التعامل مع التحديات
كلنا نحب التحديات. و لكننا نحبها عندما نشعر بقدرتنا على الاضطلاع بهذا التحدي. وتحدث المشكلة الكبرى عندما تشعر بأنك غير مجهز بالمهارات المناسبة للاضطلاع بهذا التحدي.
ولدى "ميهالي تشكيسزينتميهالي"، مجرى المولد، نظرية بهذا الخصوص مفادها: "ثمة أمران رئيسيان- التحدي والمهارة- إن تمكنت من تحقيقهما بمستويات عالية، فستصل إلى مرحلة العمل بـ "تلقائية"، وهو يصف التلقائية على أنها: "أن تكون مستغرقاً تماماً في نشاط من الأنشطة حباً في هذا النشاط فحسب". وهنا يخبو تأثير الأنا، والوقت يمضي بك دون أن تشعر به. فكل حدث أو حركة أو فكرة تنبع بالتأكيد من أخرى سابقة لها... وبذلك يستغرق كيانك كله في النشاط الذي تقوم به، وتستغل مهاراتك إلى ذروتها".

هل ينطبق عليك هذا العمل؟
التحديات
و النظرية ببساطة هي، إن كانت نزعتك للتحديات بسيطة وكنت تمتلك قدراً بسيطاً من المهارات للتعامل مع تحدياتك، فستسيطر عليك اللامبالاة. أما إن كنت مقبلاً على التحديات وتمتلك مهارات بسيطة، فسيغلب عليك القلق )هل تتذكر أول درس تلقيته في القيادة؟(، وأما إن لم تكن مقبلاً على التحديات وتتمتع بمهارات كبيرة، فمن الواضح أن مصيرك سيئول إلى السأم. أما التركيبة السحرية هي أن تكون مقبلاً على التحديات وتتمتع بقدر كبير من المهارات- وتلك هي التلقائية!

التلقائية في الرياضة
يمكن ملاحظة التلقائية في الرياضة. يتحدث لاعبو التنس عن الكيفية التي تبدو بها المباراة لهم، فهي تظهر لهم بالتصوير البطيء، ويتحدث لاعبو ألعاب القوى عن مسابقاتهم ويصفونها بقولهم "الوصول إلى الحالة المناسبة". هل يمكن قول الشيء نفسه على العمل؟
أعتقد ذلك، هل مرَّ عليك وقت من قبل كنت تعمل في مشروع أو كان مطلوبً منك أن تنجز مهمة خاصة؟ لا تشعر بمرور الساعات لأنك تستمتع بما تقوم به وتستغرق فيه تماماً. هل تتذكر إحساسك القوي بأنك كنت تقوم بعمل شيء مهم؟ إنك حينها كنت في حالة من التلقائية.

هل تحب أن تمر بهذه التجربة مرة أخرى؟
إليك بعض المقومات المهمة التي تساعدك على الوصول إلى حالة التلقائية:


  1. ليكن لديك هدف محدد بوضوح، فمن المستحيل تقريباً أن تصل إلى مرحلة التلقائية إذا كنت تعرف تبعات ما تقوم به، فعندما يصل لاعب التنس إلى مرحلة التلقائية، فهذا يرجع إلى معرفته بأنه عليه أن يربح مباراته.
  2. هيئ البيئة من حولك للتلقائية، فبدون وجود الموارد المناسبة وبدون عمل جاد محدد بمواعيد، ستنتقل إلى حالة من الإحباط وليس التلقائية.
  3. احصل على الدعم من "مساند لك". وهو قد يكون مديرك بالعمل أو زميلاً لك بالعمل أو عميلاً أو طرفاً آخر يعتمد على النتائج التي ستتوصل إليها. وإن لم تتلق المساعدة من هؤلاء الأفراد، فينبغي أن تكون سباقًا وتطلب منهم أن يقدموا لك توجيهات واضحة وأن يتيحوا لك الوقت كي تناقش معهم مشروعك.



كما أنه هناك فوائد أخرى للتلقائية، فيقول "جيم كليفتون"، المدير التنفيذي بمؤسسة جالوب: "المتمتعون بالتلقائية لا يفوتون يوماً أبداً. ولا يمرضون أبداً. ولا يرتكبون مخالفات بسياراتهم؛ فهم يعيشون من أجل العمل على نحو أفضل فحسب".

البحث عن تحدٍ أكبر
من الأسباب الرئيسية التي تجعلك لا تشعر بأنك مقبل على التحديات هو أن رئيسك بالعمل يظن أنك تعمل قدر طاقتك، وأنا لا أعرف من أين له بهذه الفكرة، ولكنه سيستمر في التفكير فيك على النحو نفسه حتى تغير من تفكيره فيك، فإن كنت ترغب في تحدٍ أكبر، لا تنتظر أن يقدم لك مديرك الحالي هذا التحدي- ابحث بنفسك!

كلمة إلى أصحاب الأعمال
هل تتذكر عندما أنشأت شركتك في البداية، كنت مفعماً بالحيوية ومستعداً لأي شيء، ولكنك ما إن "وصلت إلى بغيتك" وشعرت بأنك في مكان مريح وأنك يمكن أن تسترخي وتحصل على قسط من الراحة، فقد تحول عملك إلى أمر رتيب روتيني.
وإليك سؤالاً أود أن أطرحه عليك. إن كنت قد أحرزت درجة منخفضة في فصل التحدي وتمتلك عملاً تديره، فما الذي ستحتاج إليه كي تضاعف من حجم مؤسستك في الأثنى عشر شهراً المقبلة؟ هل تشعر بأن أمامك تحدياً الآن؟
نمو العمل = التحدي، فالمكوث في مكانك بلا حراك يعني أنك تتراجع للخلف، وستفقد اهتمامك بالعمل وسيصاب العاملون معك بالسأم وستعرض عملك دون ن تقصد للخطر. هيَّا امض نحو النمو واستشعر التلقائية!


نصيحة رائعة
"من فضلك. سيدي، هل لي بالمزيد؟".
عندما طلب "أوليفر تويست" المزيد من الطعام كان جزاؤه الضرب المبرح، أما أنت فعندما تطلب المزيد (تحدٍ أكبر)، فستكون بطلاً. فكر فيما يلي: إن كنت أنت المدير وجاءك عضو من فريقك يطلب منك أن تمنحه تحدياً أكبر فكيف سيكون شعورك حينها؟


"لن نتعرف على أفضل ما فينا إلا من خلال البحث عن التحديات".
"روبرت ريجيز"

"الحلم هو الذي يجعلك تواصل الحياة؛ أما التغلب على التحديات فهو الذي يجعل الحياة تستحق أن تعاش".
"ماري تايلر مور