مع العودة الى المدارس، هواجس كثيرة تقفز أمام الأهل والأبناء وتجعلهم قلقين من الفترة الدراسية المقبلة ولأشهر عدة الى حين انتهاء العام الدراسي. ولكل طالب قصته الخاصة التي تجعله وأهله يقلقون في نواح معينة، لكنّ ثمّة أموراً قد يفيد الإطلاع عليها من التخفيف من الضغوط وتخطي السنة الدراسية بسلام.






أجهزة لوحيّة بدل المحفظة المدرسيّة :




في عصر التكنولوجيا والتطور التقني، باتت الأجهزة اللوحية التفاعلية بديلاً أو شبه بديل من المحفظة المدرسية التي تحتوي على كمية هائلة من الكتب تجعل الطفل ينوء تحت حملها. وقد بات عدد كبير من المدارس الخاصة و الرسميةأيضاً، يتجه الى استخدام الأجهزة التفاعلية في التدريس للقفز بالطلاب نحو العصر الرقمي في التعلم. وقد ظهرت فوائد جمّة انعكست إيجاباً على جو التعليم داخل الصف من خلال التعليم التفاعلي، إذ فتحت نافذة أمل جديدة تحوّل فيها المتعلمون والمعلمون مجموعة متفاعلة وناشطة حيال المشاركة في البحث والإنجاز. وتتيح هذه التجربة للطلاب إمكانات العمل في البيت والتواصل مع المعلم ومع الطلاب الآخرين عبر هذه الأجهزة واستخدام الشبكة بطريقة سليمة ومنتجة، جعلت عملية التعلم ممتعة وسلسة ومتجددة، يسهم المعلم والمتعلّم على السواء في تغذيتها وتقويمها وتوسيع أطرها.

لكن كيف يتم التدريس من خلال الأجهزة اللوحيّة..؟؟

اللوح التفاعلي هو تقنية جديدة وأداة فعّالة ومنتجة للمعلمين يقدمون من خلالها دروساً غنيّة بوسائل الإيضاح والأمثلة المتعددة الوسيط لطلابهم، وهي تحل مكان اللوح الأسود أو الأخضر والأسلوب القديم في الشرح. وهي شاشة عرض ترتبط بجهاز الكومبيوتر الخاص بالأستاذ وموصولة مع الجهاز اللوحي للطالب، و"بروجكتور" ينقل المعلومات من شاشة الكومبيوتر إلى شاشة اللوح. وميزة هذا الأخير أنّه يوفّر الوقت بسبب إمكان تجهيز الوسائل عليه مسبقاً، كذلك يمكن الإحتفاظ بالدروس وشرحها وتالياً تعميمها على أكبر عدد ممكن من المستفيدين.






طفلي مريض، كيف أرسله الى المدرسة..؟؟




يتخوّف كثير من الآباء والأمهات عند ذهاب طفلهم المصاب بمرض ما إلى المدرسة بسبب التغيير الذي سيطرأ على الروتين اليومي في إعطائه الدواء في مواعيده وانتظام جرعاته وكذلك التغذية والتزامها. من هنا أهمية أن يتعاون الطفل مع المدرسة وكذلك مع فريق الرعاية الصحية داخل المدرسة، بالإضافة الى التواصل مع الأهل والطبيب والإختصاصي في التثقيف الصحي والإختصاصي في التغذية، مما يجعل الطالب المريض وأهله يشعرون بالثقة الدائمة وكأنه في منزله. ويكون التعاون بين الوالدين والمدرسة من خلال إبلاغ المسؤولين في المدرسة بحال الطفل وشرح طبيعة مرضه وذكر كل التفاصيل في تقرير مفصل يتم شرحه ومناقشته مع مدير المدرسة أو الأستاذ المباشر أو طبيب المدرسة إذا وجد. على أن يشمل التقرير تشخيص المرض وتعريفه وذكر الدواء الذي يأخذه ومواعيد تناوله وتضمينه أرقام هواتف الأهل والطبيب المعالج والمستشفى التي يتلقى علاجه فيه. كذلك على الوالدين أن يحضّرا ابنهم المريض نفسياً وجسدياً للذهاب إلى المدرسة، وإبعاد الشعور بالخوف والقلق عنه من خلال عدم نقل خوفهما اليه، وشرح تفاصيل المرض له بما يتناسب مع عمره ومستواه التعليمي.

في المقابل، على المدرسين أن يتفهموا حالة الطفل المريض ويقدموا له العناية اللازمة، ويراعوا وضعه حيال الواجبات الدراسيّة على قدر ما يستطيع أن يتحمّل. مع الحرص على عدم التمييز بينه وبين غيره من أجل تجنب أي مشكلات نفسية جراء ذلك، بل يجب تشجيعه على الاندماج مع بقية الطلاب في حال شعر المعلم بانعزاله.






