعلان من الـ NLP علما وفنا في آن واحد . فهو علم من جهة كونه قواعد وأسسا تطبق وتمارس ، وفن من جهة قبوله للتشكّل الشخصي بحيث يكون دالا على صاحبه تماما كما يدل أسلوب الشعر على الشاعر ، وطريقة الرسم على الرسام .
وعليه فإنني أدعوك كدارس مبتدئ لهذا العلم أن تستحضر معك عقل العالم وروح الفنان ، أن تعمل ذهنك في أدق التفاصيل وتقارن وتحلل وتناقش في ذات الوقت الذي تتيح فيه لروحك وخيالك أن يسبحا في آفاق هذا العلم الساحرة ، وينطلقا في عالمه الكبير .