الانسجام


لكل إنسان منا عدد من المتطلبات والتوجهات داخله . . .
فأنت مثلا طالب / موظف. .
فرد داخل أسرة / رب أسرة . .
عضو في نشاط أجتماعي / رياضي . .
تهوى الكتابة / الرسم . .
تطمح أن يكون لك مركز متميز / عمل إضافي لزيادة دخلك . .
. . .
. . .
. . .

أي أن لك العديد من الشخصيات المتنوعة داخلك ولكل شخصية متطلباتها من الاهتمام والوقت والجهد
فهل يسمح وقتك لكل ذلك و بجدارة؟

إذا كنت تعطي كل من هذه الشخصيات الموجودة في داخلك حقها، ولا تشعر بأنك في صراع داخلي ( ممزق) ، فانك في حالة انسجام

ولكن . . .
في الغالب لايكون الأمر كذلك

هنا نقول بان الإنسان في حالة عدم انسجام مع نفسه
فهو موزع الفكر . . مشتت الضمير . .
كلماته غير مطابقة لأفعاله . .

في هذه الحالة يكون الإنسان ضعيف الفاعلية . .
يفتقد الشعور بالرضى . .

هل افعل هذا الأمر ، أم لا؟
هل حدث أنك قمت من مكانك لفعل شئ ، كأن تريد الاتصال بالتلفون مثلا ، وقبل أن تدير الرقم ، وربما بعد أن أدرت الرقم ، غيرت رأيك فأوقفت المكالمة ؟
تلك هي شخصيات بداخلك و لها آراء مختلفة فيما تفعله . . .

تعدد الشخصيات دخل الإنسان هو أمر طبيعي ما دامت كل شخصية على علم بوجود غيرها وهناك مراعاة لاحتياجات الجميع

كيف يعلم الإنسان أنه في حالة انسجام أو عدم انسجام ؟
تذكر وقتا كنت فيه مترددا بين أمرين استحضر في ذهنك تفاصيل ذلك الوضع . .
ماذا ترى ، وماذا تسمع ، وماذا تحس به مما يجعلك مترددا ؟
تلك هي إشارة عدم الانسجام
ربما كانت صورة تراها في ذهنك ، أو صوتا تحدث به نفسك ، أو يحدثك به أحد ، أو شعورا وإحساسا معينا . .
تذكر أحداثا وحالات أخرى مشابهة لتتأكد من طبيعة إشارة عدم الانسجام
كذلك هناك إشارة للانسجام يمكنك التعرف عليها بالطريقة ذاتها

لماذا الانسجام وعدم الانسجام؟
يرتبط الانسجام ارتباطاً وثيقاً بالاعتقاد والقيم التي يؤمن الإنسان . .
فهى التي تحدد ماهو هام بالنسبة له . .
وينشأ الصراع إذا أصررنا على أن ما هو هام بالنسبة لنا هو هام بالنسبة للآخرين كذلك
كذلك يمكن أن تتولد حالة صراع داخلي في نفوسنا بسبب قيم غير متجانسة نؤمن بها

لذلك
يجب علي الإنسان إن يسأل نفسه . .
ما الذي أريده؟ وما الذي أمتلكه لتحقيق ذلك؟

الجواب غالبا
أريد كل شيء . .
لا بأس . .
السؤال هو . .
ماهي الحصيلة النهائية التي تريدها ؟
الحصيلة هي الهدف النهائي الكبير الذي تسعى إليه ( أو يجب أن تسعى إليه ) . . .

انسجام الشخصيات داخل النفس يعني اتفاقها على الحصيلة
هذا الاتفاق يوحد هذه الشخصيات ليجعل من الإنسان شحصية واحدة
داخليا وخارجيا
قولا وفعلا

ومن دون تحديد للحصيلة لن يكون هناك انسجام
ويبقي التمزق والتشتت أهم مظاهرها