نشعر بالغضب عندما نكون في حالة احباط او تعاسة او عندما لا تؤدي جهودنا الى النتيجة المرجوة. ونشعر بالغضب ايضا عندما نواجه معارضة او انتقادا من الآخرين. ونشعر بالغضب لان الحياة غير عادلة فتعطي من لا يستحق وتحرم من يستحق. ولكن هل يفيد الغضب في شيء؟ لا يفيد. انه يستنفد طاقتك ويؤذي صحتك ويعكر صفو علاقاتك مع الاخرين ويقضي على فرص كان يمكن استثمارها والاستفادة منها. فالغضب اذن يعمل ضد مصالحك.

الأمور في الحياة لا تسير دائما على النحو الذي نريد. والناس لا يتصرفون دائما على نحو ما نريد أن يتصرفوا به. ونحن لسنا دائما قادرين على السيطرة على الظروف التي نعيش فيها. ولكننا نستطيع أن نتعلم السيطرة على مواقفنا وردود أفعالنا. فليس من الحكمة ان تسمح للظروف وللناس من حولك ان يتحكموا بك، وان يتلاعبوا بمشاعرك وتصرفاتك كما يريدون. إن بإمكانك أن تتعلم أن لا تسمح لما يقوله الناس وما يفعلونه ان يؤثر على مزاجك. وبإمكانك أن ترفض لحادثة تافهة أن تتلاعب بمشاعرك وتثير غضبك.

ولا شك اننا لاحظنا جميعا حالات يفقد فيها بعض الناس صوابهم لملاحظة عابرة او لحادث طارىء. والحق انه لا داعي لهذا كله. إن بإمكاننا أن نكون أكثر سعادة إذا تعلمنا كيف نسيطر على حالتنا النفسية.

في ما يلي بعض النصائح للتغلب على الإحساس بالغضب:

*جرب أن تقنع نفسك أن الغضب لا يخدم مصلحتك في أي شكل من الأشكال.

*عندما تشعر بالغضب، تنفس بعمق وببطء.

*جرب أن تكون أكثر صبرا حتى مع الناس الذين لا تحبهم.

*تعلم أن لكل شخص الحق أن يكون له رأي مختلف. بإمكانك أن لا تتفق مع الآخرين، ولكن جرب أن تكون مهذبا ودبلوماسيا مع الجميع.

*قرر انك تريد أن تستجيب بشكل هادئ لكل حالة من الحالات. جرب ذلك مرة بعد مرة.

*لا تأخذ كل شيء مأخذ الجد. فالأمر لا يستحق العناء.

*جرب أن تمارس الانضباط مع نفسك ومع الآخرين. والأمر كله بحاجة إلى وقت والى ممارسة ليكون جزءا من طبيعتنا. والتغلب على الغضب جزء لا يتجزأ من عملية تهدف إلى تحسين الذات لتكون أكثر قدرة على مواجهة ما في الحياة من متاعب ومشقات.

كم يتمنى الواحد منا أن ينسى متاعبه وقلقه ومشكلاته ليحل محلها إحساس بالسعادة والهدوء والطمأنينة ؟ هدوء البال هو حالة من السكينة الداخلية نشعر بها عندما يتوقف انشغالنا بالمتاعب اليومية وإحساسنا بالتوتر أو الخوف أو القلق.

هذا ما نتمنى أن يحدث دائما. وهذا ما نأخذ إجازة من العمل من اجله. عندئذ نشعر بان أعصابنا أكثر هدوءا وأكثر استرخاء، وإحساسنا بالقلق والسوداوية اقل شدة. ولكن كيف ندخل الطمأنينة والسلام إلى قلوبنا وعقولنا وحياتنا؟ والاهم من ذلك كيف نشعر بهذا الاطمئنان والسلام في حياتنا في أوقات الأزمات؟ الحقيقة أن بإمكاننا أن نجعل الإحساس بالسلام والاطمئنان عادة من العادات، نمارسها دون جهد واع منا وفي كل الظروف.

أولا يجب أن تتعلم كيف تدخل مزيدا من لحظات الهدوء إلى حياتك اليومية – كل يوم. وسوف تحتاج إلى هذه اللحظات عندما تحل مشكلة كبيرة تكون في حاجة معها إلى إحساس بالقوة والعزم. ويقول لنا علماء النفس إن بإمكاننا أن نجعل هذا الإحساس ملازما لنا في كل وقت. ولكن هذا بحاجة إلى تدريب ومثابرة .

وفي ما يلي بعض مما يمكن عمله لإدخال الهدوء والسلام إلى نفوسنا:

*قلل ما أمكن من الاستماع إلى أخبار العنف والقتل التي تكثر منها محطات الإذاعة والتلفزيون والصحف اليومية.

*ابتعد عن الناس السلبيين الذين يشكون في الليل والنهار من متاعب الحياة سواء كانت هذا المتاعب حقيقية أو وهمية.

*لا تحسد الآخرين، فالحسد يعني انك لا تقدر نفسك حق قدرها وتعتبر نفسك اقل من الآخرين الأمر الذي يقلل من إحساسك براحة البال والاطمئنان.

*تقبل ما لا يمكن تغييره. هذا يوفر كثيرا من الوقت والطاقة ويعفيك من كثير من تعب البال.

*في كل يوم نواجه منغصات وإزعاجات وحالات خارج نطاق سيطرتنا. إذا كان بإمكاننا أن نغيرها فهذا حسن. وإذا لم يكن باستطاعتنا أن نغيرها فلنقبل بها بروح عالية.

*لا تعتبر أن كل إزعاج موجه إليك شخصيا. لا بد من أن توجد مسافة بينك وبين ما يدور حولك من شؤون. وهذا لا يعني عدم مبالاة وعدم اهتمام. ولكنه قدرة على التفكير باستقلالية والحكم على الأمور حكما متوازنا. لا تقلق إذا لم تحسن ذلك في كل مرة. ولكن واصل المحاولة.

*انس ما فات. وارفض الاستكانة لما مر بك من متاع