مرض الفصام هو أحد الأمراض النفسية ويظهر هذا المرض في صورة أعراض مرضية، سواء ظاهرة أو خفية وهذه الأعراض تؤثر علي سلوكيات المريض.

إن التكوين النفسي للفرد يشتمل في أحد جوانبه علي الوجدان وفيها يعبر عن مشاعره وأحاسيسه، وفي الجانب الآخر عن التفكيرهو طريقة تكوين الفكرة والتخطيط السليم والوصول الي حل يتماشي مع الواقع، ومن خلال التفاعل مابين التفكير والوجدان يظهر السلوك البشري وهو تغيير عن مستوي التفكير والعاطفة المصاحبة له.


الفصام هو مرض يتسم في الدرجة الأولي باضطراب في التفكيروهو بذلك ينعكس في صورة اضطراب في السلوك ويصبح السلوك غير سوي وكذلك يؤثر علي العاطفة فتصبح منحسرة أو يصبح الفرض غير قادر علي الشعور السوي وتنقسم الأعراض الفصامية الي أعراض ظاهرة وأعراض خفية.


وهناك عوامل كثيرة تؤثر في حدوث مرض الفصام ومنها:
1 - العوامل الوراثية.
2 - العوامل البيلوجية( العضوية).
3 - طبيعة الشخصية وعوامل نفسية اخري.
4 - العوامل الاجتماعية.
5 - العوامل الأسرية
6 - طبيعة البيئة المحيطة بالفرد.

المشاعر والأحاسيس وكيفية الحصول علي المساندة الطبية للتغلب عليها والتحكم فيها:
تختلف الأشياء تبعا لأهميتها بالنسبة للفرد وطبقا لتفهمها ومعناها وظروفها ففي بعض الأحيان تشعر بتغيرات في سلوكياتك اليومية مثل صعوبة في التركيز في العمل أو شعور بالقلق والاضطراب في العلاقات الشخصية مع الأفراد وكذلك سهولة الشعور بالاجهاد والتعب عند ممارسة مهام الحياة العادية وقد يشعر الفرد بتغيرات في الادراك مثل سماع أصوات أو رؤية خيالات تعطيه الشعور بالخوف والقلق وتؤثر عليه أو يفكر بطريقة غير سوية تثير حفيظته وتشعره بالخوف.

طرق فهم مشاعرك:
تؤثر بعض الأمراض مثل الفصام والفصام الوجداني وغيرهما من الامراض في قدرة المخ علي استقبال وتفسير بعض الأحاسيس والمشاعر وعلي سبيل المثال قد تري أو تسمع أو تشم أو تتذوق أشياء غير منطقية أو غير واقعية مما يؤدي الي صعوبة استيعابها او فهمها وأحيانا تبدو هذه الأصوات أكثر إزعاجا مما يؤثر علي تركيزك في المحادثة أو في فهمها بدور في الحديث مع الآخرين. وكذلك تبدو الألوان أكثر بريقا ولمعانا أو ربما تري ظلالها مما يؤدي الي شعورك بكثرة تزاحم المعلومات في عقلك بصورة تجعلك مضطرب. وقد يفسر الأطباء ذلك بوجود أمراض نفسية مثل الفصام والأمراض الذهنية الأخري.

يعمل المخ من خلال اشارات كهربائية تتحول الي نبضات كيميائية من خلال تغيرات سيكلوجية منتظمة. وعند الاصابة بمرض الفصام يحدث خلل في هذه الاشارات والنبضات داخل المخ مما يؤدي الي ظهور خلل في الرسائل التي تصل الي المخ مما يؤدي الي التفكك النفسي وعدم القدرة علي التركيز والشعور بالاحباط النفسي والارتباك والتوتر وبالتالي ظهور الاحساس بالاجهاد من أقل مجهود.وهذه بداية الأعراض الفصامية والتي ينبغي بداية العلاج عند ظهورها.

ومن الملاحظ أنه كلما بدأ العلاج مبكرا كلما كانت النتيجة أفضل في السيطرة علي الأعراض الفصامية وتحسن الحالة المرضية في أقصر فترة زمنية ممكنة. ويعد انتظام المريض في تناول العلاج من أهم العوامل التي تؤثر في استمرار استقراره النفسي وعدم ظهور أعراض جديدة أو حدوث انتكاس مرضي يؤدي الي صعوبة العلاج.

كيفية التعرف علي الأعراض المرضية:
تنقسم الأعراض المرضية الي أعراض ظاهرة وأعراض خفية وأعراض معرفية(مزاجية ):

(1) الأعراض الظاهرة:

أ – الأفكار الخاطئة
وهي ظهور أفكار شاذة تسيطر علي سلوك المريض وتؤدي الي أن يتصرف بطريقة غير سوية، ومثال لهذه الأفكارهي أن يقتنع المريض بأن هناك أشخاصا أو شخص ما يريد أن يؤذيه أو يسيطر عليه وهذه الأفكار غير حقيقية ولا تتماشي مع الواقع أو المستوي الفكري أو الاجتماعي للمريض

ب – الهلاوس
هي اضطراب في الاستقبال بالحواس. وعلي سبيل المثال يسمع المريض أصوات أو يري أشياء غير حقيقية ولا توجد في أرض الواقع ولا يشاركه أي فرد آخر في هذه الاحاسيس وهذه الهلاوس قد تكون سمعية أبصرية أو غير ذلك.

