يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}) البقرة: 155-157.

تتنوع الصدمات وتنقسم إلى كوارث طبيعية وكوارث من صنع البشر، وتتعد ردود الأفعال للضغوط الواقعة على الفرد، وتختلف استجابات الأفراد لخبرة الصدمة اختلافاً كبيراً ويعتمد هذا الاختلاف على عدد من العوامل من أهمها ما يلي:

تتنوع الصدمات وتنقسم إلى كوارث طبيعية وكوارث من صنع البشر، وتتعد ردود الأفعال للضغوط الواقعة على الفرد، وتختلف استجابات الأفراد لخبرة الصدمة اختلافاً كبيراً ويعتمد هذا الاختلاف على عدد من العوامل


1- ظروف الصدمة (نوعها – مدتها – الأشخاص).
2- الفروق الفردية بين الأشخاص في الاستجابة للصدمة نفسها.
3- طرق مواجهة المشكلات ومحاولة التغلب عليها أو الأنماط المميزة للتعامل مع المواقف الضاغطة.


 علامات وأعراض الصدمة على الفرد:
ينجم عن الحادث الصدمي علامات وأعراض على الفرد الذي تعرض لهذا الحادث وهذي العلامات والأعراض العضوية والانفعالية والمعرفية والسلوكية:

1- الأعراض العضوية:
- العرق الزائد.
- نوبات من الدوار.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة ضربات القلب.
- التنفس السريع.

2- الأعراض الانفعالية:
- الغضب.
- الأسى.
- الاكتئاب.
- القهر.

3- أعراض معرفية:
- اختلاط التفكير.
- صعوبة اتخاذ القرار.
- انخفاض التركيز.
- خلل في وظيفة الذاكرة.

4- العلاقات والأعراض السلوكية:
- اضطرابات الأكل.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الملبس.

 معدلات انتشار الحوادث الصدمية:
عن النتائج اللافتة للنظر ما يذكره ميتشناوم في دراسته عام 1999م، أن نسبة انتشار الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية يتراوح ما بين 70% من الأفراد الذين تعرضوا لأحداث صدمية خلال حياتهم.
وفي دراسة كيليا ترك على المرأة الأمريكية وجد أن نسبة 75% من أفراد العينة ضحايا جريمة واحدة على الأقل، وقررت الغالبية أنهم تعرضوا لجرائم متعددة، وكانت معدلات الانتشار خلال الحياة كما يلي:


 الكوارث الطبيعية وتوزيعها:
الكوارث الطبيعية مسببات للصدمة، ولا دخل للإنسان غالباً في حدوثها ولا يستطيع نجنبها، ولقد أفادت التقارير حدوث ما يقارب من 8000 كارثة طبيعية على نطاق العالم بين عامي 1967م – 1991م، وقتلت هذه الحوادث أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وأثرت تأثيرات سيئة على ما يُقارب ثمان مئة مليون شخص، ونتج عنها أضرار اقتصادية مباشرة تقدر بثلاثة وعشرين بليون دولار، وتكبدت أكثر الوفيات خلال هذه الفترة الدول الأكثر فقراً وذات العدد الأكبر من السكان، فحدث 86% من هذه الكوارث في الدول النامية واستأثرت هذه الدول بـ 78% من الوفيات.


 علاج اضطرابات الضغوط التالية للصدمة:
1- العلاج السلوكي:
وتتلخص الافتراضات النظرية في العلاج السلوكي في أن استجابة المريض لذكريات الحوادث الصدمية هي التي تنتج المظاهر الأولية لاضطرابات الضغوط التالية للصدمة، كما افترض أن الملامح الثانوية لهذه الاضطرابات تتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في ردود فعل المريض لهذه الذكريات ومن ثم فإن تذكر المريض للحادث الصدمي هو بؤرة الاهتمام في المدخل السلوكي لعلاج هذا الاضطراب.

2- العلاج بالعجز:
ويعتمد العلاج بالعجز على تقديم تخيّل للحادث الصدمي الذي واجه المريض، ويحدث ذلك بشكل متكرر حتى الدرجة التي يصبح فيها المنظر الصدمي غير مثير لمستويات مرتفعة من القلق ويعتمد على ما يلي:
- التدريب على الاسترخاء.
- التدريب على التخيّل السار (المفرح).


- العلاج الانفجاري.
3- العلاج السلوكي المعرفي:
ويعتمد على ما يلي:
- إعادة تحديد الحادث حتى يكتسب معنى منسقاً في هذا العالم.
- إيجاد معنى فرض في هذه الخبرة.
- تغيير السلوك لمساعدة الفرد على منع الحادث من أن يعاود الحدوث.
- البحث عن المساندة الاجتماعية.

4- العلاج الجماعي:
يتضمن العلاج الجماعي كما يستخدم في علاج اضطرابات الضغوط التالية للصدمة، مجموعة من المرضى الذين يشتركون في الاضطرابات ذاته بالإضافة إلى المعالج بطبيعة الحال، وفيها مميزات من أهمها أنهم يشاركون بعضهم بعضاً الخبرات ذاتها، ويتقاسمون المشكلات عينها، ويقدمون سنداً انفعالياً لبعضهم البعض.