عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
الافكار اللاعقلانية .
نصادف بعض الاحيان اناسا منساقين بقناعات تتصف بالحده والتطرف واللا منطقيه حيث نسمع عبارات مثل ( لاخير يرجى من هذه الحياه ، فهي كلها مآسي ) و ( لايمكن الوثوق بأحد من الناس ) و ( كل مايكتب هراء ) الخ .
مثل هذه التعميمات لاتقتصر على تقويم الاشياء والمواقف والاخرين وانما تشمل سلوك الفرد نفسه حيث تتصف نظرته عن نفسه بتحقيرواضح لها .
فعبارات مثل ( انا لااصلح لشيء) و( حياتي سلسلة متصلة من الاخطاء) و( كنت مغفلا طوال حياتي ) ... الخ ، تدل بوضوح على انخفاض كبير في تقدير الذات .كما تسود الافكار اللاعقلانية مشاعر الفرد وعواطفه .
خاصة تلك المرتبطه بالقلق والمخاوف.فيطلق عبارات سلبية مثل ( تفكيري مشغول على الدوام بفكرة الموت ) و( لاتغيب عن بالي فكرة اني سوف اتعرض لحادث سيارة ) و( كل من حولي يثيرون خوفي ) و ( كل اصدقائي يسعون الى استغلالي ).
من هنا ساتناول هذا المقال الذي يحمل هذا العنوان
( الافكار اللاعقلانية ..معناها ومنشؤها وعلاجها)
معنى الافكار اللاعقلانية
ان الافكار اللاعقلانية هي تصورات لامنطقيه يحكم الفرد من خلالها على الاحداث في اغلب الظروف وتتمثل في :
السلبية :
فمثل هؤلاءالافراد يعتقدون ان تعاستهم تأتي من ظروف خارج ارادتهم فسوء الحظ هو سبب الفشل وليس بمقدورهم التغلب على هذه الظروف لانها اقوى منهم وان النجاح لايمكن ادراكه اذا لم يكن المرء محظوظا .
الانهزامية
هي نمط من الشخصية تتجنب صعوبات الحياة ومسؤولياتها بدل مواجهتها والانهزاميون يبحثون عن الراحه قبل كل شيء وآراؤهم تؤكد على عدم الوقوف بوجه القوي حتى وان كانوا مظلومين ...فالحياة قصيرة ويجب الا نقضيها بمواجهة الصعوبات وعلى الانسان ان يبقى في الخلف حتى لايكون بمواجهة الاخرين
الاتكالية
حيث يعتمد الاتكالي على الاخرين لانه يعتقد ان هذا يجعل امور الحياة مريحه وهو في مآسي الايام السابقه ويعتقد ان السلوك الحاضر يتحدد مسبقا ولايمكن تغييره وان الانسان محكوم بقدره.
ضيق الافق:
الاشخاص الذين يتصفون بضيق الافق يملكون حلولا جاهزة او قوالب للمشكلات التي تواجههم وهم يستلون واحده منها عند الحاجه فمثاليتهم متحجرة- ان صح التعبير – فهناك حل نموذجي لكل مشكلة وهم ان لم يصلوا الى مثل هذا الحل ، تحدث الكارثة من وجهة نظرهم . وهذا يشير بوضوح الى عدم الاتزان الانفعالي وضعف الجهاز النفسي لهؤلاء.
عدم التسامح
وهؤلاء يؤمنون بالعقاب الصارم وسيلة وحيدة لتصحيح الاخطاء وبالذات الحدود القصوى للعقوبة ولايستطيعون ان يغفروا لمن اساء اليهم حتى ان كان الخطـأ بسيطا ، ومن وجهة نظرهم لابد من نبذ المخطىء والتشهير به .