(2) الأعراض الخفية

ظهور الأعراض السلبية يؤثر بشكل واضح في قدرة المريض علي ممارسة نشاطاته أو عمل علاقات اجتماعية مع الآخرين ومن هذه الأعراض:
1 - الشعور بعدم الرغبة في الحديث أو التواجد مع الآخرين.
2 - عدم الرغبة في القيام بأي عمل.
3 - الرغبة في الانعزال والابتعاد عن المشاركة مع المحيطين به( الانطواء)
4 - قلة الكلام.
5 - عدم الشغف بمباهج الحياة( القدرة علي الاستمتاع ) .
6 - قلة التركيز.


(3) الاعراض المعرفية( المزاجية)

تطلق الأعراض المعرفية علي المشاكل المتعلقة بالتعليم والتركيز مثل:
1 – صعوبة التركيز عند القيام بقراءة كتاب أو مشاهدة التليفزيون.
2 – صعوبة اكتساب معلومات جديدة مثل الحصول علي ارشادات خاصة بالوصول الي مكان جديد.
3 – التفكير المشوش ووجود صعوبة في التحدث الي الآخرين والتركيز فيما يقوله الآخرين.
4 – عدم القدرة علي ترتيب أفكارك والتعبير عن مشاعرك.

العلاج كعنصر يساعد الكثير من المرضي علي تحسين الأعراض الظاهرة والخفية والمزاجية المصاحبة. وأول الخطوات التي تساعد علي تخفيف الأعراض هو قدرتك علي التعرف علي تلك الأعراض وفهمها.

لماذا تعاني من هذه الاعراض؟
الفصام والاضطراب الفصامي الوجداني والاضطرابات المتصلة بهم تماثل بعض الأمراض الأخري مثل السكر وارتفاع ضغط الدم، ولا يعرف حاليا السبب الحقيقي لظهور هذه الأمراض في بعض الأفراد دون الآخرين حيث اته لا يوجد سبب واحد فقط ولكن هناك أسباب متعددة ومنها الوراثة والضغوط الاجتماعية والنفسية وظهور المشاكل الأسرية وغيرها، ومن المعروف أن هذه الأمراض تظهر في مرحلة البلوغ علي الأكثر.

يعتقد بعض الناس أنهم يعانون من هذه الأمراض نظرا لتعرضهم لبعض الأشياء في طفولتهم، غير أن هذا ليس هو السبب، اذن هذه الأمراض جزء من مرض مثل الفصام أو الفصام الوجداني أو الاضرابات الأخري الرتبطة بهم وتظهر هذه الأعراض المرضية عند حدوث اضطراب في كيمياء المخ، وللقضاء علي هذه الأعراض يجب اعادة التوازن الكيميائي داخل المخ وهذا هو الدور الذي يقوم به العلاج لهذا تلاحظ ان التوقف عن تناول العلاج يؤدي الي ظهور هذه الأعراض ان عاجلا أو آجلا ولذا فانه من الضروري الاستمرار في تناول العلاج يوميا الي أن تستقر حالتك النفسية وتنتهي الاعراض المرضية ويجب الانتظام في تناول العلاج لفترة مناسبة تبعا لاستشارة الطبيب.

خطورة انتكاس المرض:
يشعر المريض بالتحسن عند تناول العلاج لعدة أسابيع بالرغم من ذلك فان فرصة حدوث الانتكاس( أي ظهور الأعراض مرة أخري) محتملة اذا اهمل المريض الانتظام في تناول العلاج. وقد يؤدي الانتكاس الي دخول المستشفي للعلاج. هناك عدة طرق لمنع حدوث الانتكاس وتجنب دخول المستشفي وهي كالآتي:

0 كن علي دراية بالأعراض التي تصيبك.
0 اذا ساءت هذه الأعراض أو ظهرت أخري جديدة اتصل بالطبيب لاخباره ليتمكن من مساعدتك في تفادي حدوث انتكاس أو عودة الأعراض القديمة مرة أخري.
0 تناول العلاج يوميا ، اذ أن عدم المواظبة أو التوقف عن تناول العقار يؤدي الي حدوث تغيير في الاتزان الكيميائي للمخ مرة أخري وقد يتسبب في عودة الاعراض.
0احرص علي الابتعاد عن المشروبات الروحية والمخدرات لأنها تؤدي الي حدوث انتكاس لما تسببه من خلل في اتزان المخ الكيميائي وتعارض مع العلاج.

متابعة الأعراض ومراقبتها:
تحسن الحالة المرضية يؤدي الي اختفاء الكثير من الأعراض ولكن يستمر بعض هذه الاعراض البسيطة التي لا تختفي تماما. لذا عليك مناقشة هذه الاعراض التي تثير قلقك مع الطبيب.

الأعراض النذيرية المبكرة:
عند متابعة الحالة المرضية قد تكتشف ظهور بعض الأعراض الجديدة أو ازدياد حدة بعض الأعراض القديمة أو تدهور الأعراض الحالية.