التفكيرالإبداعي غير المألوف أصبح مهماً في ظل عالم سريع متغير، تتنافس فيه العقول والأعمال من أجل النجاح والتفوق والتميز، ونحن نعرض لك كتاباً شيقاً لكتاب التفكير خارج الصندوق لمايك فانس العميد الأسبق لجامعة ديزني، وديان ديكون رئيسةجمعية التفكير الإبداعي

لحل أي مشكلة نحتاج إلى مفكرين غير منغلقين في حدود الأنماط التقليدية للتفكير، الذي يمكنهم التوصل إلى المواقف المثالية عن طريق الحلول المبتكرة ،

وهذا الكتاب يعرض لك كيف يمكنك أن تكون هذا الشخص.

ببساطة شديدة يعبر مفهوم (التفكير داخل الصندوق) عن التفكير بالطرق التقليدية المعتادة ، وكأنك داخل صندوق لا تخرج عن حدوده، في حين يعني التفكير خارج الصندوق استعارة التفكير الإبداعي الناجح الذي يعتمد على التدريب على الربط بين نقاط تسع موضوعة على هيئة صندوق والنقاط هي( الإطلاع - المشاركة - الإلهام –المنتج– الإبداع –الناس – المكان– التعاون – الاهتمام )

لماذا نسعى للتفكيرخارج الصندوق؟

لنعيش ، لنكون لنبدع ، لنجدد، ولنحصل على الفائدة الاستراتيجية لمشروعاتنا مع عالم تسوده المنافسة بين الشركات ، وفي ظل العولمة واتساع قدرة الشركات وإمكاناتها ، فأصبح التفكير الإبداعي هو سبيل تحقيق النجاح ،والتميز .

ويضرب المؤلف مثالاً للتأكيد على أهمية التفكير الإبداعي خارج الصندوق بقوله :

إن التفكير خارج الصندوق هي الذي أنتج : السيارة والقطار والطائرة والمصباح الكهربائي والتطعيم ضد شلل الأطفال، والمصاعد ، وأجهزة التكييف وأنابيب المياه والتلفاز.


كيف دخلنا إلىالصندوق؟!!!

اولاً نحب أن نشير إلى أن هناك أشخاص فكرت خارج الصندوق ، مفكرين متحررين ، كافح كل منهم – كما يجب علينا أن نفعل- من أجل التحرر من صندوق التفكير النمطي غير المنتج وهو تحدٍ مستمر حتى لا نظل محتجزين داخل الصندوق.

ويجب النظر من وجهات نظر مختلفة لبعض الأمور المهمة في حياتناوالتي تحدث فيها كثيراً مثل:

التوتر

بكل وضوح هناك اختلاف كبير بين التوتر الذي يسبب الاكتئاب ، والتوتر الذي لا يسببه . ليس التوتر هو الذي يدمرنا بل إنه الاكتئاب .

يرى الخبراء أن الناس يسببون لأنفسهم مستويات خطيرة من الاكتئاب عن طريق القلق المفرط بشأن التوتر الذي قد لا يؤذيهم أبداً. عليك أن تقبل التوتر ،اعتنقه وقدره ، ولا تقاومه ولا تنكره ، فسنتعرض له شئنا أم أبينا ، فلن يتغيرالعالم من أجلنا ، ولن تتوقف فوضى المرور ، ولا صراعات الحياة المستمرة ، وإن كانتوجهة نظرك تسبب لك التوتر ، فاستمتع بها ، ولكن لا تكتئب ، واعلم أن التوتر بمثابةوقود يحركك ، ويدفعك للفعل والإنتاج ، ويجعلك تتعامل مع الحياة بإيجابية، ولكننا نتحدث عن التوتر المعقول غير الزائد عن الحد المرغوب.

الإفراط

نادراً ما يكون هناك أي إنجاز عظيم دون إفراط ، قم بعمل الأشياء بشكل مفرط . ونحن لا نشير هنا إلى الإفراط في تناول الطعام أو الشراب أوالعقاقير الضارة، ولكننا نقصد الإفراط في الفضيلة، فإذا كانت المرونة فضيلة ،فعلينا أن نزيد منها بقدر المستطاع ، أما إذا كانت رذيلة فعلينا التخلص منها.

التغيير

ليس هناك سوء فهم أكثرمن رد فعل الناس تجاه التغيير فمن الأمور المعروفة بين الناس أن الأشخاص لا تحب التغيير بل تقاومه ، والحقيقة أن الناس يحبون التغيير شريطة أن يجلب أملاً في شيءأفضل ، وعلينا أن نعرف جيداً أن الحياة بدون تغيير تعني التشابه والملل ، وجميعنايتوقع تجارب جديدة تجلب التنوع والاتزان لحياتنا .

شرك التفكير الإيجابي

كثير ما يكون التفكير الإيجابي بديلاً عن التفكير الواقعي . كيف؟ بادعاء أننا لا نواجه مشكلة، بينما نحن واقعون فيها، أوبادعاء وجود ما ليس موجوداً .

