موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
كن منطقياً
يقول الأطباء إن الغضب أمر سيئ لصحة الإنسان في أي عمر كان، بينما الاعتياد أو ما ألفه الناس أن الشخص الذي يُخرج غضبه يرتاح ويفضفض ويهدأ بعدها، وأن إخراجه لغضبه أشبه بكرة الثلج عندما تتدحرج، وهو بعد أن ينتهي من وصلة الغضب العارم الذي يتلبسه، والصراخ يكون قد أفرغ دواخله، عكس ذلك الشخص الذي يخبئ في داخله كل ما يتعرض له من مضايقات ومواقف تدفع إلى التوتر والغضب وربما يعاني من هذا الصمت واحتواء همومه دون الإفصاح عنها..
هذا الاعتقاد الشائع الذي يتقبله الناس من بعضهم غير صحيح، كونهم يشجعون الغاضب على غضبه "والتنفيس عن نفسه".
من خلال صراخه أو الشتم أو تكسير ما تطاله يده أو ضرب أحدهم، والكارثة أن ذلك السلوك قد يتحول إلى نظام حياة لذلك الشخص يساعده عليه ويدفعه اليه من حوله باستسلامهم له.
ففي المنزل قد يكون الأب من ذلك النوع الغاضب الذي يضرب أطفاله عندما يثور وقد يمر بزوجته ويصرخ ويسب بأبشع الألفاظ، في موجة غضب سريعة ثم يدخل للنوم أو يغادر خارجا بعد أن يصقع الباب خلفه، تاركاً كل من في المنزل في حالة انهيار، ليعود بعدها وكأن شيئا لم يكن.. نسي ما قام به بمجرد خروجه وانتهى ما فعله بالنسبة له لأنه أخرج ما في داخله ولم يتنبه أو تعنيه أحاسيس من أوجعهم وأضر بهم في المنزل، وكيف أن ما فعله له تأثير سلبي عليهم مستقبلا وكارثي، خاصة وهم يرون أمهم تُهان أمامهم!
بعض الزوجات لا يجرؤن على المناقشة فيما كان عندما يعود هادئا ناسيا ما مضى، خوفا من غضبه مرة أخرى.
والبعض يسعد لأن الموجة عدت وأن الامور هادئة فلماذا تثيرها، وهذا في النهاية طبعه ولا يمكن تعديله وهي تكيفت معه، يثور ويهدأ.
قد تناقشه أحيانا وتشرح له الأذى الذي تسبب به وتجده يعتذر أو يصمت أو يصر أن هذا طبعه وعليهم احتماله.
وقد يقول لها كغيره ممن اعتادوا الغضب أنه يشعر بالموت إن لم يثر لو استفزه أحدهم أو عاندته الحياة.
مثل هؤلاء من الغاضبين لا يتوقفون لتفسير الغضب أو شرحه او معرفة تداعياته إن لم يكن اليوم فغدا.
يعرّف الغضب بأنه الجنون وهو عندما يهب عليك يطفئ كل لحظة من الممكن أن تتعقل فيها، وهو كما يقال أوله جنون وآخره ندم.
ذلك أن الغاضب قد يرتكب أبشع ما يمكن تخيله من إيذاء لمشاعر الآخرين، وإهانتهم، وجرح كرامتهم، وكما يقول احد الحكماء. (الغضب كالنار يأتي على كل شيء).
وعادة من يتفجرون غضبا يرفضون أي صوت هادئ، أو بارد يصب على النار المشتعلة لديهم، ويعتقدون أنهم لابد أن يأخذوا حقوقهم كاملة ممن أغضبهم، أو ممن تواجد أمامه لحظة هذا الدمار الشامل الذي لا يمكن السيطرة عليه..!
ومع ذلك لمن يقرأ الصورة بعيدا عن الغاضب الذي يرى الأفق مسدود، من الممكن السيطرة على الغضب، بطرق عديدة..!
الجمعية الأمريكية للطب النفسي قدمت نصائح للسيطرة على الغضب..
1- استخدام وسائل الاسترخاء للعضلات والتركيز على التنفس والتأمل الواعي، للسيطرة على التوتر والغضب أيضا..!
2- تغيير طريقة التفكير بعدم المبالغة في تقدير الأمور أو استخدام عبارات سيئة، واستبدالها بأفكار أكثر عقلانية..!
3- لا تستخدم الأوامر واستخدم"أود" أن أفعل، أيضا حاول أن تجرب شيئا جديدا إن كنت سريع الغضب..!
4- كن منطقيا حتى إذا كانت مشاعر الغضب لديك مبررة، واستخدم المنطق الهادئ مع نفسك، لترى الأمور من منظور معتدل!
5- أخيرا اضحك، قد يساعدك المزاح في التغلب على ثورة غضبك بطرق مختلفة..!
ولكي تملك نفسك عند الغضب تذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)..!!
المفضلات