شدة الحساسية
ويلاحظ على هذا النوع من الاشخاص انهم منشغولون بشكل دائم بهمومهم حيث لاتفارقهم الافكار السوداوية عن المخاطر التي من المحتمل ان يقعوا فيها والفشل بما سوف يقومون به من اعمال اكثر من تفكيرهم بالنجاح وتستحوذ على خيالاتهم الفواجع التي من الممكن ان تحدث مثل موت الاحبة والتعرض للدهس والسرقة ....الخ
الاصرار على القبول التام
وهم يرون ان الاخرين يجب ان يحبوهم بشكل مطلق ويكونوا راضيين عنهم دائما بغض النظر عما يفعلونه ، وتتكرر عندهم عبارات مثل (( على اصدقائي قبول ارائي )) و(( على الاهل ان يؤمنوا ان ما افعله هو الصحيح )) و (( على الكل ان يقدم لي الاحترام ويشملني بالحب ))
اسباب ظهور الافكار اللاعقلانية :
ان الافكار اللاعقلانية تتكون لدى الافراد من خلا ل تفاعلهم مع بيئة معينة فالشخص يتعلم ويكتسب القيم والمعتقدات والاتجاهات من الناس الذين حوله خاصة الوالدين والاقران والمعلمين حيث يطلب الوالدان من الطفل ان يصل الى الكمال في ادائه والتفوق الدائم على اقرانه والنجاح المستمر حتى ولو كانت قابليته لاتسمح له بذلك.
مما يشعر الطفل الطفل بانه غير مناسب وغير قادر على تلبية توقعاتهم خاصة عندما يقارنونه على نحو سلبي مع نجاحات الاخرين فيترسخ لدى الاطفال شعور بانهم غير جديرين بالاعتبار.
ان اكثر الاوضاع سوءا في المعاملة عندما يكون الاب متسلطا مع ابنه وله متطلبات عاليه في آن واحد.
كما ان معاملة الوالدين التي تؤكد على الرعاية المبالغ فيها في التنشئه هي غير صحيحه لانها تجعل الاطفال لايتعلمون مع المشكلات بأنفسهم ولايشعرون بالاستقلالية ولايحترمون قراراتهم او احكامهم الخاصة
وغالبا ما يصبحون جبناء خائفين من الوقوع في الاخطاء ، غير قادرين على الدفاع عن انفسهم رغم ان بعضهم يبدون احيانا وكأنهم واثقون من ذواتهم على نحو مبالغ فيه .
وهناك طريقه اخرى يتعلم فيها الاطفال الضعف وعدم تقديرهم لذاتهم وذلك عندما يتربون في ظل اباء يشعرون بضعف اعتبارهم لذواتهم فيقدمون نماذج غالبا ما يقلدهم الاطفال فهم يعاملون اطفالهم بعدم الاحترام الذي يشعرون به نحو انفسهم ويشعر الاطفال ان عدم اعتبار الانسان لنفسه امر طبيعي ، وهم يقلدون تعليقات والديهم بأن الاخرين اكثر نجاحا . ا ن هذا الجو الذي يكبر فيه هؤلاء الاطفال لايتضمن مشاعر ايجابية نحو الذات .
فالاطفال الذين يبدون مختلفين اختلافا كبيرا عن الاخرين يشعرون بانخفاض في اعتبار الذات فهم يشعرون مثلا انهم قبيحون جدا او قصار او طوال القامه او اغبياء بطريقة ما ، بعد ذلك يطورون شعورا بالغضب والكراهية نحو انفسهم والاخرين لانهم يرون هذا الاختلاف ويشيرون اليه .
وتظهر الخبرات السلبية لديهم نتيجة سعيهم للحصول على تقبل الاخرين او نيل اعجابهم دونما نجاح .ان الافراد من هذا النوع يحاولون التعويض عن مشاعر النقص لديهم عن طريق وضع اهداف غير معقولة لاظهار تفوقهم الشخصي هم في النهاية اشخاص غير دقيقين في تقديرهم لذواتهم ، اضافة الى انهم دائمو التوتر يخشون الاحباطات وبالتالي فإن المعتقدات اللاعقلانية يمكن ان تنجم عن تدني تقدير الذات .
