مراحل الوصول إلى الهدف د. ابراهيم الفقي

في لحظة ما تشعر أن حياتك تسير إلى غير الاتجاه الذي تريد، تنظر إلى سنين عمرك السابقة فلا تشعر

أنك قد فعلت فيها كل ما تطمح إليه.

تنظر إلى ما هو قادم وتدعو أن يهبك الله القدرة والطاقة والقوة على أن تفعل فيها كل ما لم تستطع عمله

وتنجز فيها الكثير الكثير، لذا ومن هنا أقول حاول دائما أن تزرع بداخلك أهدافا قوية براقة واعمل جهدك في

تحقيقها واحذر أن تكون اهدافك مجرد امنيات او رغبات فتلك بضاعة الفقراء، وما أكثر اولئك الذين يعيشون

في دائرة الأماني وليس من واقعهم شيء يذكر

لذا اعمل دائما أن يكون هدفك نابعا من قيمك , ومبادئك ولا يفارقهما أبدا .

المبادئ الاثني عشر لتحديد الأهداف :

أولا : حدد جيدا ماذا تريد

ركز كل الأضواء على هدفك , اجعله جليا واضحا , كامل المعالم , واضح التضاريس , في كتابه متعة العمل

ينبهنا (دينيس ويتلي) إلى هذا المعنى بقوله : حتى تصل إلى مكان يجب أولا ان تعلم إلى أين تتجه .

ثانيا : يجب ان يكون هدفك واقعي ويستحق التحقيق :

هل تتصور رجلا يجلس بجوار مدفأة , ويقول لها : أعطني دفئا أعطك حطبا !

كلام غير منطقي ... وغير واقعي , بالرغم من كون الشخص الجالس قد حدد بالضبط ماذا يريد وهو الدفء ,

إلا ان خطواته للحصول على ما يريد كانت غير واقعة , لذا عندما تحدد لك هدفا ما فليكن هذا الهدف منطقيا

واقعيا قابل للتحقيق .

ثالثا : الرغبة المشتعلة :

ما قيمة الهدف الذي لا تحركه رغبة قوية مشتعلة ، إن الرغبة القوية هي الأكسجين الذي تتنفسه الأهداف

كي تحيا على أرض الواقع .

والأهداف بدون رغبة قوية أهداف خاملة ميتة ليس فيها روح .

فلا بد ان تكون رغبتك لتحقيق حلمك رغبة جياشة , منطلقة , فلا يتسطيع احد ايقافها , بل لا تستطيع أنت

نفسك أن توقفها حياء صورة واقعية.

رابعا : عش هدفك :

عندما تحدد هدفك ، حاول ان تراه بكل تفاصيله , وتصور وكأنه قد تحقق وبأنك جزء منه .

إن التصور هو حركة الوصل ما بين العقل الحاضر والعقل الباطن .

لذا أنصحك قارئي الكريم ان تحاول دائما إحياء صورة واقعية لهدفك , ولأن تعيش الهدف بادق تفاصيله , فهذا

من شأنه ان يعمق من تركيز هذا الهدف في عقلك الباطن , مما يعطيك قوة ودافعية وحماس أكبر لتحقيقه .

علم الميتافيزيقيا يؤكد دائما على ان العقل مثل المغناطيس عندما يرى صاحبه يحقق أهدافه ولو بالتخيل

سيجذب له الأشخاص والمواقف والآليات التي تساعده على تحقيق هذا الهدف .

خامسا : اتخذ القرار :

بالرجوع إلى النقاط السابقة سنجد ان قدد حددنا الهدف وحددنا مدى واقعيته واستحقاقه للتحقيق , وتراه

الان واضحا جليا .

نأتي الآن إلى النقطة المحورية وهي قرار تحقيق الهدف .

هذا القرار الواعي الذي تتخذه برغبة مشتعلة يحتاج إلى أن تمضيه ليصبح واقعا تعيشه ويعيشه معك

الآخرين , أصبح عليك أن تضع هذا الهدف على أرض الواقع , اخبر من تحب وتعتقد بحبه لك بقرارك هذا كي

يقدموا لك الدعم والمساندة , هذه الخطوة هي طريقك لتعيش حلمك , لتجعله واقعا ملموسا .