أن تتأخر بطريقة غير عادية في كل المناسبات، وذلك للفت الانتباه حيث يضطر الجميع لملاحظة تأخرك المُتعمَّد أو بالأحرى ملاحظتك، وقد يكون الهدف من تأخرك الرغبة في أن تكون شخصاً مميزاً!!؛ ولهذا فأنت مدفوع في كلا الحالتين من قبل هؤلاء الذين أردت لفت انتباههم.

أن تجعل الآخرين يعتقدون بأنك على معرفة جيدة بموضوع لا تعرف عنه شيئاً.
أن تحاول كسب المديح بتهيئة الظروف لذلك في أي موقف من شخص أو أشخاص آخرين والشعور بالأسى عندما لا تتلقى ذلك المديح المُتوقع.
أن تشعر بتوجه سلبي نحو شخص تحترمه لأنه لم يوافقك على فكرة معينة، وأفضى بذلك لك.
والأمثلة كثيرة في ذلك، والتي توضح أن الحاجة لاستحسان وموافقة الغير تعد من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في كل مكان، ولكنها تصبح مزعجة عندما يشعر الفرد بأنه في حاجة ماسة لاستحسان الآخرين، وهذا بالطبع يشبه نكران الفرد لذاته، واعتبار الأفراد الذين يُطلب منهم الاستحسان هم المسئولون عن الطريقة التي يشعر بها الفرد.

المكافأة الوهمية التي يحصل عليها الإنسان من جراء حاجته للاستحسان وموافقـــة كل الناس:
لكي نستطيع التخلص من هذه التصرفات علينا أن نتعرف على أسبابها أولا..... لذا سوف نذكر أهم تلك الأسباب وهي في الغالب مرضية، فإذا كنت من اللاهثين وراء كسب استحسان الغير لك فإنك ستحصل بالمقابل أو ستكون قادرا على أن: يتحمل الآخرون المسئولية عن الطريقة التي تشعر بها.

إذا كنت تحس بالضـــــآلة أو مكتئب.... إلخ لأن شخصاً ما لم يستلطفك، فإن ذلك الشخص وليس أنت يتحكم في الطريقة التي تشعر بها.
إذا جعلت الناس مسئولين عن الطريقة التي تشعر بها وامتنعوا عن إعطائك الاستحسان الذي تريد فإن أي تغيير في سلوكك يصبح مستحيلا ؛ حيث أن ما تشعر به الآن حدث كنتيجة لخطأ ارتكبه الغير، وباستطاعتهم عدم السماح لك بالتغير، لذلك فالحاجة إلى كسب استحسان الغير تحول بينك وبين التغير للأحسن.

طالما أن الآخرين هم المسئولون عن تغييرك فلا داعي للمغامرة ومحاولة التصرف بطرق أخرى. في الحقيقة سوف تكون عاجزا عن ممارسة أي شيء جديد إذا لم تتخلص من اللهث وراء دعم الغير لك!

مع مرور الوقت تزداد الصورة -التي ترى بها نفســـك- سوءاً، وبالتالي قد تبدأ في احتقار نفسك!
سوف تدعم الفكرة التي مفادها أن على الآخرين أن يعتنوا بك، وهذا قد يؤدي بك إلى التصرف بتصرفات طفلية لكي يدللك ويحميك الآخرون، وفي المقابل يستغلك الآخرون.
تلوم الغير على شعورك، وبالتالي تكون قادرا على تعليل عدم قيامك بما يترتب عليك مـــن مسئوليات.
تخدع نفسك بأنك محبوب من قبل هؤلاء الذين تعتقد أنهم أهم منك، لكن هذا الشعور بالراحة ممزوج بالإحساس بالسخط على نفسك.
ما دام الآخرون أهم منك فإن المظاهر الخارجية أكثر أهمية مما تحس به أنت شخصيا.
تخدع نفسك بملاحظة الناس لك، وهذا يعطيك شيئا تتباهى به على أصدقائك المصابين بنفـــس المشكلة.
قيامك بتلك التصرفات تربح رضاء أولئك الذين يشجعون حاجتك لنيل استحسان وموافقة الغير، إما للسخرية منك أو لاستغلالك.

هذه المردودات النفسية التي يحصل عليها طالب استحسان الغير مشابهة للتي يحصل عليها من يكره نفسه0في الحقيقة تفادي المسئولية وتفادي التغيير للأحسن أو عدم محاولة أشياء جديدة تعتبر الركائز الأساسية للتفكير الذي يقضي على الذات الإنسانية، ولكن بالنسبة لبعض الناس من الأسهل والمألوف والأكثر أمنا أن يتصرف الشخص تصرفات عصابية (مثل القلق والوسواس والوهم المرضي) والحاجة لموافقة الغير واستحسانهم لا تُستثنى من ذلك.