من المقولات الشائعة الايجابية والتي قد تخدم صاحبها وتمكننا القيام بأي شيء نتصوره ، إذا آمنا تماماً ودوماً بإمكانية القيام بذلك.
وهذا صحيح جزئياً فالجزء غير الصحيح يمكن أن يضرنا فنحن نؤمن بأن الروح البشرية لا تُقهر ، ويمكنها أن تقوم عملياً بأي شيء ، ولكن المنطقيين يضيفون لهذا أننا لا نستطيع القيام بأي شيء خارج نطاق الحقيقة والمنطق فيجب أن توافق أحلامنا خطة عمل يمكن القيام بها، فالأحلام خطة عمل يمكن القيام بها، فالأحلام بعيداً عنالواقع وبعيداً عن خطة عمل تدمر صاحبها ومعنوياته.

جاد جداً، رسمي جداً

قد لا يعني الضحك أن يكون الأفراد حمقى ، ولكنه يعني أن يستمتعوا بما يقومون بعمله ، والدعابة مهمة لأنها تجعلنا ننظر للمشكلة من وجهة نظر أخرى غير التي تظهر عليها في الحقيقة ، فهي تساعدنا على التفكير المتحرر.
وهناك ما يسمى العلاج بالضحك. !!
وعلينا أن نعرف أن دموع الفرح التي لا تُرى تغسل مابداخلنا بكيميائيات معالجة، ولقد تحققت الأبحاث من قوة هذا العلاج ومن الفوائدالصحية الإيجابية للضحك...
وفي نفس الوقت لا يمكن التأكيد على أن الضحك والدعابة في مكان العمل يكفيان.

قال جيم نيوتن مؤلف كتاب (أصدقاء غير عاديين) إن هنريفورد (مبتكر سيارات فورد الأريمية الشهيرة وواحد من أكثر ممن أثروا الإقتصادالأمريكي)اعتاد أن يكتب نكاته ويأخذها إلى منزل (توماس إديسون) ليقرأها له، وقالجيم إن إديسون كان يحب الضحك الشديد ، لدرجة أنه كان يذكر نفسه دائماً في يومياته : ( عليك أن تلقي نكاتاً جيدة على العاملين بالمعمل).

إن الإحساس الفني بالدعابة يعتبرالخيط المشترك بين العديد من المخترعين البارزين .
الضحك والدعابة بكل تأكيد شائعا بين المفكرين المتحررين .


وإليك بعض الأفعال التي قد تجعلك محتجزاً داخل الصندوق : ( التوقف – الجهل – الصداقة المزيفة- الاستسلام للسيطرة – التعصب – الازدواجية- العدوانية – اللامبالاة- الكذب- الانطوائية- ادعاء معرفة كل شيء – التسرع- التكبر- قول أشياء بلا معنى-الحديث المبتذل- إساءة التوضيح)


تمرين صندوق النقاط التسع (راااااائع )

لقد اُختير تمرين صندوق النقاط التسع شعاراً لجمعية التفكيرالإبداعي الأمريكية ، لأن الحل يمثل عملية التفكير الإبداعي. ومن المفيد دائماً أننُذكر أنفسنا كيف بكل سهولة أن نقع ضحايا للعادات القديمة والتفكير المحدود ومن الشائع كذلك أن نجد أنفسنا محتجزين في الصندوق ، على الرغم من معرفتنا كيفية تحريرأنفسنا ، فالحياة تقيدنا بشكل طبيعي بقيود غير مرئية ، ولكنها منطقية.


تعليمات التدريب

ارسم 9 نقاط متجاورة في ثلاث صفوف رأسية بحيث تكون معاً صندوقاً والمطلوب منك هو أن تربط النقاط التسع دون أن ترفع القلم أثناء الربط وفق هذه الشروط:

- قم بالربط بين النقاط التسع مستخدماًما لا يزيد عن أربعة خطوط مستقيمة.

- يجب ألا يمر الخط على أي نقطة أكثر منمرة.

- يجب أن يرسم الخط مرة واحدة ، وبشكل مستمر، ودون انقطاع.

- اترك القلم بعد رسم الخطوط الأربع.


والآن نسأل كيف نفتح الصندوق؟

بعبارة أخرى كيف نخرج من التفكير التقليدي ؟

هناك 3 وسائل إبداعية من أجل النجاح، وهي:

1.تدوين الملاحظات المصنفة.


2.التفكير في الحواس الخمسة.


3.استخدام الألوان


أولاً:تدوين الملاحظات المصنفة

بمعني تقسيم القضية أو المشكلة أو حلول المشكلة أوأي أمر تفكر فيه إلى عناصر مصنفة أولاً ، مثل تصميم لشركة ، ثم ضع الصفات الإيجابيةوالسلبية لها كل على حدة. وهذا له فائدة كبيرة إذ يتيح القفز من عنصر لعنصر بسهولة،أو من موضوع إلى آخر ، والنظر إلى نفس الشيء أو الفكرة من زوايا مختلفة، وتحليل الإمكانات المختلفة، والتفكير في بدائل حتى يمكن التوجه إلى العديد من الموضوعات على طول الطريق.