ان قمع التلقائية ومنع اكتساب الخبرة الجديدة والتسلطية من جانب الاب او الام واستخدام العقاب كوسيلة للتأديب وتجاهل حاجات الطفل او المراهق ، وتأكيدالاسرة المبالغ فيه على تعلم القواعد الخارجية والاصول الاجتماعية السائدة التي تفوق احيانا ادراك الطفل وتربيته على اظهار العداء والرفض للاخرين ، كل هذا يقود الى الاضطراب النفسي ، الذي تبدو معالمه واضحه من خلال اضطراب القدرة على التخمين والتقدير والقياس الدقيق وايضا عدم القدرة على الترتيب والتنظيم .فيقود ذلك الى معارف مشوهة ولوم للذات فينتهي الامر الى افكار سلبية متشائمة ولاعقلانية
الوقاية والعلاج
ان الافكار اللاعقلانية تترك اثارا عميقة على تنظيم شخصية الفرد وقدرته على التفاعل الاجتماعي وتضعف اتزانه الانفعالي وينتابه احساس بعدم الراحه والتهديد ، وشكوى من الوساوس يرافق ذلك قلق واحساس بالعزلة اضافة الى تصلب وانغلاق المعتقدات وجمودها .
الوقاية
اول ماينبغي ان يفعله الوالدان هو ايقاف اليات كراهية الذات في بداية ظهورها ويمكن تلمس مثل هذه الاليات من خلال العبارات الهازمة للذات ، التي تقلل من اعتبار الفرد واحترامه لنفسه وتظهر في الحديث السلبي مع الذات مثل ( لااحد يحبني ) و ( لم اجد من يساعدني في أي عمل اقوم به ) و( الكل يحتقرني ) و( اني غير قادر على القيام باي عمل ) و( سوف لن تتاح لي فرصة لاثبت قدراتي ) و( انا شخص لافائدة منه ) .
وابدال هذا النوع من الحديث بآخر ايجابي يدور حول عبارات مثل ( لايزال امامي الكثير لافعله بصورة صحيحة ) و( واهلي ضحوا بالكثير من اجلي ) و( ابي يحبني رغم قسوته ) و( انا على مايرام... الخ
ان تزويد الطفل والمراهق بالمهارات الاجتماعية جانب اخر مهم في الوقاية من تمكن الافكار اللاعقلانية منه .لانها تسهل عليه عملية التفاعل الاجتماعي وتوسع دائرة علاقاته الشخصية ولعل من هذه المهارات تعليم المراهق او الطفل كيفية السيطرة على النفس في مواقف الانفعال وتقبل الاحباطات والفشل وكيفية التعامل مع الكبار او مع الاشخاص العدوانيين دون ان يبدي ضعفا 000الخ .
كل ذلك يكسب الفرد احتراما وتقديرا لذاته ويخفض توتره ويقلل من تشويهات الادراك والافكار اللاعقلانية لديه.
ان ظهور مثل هذه السمات قد لاتصل بالفرد الى حد المرض النفسي كما في اعراض اخرى مثل المخاوف الشديدة او القلق ...الخ ولكن الزيادة تشكل اضطرابا نفسيا واضحاً
العلاج
وعلاج الحالات المتطرفة من التفكير اللاعقلاني يتم من خلال المرشد النفسي الذي يقوم بوضع مخطط لنشاط مثل هؤلاء الافراد تكون او ل خطوة منه الطلب منهم بإعداد قائمة بالجوانب الايجابية التي يتمتعون بها اضافة الى اشراكهم بأنشطة مرغوبة ومفرحه تناسب قدراتهم يحققون فيها نجاحات معقولة ،كإشراكهم بالنوادي والمساهمة في السباقات الرياضية والاجتماعية وتحميلهم مسؤوليات مليئة بالتحديات واشراكهم بانشطة الاسرة ....الخ .
ثانيا ان الاشتراك في الاعمال الانسانية ذو قيمة كبيرة في علاج مثل هذه الحالات والاسرة تستطيع ان تسهم مساهمة كبيرة في هذا المجال عندما تخصص يوما في الاسبوع لمساعدة شخص يحتاج المساعده كزيارة المرضى في المستشفيات وتقديم الهدايا لهم او التسوق لشخص كفيف او معاق ...الخ.
ان تعليم من نرعاهم ان يفكروا بمنطقية باستخدام المحاكاة والاستقراء والاستنتاج او كيف يصبح الانسان موضوعيا في احكامه اكثر اهمية من تعليمهم المعلومات المجردة .فاذا كذبت مرة لسبب ما ليس معنى ذلك انك كذاب .واذا خفت من شخص عدواني وهربت منه ليس معنى ذلك انك جبان واذا صرخ المعلم بوجهك مرة ليس معنى ذلك انك سيء
المفضلات