ما العلاقة بين مشاهدة الأخبار والنجاح؟


ما العلاقة بين مشاهدة الأخبار والنجاح؟ لا توجد علاقة!
إن مشاهدة نشرات الأخبار تمثل هدراً كبيراً لوقتك؛ فهي عبارة عن فترة تتراوح من ثلاثين إلى ستين دقيقة من المعلومات غير المفيدة المقدمة بصورة سلبية تماماً.
"الأخبار السلبية هي التي تثير شهية المشاهدين"؛ هذه هي فلسفة المحطات الإخبارية عند تقديمها للمعلومات. كيف يؤثر ذلك في نجاحك؟ الإجابة هي: بأسوأ صورة ممكنة.
لا أحد ممن يشاهدون الأخبار يهتم بأن أرقام مبيعاتك ارتفعت، أو بأن "فرانك" حصل على ترقية، أو أن "بيلي" حصل على تقييم ممتاز في تقرير الأداء الخاص به. الأخبار الجيدة ليس لها سوق، لذا لا يتم نشرها. بدلاً من ذلك فأنت تحصل على معلومات محرفة سلبية عن نسبة من البشر لا تتعدى اثنين أو ثلاثة بالمائة، والتي تؤثر في من يشاهدها بأسوأ صور ممكنة.

لاحظ جيداً: إنني لا أدعوك إلى عدم مشاهدة (أو قراءة) الأخبار المتعلقة بعملك. بل على عكس، ينبغي الاطلاع على المعلومات التي قد يكون لها تأثير في مجال عملك، أو عملائك، بصورة وافية.
ما علاقة مشاهدة الأخبار بمجال الخدمات؟ لا توجد أدنى علاقة؛ فالخدمات معنية بالحلول، أما النشرات الإخبارية فمعنية بالمشكلات.

إذا شاهدت ساعة كاملة يوميّاً من المشكلات على مدار عام، فسوف يصير تركيزك موجهاً إلى المشكلات. بعد ذلك تأخذ هراء الأخبار هذا معك إلى العمل، وتبدأ في التأثير سلباً على من حولك بهذه الأخبار. هل سمعتم بما حدث في نشرة الأخبار...؟" (هراء!) إن مرض مشاهدة نشرات الأخبار معدٍ، وأنت تصاب به حين تشاهدها، ثم تعدي الآخرين بإخبارهم عنها.
في رأيك هل تزيد النشرات الإخبارية من مهاراتك الخدمية أم تنتقص منها؟ ماذا عن مهاراتك العملية. ماذا عن مهاراتك الحياتية؟ ماذا عن مهاراتك في البيع؟
قد تقول: "مهلاً يا جيفري! إن نشرة الأخبار هي أكثر ما يعرض على التلفاز من حيث نسب المشاهدة". سأجيبك قائلاً: إنها تحظى بهذه النسب العالية من المشاهدة؛ لأن معظم الذين يشاهدونها هم أشخاص فاقدو الاتجاه والتركيز، او أشخاص تعساء يتطلعون إلى رؤية شيء أو شخص أكثر بؤساً وتعاسة منهم؛ لأن هذا يمنحهم شعوراً أفضل.

هل تحتاج إلى معرفة أحوال الطقس؟ أخرج رأسك من النافذة في الصباح. وستكون النتيجة أكثر دقة مما يخبرك به مذيع النشرة الجوية.
أتظن أن نشرات الأخبار بهذه الأهمية؟ أتشعر بضرورة متابعتها يوميًاً حتى تظل مطلعاُ على الأحداث؟ ماذا حدث إذن يوم الثلاثاء الماضي؟ ماذا حدث بالأمس؟ الهراء نفسه؛ فقط يوم مختلف.
أتظنون أن نشرة الأخبار تستحق وقتكم؟ كم منكم يستطيع النظر إلى نفسه في المرآة ويقول: "أنا ناجح اليوم. وأنا في المكانة التي عليها اليوم بفضل مشاهدتي الإخبارية"؟
أترى ما أعني؟ بالمناسبة، الكلام نفسه ينطبق على الحلقات التليفزيونية المعادة. لكن ليس مسلسل "ساينفيلد"، فهو ممتع بحق).

إليك جرس إنذار: (في حال ما لمٍ تكن مقتنعاً بعد). لنقل إنك كنت تشاهد الأخبار لمدة نصف ساعة يومياً على مدار العام الماضي. هذا يعني قضاء ما مجموعه 5،7 أيام، اليوم منها 24 ساعة كاملة، في مشاهدة المشكلات المعروضة بها. وعلى مدار 5 سنوات يعني هذا ما مجموعه 38 يوماً كاملة. ومن ناحية أسبوع عمل على مدار الخمس سنوات هذه، وهذا فقط إذا كنت تشاهد نشرة السادسة الممتدة لنصف ساعة لا أكثر. إذا كنت تتابع نشرة الحادية عشرة أيضاً، فضاعف هذا الرقم! هذا يعني ما مجموعه 46 أسبوع عمل كاملة.
تخيل ما كان ليحدث لو أنك قمت بتحويل هذه الطاقة إلى اتجاه إيجابي. تخيل ما كان بإمكانك فعله بكل هذا الوقت، وإنجازه في كل هذا الوقت إذا ما سخرته بصورة إيجابية تخدمك. يا ألهي! (بالمناسبة، لا أعتقد أنك تريد أن تعرف مقدار الوقت المهدر على مدار عشرين عاماً؛ فالرقم مفزع بحق). -