وطريقة التصنيف في عملية التفكير الإبداعي تنشئ الاحتفاظ الكامل والتنظيم المناسب للمواد،واستدعاء أسهل ، وصورة أوضح للموارد التي تتمدراستها، وهذا يرتبط بالتفكير الاستعراضي الذي يشمل الموضوعات المقترحةالتالية:
1.النقاط الرئيسية :من خلال أي كتاب ستجد العديد من النقاط الرئيسية التي تستخدم كعناوين فرعية.بالنسبة لشكل التفكيرالاستعراضي قد تحتاج إلى عمل قائمة بالنقاط الرئيسية لتسهيل التحديدوالمراجعة.

2.الموارد:ويمكن للموارد أن تتخذأشكال عديدة: كتب أو أفلام أو منتجات أو محادثات مع أشخاص واسعي الإطلاع ، أي كلأنواع المواد والمعلومات التي تساهم وتتعلق بالمستويات الرئيسية التي حددتها.


3.التوصيات: فور أن تبدأ المستويات الرئيسية في الظهور، يظهر السؤال: ما الذي سأصنعه بتلك المواد؟ ضع مقترحات وإجابات على هذا السؤال.


4.التعريفات:ما الذي تعنيه بعض الكلمات المحددة ضمن إطار استخدامات وتفسيرات خاصة؟ من المهم تدوين التعريفات ا لجديدة عند إثارتها كمرجع وإدراك إضافي .


5.التطبيقات: إن الأفكار والمفاهيم التي تنشأ في إطار واحد قد تكون لها تطبيقات مفيدة فيمجالات أخرى لم تفكر بها . ويمكن أن يكون تطبيق المفاهيم الإبداعية عملية فعالةبمفردها يقوم تدوين الملاحظات المصنفة بتقديم طريقة لتقسيمها بغرض المتابعة .


6.الخلفية: من المفيد تدوين الملاحظات بصرف النظر عن الخلفية أو أصل الأفكار أو المفاهيم التي تتعامل معها ، ويمكن تحقيق هذابشكل أفضل من خلال: القصص والأمثلة واللمحات الشخصية، والمبادئ والإيضاحات.


7.متنوعات:هناك دائماً الأفكاروالمواد التي لا تناسب الفئات الأخرى ، ولكن هذا لا يعني أنها غير مهمة، بل يجب تدوينها من أجل مدخلات مستقبلية ممكنة.


ومن الممكن أن تضيف للنقاط السابقة وفق أفكارك وعملك.

أما الوسيلة الثانية للخروج من الصندوق:

ثانياً: الإحساس المتزامن(التفكير في الحواس الخمس كلها )

من المهم أن تعرف أن الناسلا تركز على حاسة مفردة في أي وقت محدد ، على الرغم من أن مجرد حاسة واحدة منالممكن أن تعمل على مستوى الوعي،فإن الحواس الأربع الأخرى تعمل على مستوى اللاوعي.

فعند التفكير في بناء وتصميم مدخل عالم (والت ديزني) الشهير بأمريكا كانت مجموعةالعمل تفكر في (البصر) وكيف يبدو المدخل ، وفي نفس الوقت في شعور الزائر تجاهه . وأدركت مجموعة العمل أنه لا يجب التفكير في مدخل المجمع على أنه مكان للدخول فقط،ولكن كتجربة مهمة للحواس الخمس، وحاولت تحفيز خيالها ،
كي ترى الصور والأفكارالمبدعة عندما يفكرون فيها. ويعني الإحساس المتزامن التفكير بشكل متزامن من خلالالحواس الإضافية للبصر والسمع والتذوق واللمس والشم ،،،،،

ومثال لتوظيف الإحساس المتزامنبصورة إبداعية هو تصميم مطعم بحيث تنتشر رائحة الحبهان والقهوة الطازجة عبر فتحاتتكييف الهواء في المطعم لإثارة حاسة الشم، مع تشغيل أنغام الموسيقى لإثارة حاسةالسمع ، كما تم إثارة حاسة البصر من خلال استخدام إضاءة مرتعشة على النوافذ،

وهذا يحقق مبدأ الإبداع الذي يقول : ( الإبداع هو صنع الجديد وإعادة تنظيم القديم بطريقة جديدة)


ثالثا: استخدام الألوان

ينصح مؤلف الكتاب بالحصول على قلم ذي أربعة ألوان، أحمروأزرق وأخضر وأسود، فاللون يُعد بعداً رائعاً كحاسة البصر في عملية الإحساس المتزامن . وعلى الرغم من أن الجميع يقدرون تنوع الألوان في الحياة إلا أن كل شخص يحب لون معين، ولا يزال يصر على الكتابة باللون الأسود أو الأزرق الغامق ،

ولكن لقد حان الوقت للتخلي عن تلك العادة المحدودة ، والبعد عن التقليدية ، وعليك أن تستخدم كل الألوان المتاحة!!!.