موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
شعاع ضار غير مرئي .. صيانة النعمة تقييك من عين الحسود ..؟؟
هل حدث لكِ موقف أضرك أو مرض أصابك بسبب عين الحسود، وتبدل حالك من حال إلى حال ، وكأن السحر أصابك ؟ هل تتجنبين بعض الصديقات أو الجارات المتطفلة اتقاءنا لشر ذلك الشعاع المنطلق من عيونهن ؟
لاشك إننا نصادف الشخصية الحسودة في العمل أو في الشارع أو محيط العائلة والأصدقاء ، هؤلاء الأشخاص الذين يتمنون زوال النعمة من بين يديك بقلب ملئ بالغل والكره والحسد .
ويعرف الحسد بأنه الذي يتمنى صاحبه زوال النعمة عن المحسود. أما العين أو النظرة فهي إصابة الأشياء، وخاصة جسد الإنسان - بعين الحاسد أو نظره، وهذا المفهوم شاع بين الناس باسم الحسد أيضاً، إذ يغلب على صاحب القدرة على الإصابة بالعين أن يكون حاسداً ، ولفظ "العين" يقصد به ذلك الأثر الذي يسبب للمنظور إليه الضرر.
خللاً عصبياً :
كيفية حدوث الضرر تناولته أحد الدراسات اليابانية التي أشارت إلى أن الحسد موجة من الطاقة تطلقها عين الحاسد فتصيب المحسود بخلل في جهازه العصبي .
أجرى هذه الدراسة العالم الياباني الدكتور "هيروشيمن موتوياما" خلال أبحاثه وتجاربه العلمية حول وظائف الأعضاء ووجد أن بعضاً من الأشخاص قادرون على التحكم في بعض الوظائف اللاإرادية للجهاز العصبي.
ولاحظ العالم ما يمكن أن ينتاب الشخص العادي من تأثير التركيز العقلي الموجه له من الحاسد فوجد انه يسبب خللاً في مقاييس تدفق الدم وسرعة التنفس ومنها استطاع العالم تصميم أجهزة دقيقة لقياس الطاقة أثبتت أن انبعاث طاقة من جسد الشخص الحاسد نحو المحسود تؤثر فيه فتؤدي إلى ألم أو مرض أو ضعف أو فساد.
النساء أكثر :
وأكد علماء النفس بألمانيا في بحث اجتماعي ، إن الحسد أصبح مشكلة متزايدة في مجتمع العصر الحديث، والذي يمكن أن تشعر به إذا ما امتدح رئيسك في العمل أحد زملائك، أو حين ينجح أحد الأصدقاء أو الجيران في إنقاص وزنه بصورة ملحوظة فالسعادة التي يتمتع بها الآخرون دائما ما تكون صعبة التحمل للآخرين.
وأشارت الباحثة الألمانية التي أعدت الدراسة "أنتيا شروب" إن النساء أكثر قابلية للشعور بالحسد لأنهن عادة لا يتمتعن بحقوقهن كاملة، والطريف أن هذا الحسد لا يوجه إلى الرجال لأنهم أكثر تمتعا بالحقوق ولكنه غالبا ما يتجه نحو نساء أخريات يمتلكن أكثر ولكنهن لا يمتعن بحقوقهن رغم ذلك.
وأضافت أن النساء لديهن مشكلة مزدوجة لأنهن لا يواجهن مشكلة إحساسهن بالحسد، بينما يفخر الرجال فقط بما حققوه ، وإذا شعرت المرأة بالحسد فهي عادة لا تظهر ذلك أبدا، فهي غالبا ما تلجأ إلى أصدقائها لتجد راحتها في النميمة بشأن ما يقلقها ويثير حسدها ، وأوضحت أنتيا انها تقابل نساء يشعرن بالحسد ويظهرن حسدهن بشكل غير مباشر.
شعاع يشبه الليزر :
أما الحسد في الثقافة العربية فيرتبط دائماً بمنظور الديني حيث ذكر في القرآن ، والأحاديث ، كما أنه يعد معصية مرتبطة بأمراض القلوب ، والبعض الآخر يراه بمنظور الخرافة والمفاهيم الغيبية فيرتدي الخرزة الزرقاء وغيرها من المظاهر التي يعتقد البعض أنها تقي من الحسد.
وقال الشيخ الشعرواي رحمه الله ، لا أحد يستطيع إنكار الحسد ، يقول الله تعالي "ومن شر حاسد إذا حسد" ، وقال محمد صلى الله عليه وسلم "لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وأناء النهار ، ورجل علمه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار "
ومن الناحية العلمية شبه الشيخ الشعراوي رحمه الله الحسد بشعاع الليزر الذي يخترق بالإشعاع والطاقة ولا يتسبب فى نزيف الدماء ، وإن رأت العين شئ تكرهه تصوب شعاعها إليه ، وكل واحد منا ليديه هذه الطاقة ، ولكن مع اختلاف البشر ، لأن البعض يحرسها بالايمان ، ولا يحسد إنسان آخر على نعمة منها الله له ، ولذلك يقول الله تعالي " ومن شر حاسد إذا حسد" – وهنا "إذا" تحدد إذا ما حدث.
وأكد الشيخ الشعراوي أن خير ما يحفظ شر العين هي آيات سورة "الفلق" - ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)
وهناك اتقاء آخر ، وتحصين للنعم من شر عين الحسود ، وهي أن أي نعمة أنعم الله بها عليك حين تراها لا تنسب الفضل إلى نفسك ، وقل ما شاء الله ولا قوة إلا بالله ، فأي نعمة تذكر عليها ذلك لا تري عليها عطبه ، وشبه الشعراوي الأمر بأن هذا الذكر العظيم ككتالوج الصيانة للنعمة التي انعم الله بها عليك.
يأكل الحسنات :
وأكد الشيخ الدكتور محمد العريفي أن الحسد يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب ، لأنه يؤدي إلى المعاصي كالغيبة ، لأنه إذا مدح الشخص المحسود في مجلس يقوم الحاسد بسرد الملحوظات السلبية عنه ، لأن الحاسد لا يفرح بمدح الآخرين أمامه ، وكلما مُدح بدأ الآخر يبدأ الحاسد في ذمه ، وبالتالي يأخذ المحسود من حسنات الحاسد .
وأوضح خلال أحد محاضراته أن الحسد يجر الشخص إلى الافتراء والكذب ، فإذا حسدت شخص بدأت تقول فيه كذا وكذا وربما كذبت عليه بأمر غير صحيح ، إضافة إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل رسول الله من أهل الجنة ، قَالَ : " كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ " , قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ , فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ , قَالَ : " هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ , لَا إِثْمَ فِيهِ , وَلَا بَغْيَ , وَلَا غِلَّ , وَلَا حَسَدَ على أحد من المسلمين.
والله سبحانه وتعالى عندما وصف المسلمين قال ( يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ . إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) لابد أن يكون القلب سليم من الشرك والحسد والغل والحقد على أحد من أخوانه المسلمين.
المفضلات