لا تتحوّلي معلمة مع ابنك :




إن الاهتمام بتدريس الطفل ليس أمراً بسيطاً، إذ على الأم أن تتعامل مع مهمة تتطلّب علماً ومهارة وأسلوباً وصبراً. والمهارة في التعامل واعتماد الأسلوب المشجع يثير رغبة الطفل في التعلّم، ويدفعه إلى الفهم والإستيعاب من خلال طرق تعليميّة ووسائل خاصة.‏ لكنّ ثمّة أموراً يجب أن تأخذها الأم في الإعتبار كي لا تقع في أخطاء تجعل ابنها يكره الدراسة ويرفض المذاكرة معها. من الضروري أن تدرك الأم أن دورها في المنزل يقتصر على دور الأم التي تتابع الدروس مع ولدها وتساعده في حفظها وليس دور المعلمة التي تلقّنه الدرس، مستخدمة أساليب في التعليم لا تنسجم مع أساليب المدرسة، كأن تفرض عليه أن يحفظ والمطلوب أن يفهم ويطبّق. والأم قد تتوقع من ابنها أموراً قد لا يستطيع فعلها بسبب عوامل وراثيّة وبيئيّة، فهي ترجو منه أن يكون متفوقاً فيما قدراته العقلية قد تكون متواضعة، وهذا ما يفرض عليها أن تجلس إلى جانبه ساعات بلا جدوى، إذ تثير سأم الولد مما يتعبها ويوترها. ومن الأخطاء التي ترتكبها مع ابنها، هاجس أن يكون متفوقاً وأن يحوز على درجات الفئة الأولى، فتتابع التفاصيل الدقيقة أثناء تعليمه وتكرر الدرس مرات عدة حتى يبلغ مرحلة عالية من التعب والملل.‏

لذا يجب عليها أن تكون على اتصال دائم بالمدرسين لمعرفة أسلوب ابنها والأسلوب الأفضل الذي يجب أن تستخدمه لاختصار الوقت وتنفيذ التعليم بيسر.‏ وعليها أن تعطي الولد فرصة للترفيه والتسلية بعد عودته من المدرسة ليجدد نشاطه بعد يوم طويل من الدرس والتعلّم، وأن تشعره بالثقة فتترك له فرصة لإنجاز بعض فروضه بنفسه مع رقابة غير مباشرة ليتعوّد تدريجاً على أن يمارس التعلم بنفسه.‏ وعليها أيضاً أن تستغل أيام الإجازات لإنجاز بعض الفروض التي تتطلّب وقتاً، وأن تتفهم قدراته في الذكاء وتعلمه الأسلوب الذي يتناسب معها.






إبني ليس لديه أصدقاء ..!!




قد يواجه الأولاد بعض الصعوبات أحياناً في تكوين الأصدقاء أو في التعامل مع الزملاء في المدرسة أو في المواقف الإجتماعية المتنوعة، وتالياً يصبح من الصعب على الأم أن تدرك أن طفلها قد يجلس وحيداً بدون أصدقاء في المدرسة. لكن يمكن أن يكون الطفل غير إجتماعي في الأساس وانطوائياً، وهذا يمكن تبيّنه في سنواته الأولى حتى قبل الدخول الى المدرسة. وبذلك يمكن الأهل أن يساعدوا أبناءهم في أن يكوّنوا أصدقاء جيّدين من خلال مدّهم بالأدوات والمهارات اللازمة التي ستساعدهم في أن يكون إجتماعيين وبالتالي التعرف الى أصدقاء جدد بسهولة. وعادةً، يبدأ الطفل في تكوين صداقات حقيقية من الرابعة أو الخامسة من عمره. لذا، علميه أساسيات الصداقة، ويمكنك أن تلعبي معه لتلقينه بعض المهارات الإجتماعية المهمة كفن التعامل مع الآخرين. فإذا كان طفلك يشارك من حوله ويعاملهم بعدل، فإنه بالتأكيد سيكون صديقاً جيداً وسينجح في تكوين الأصدقاء. في حال لم يكن متحمساً للتعرف الى آخرين أو لتكوين أصدقاء جدد، فحاولي أن تكتشفي السبب من أن تنتقديه أو تضغطي عليه، فهو قادر على تكوين صداقات لكنه يحتاج الى مساعدتك في تنمية مهاراته الإجتماعية المختلفة، مثل التواصل السليم والثقة بالنفس عند التعامل مع الآخرين. يجب عليك أيضاً أن تجلسي معه من وقت الى آخر للتحدث معه والتعرّف الى أسلوب تعامله مع الآخرين، والتفاعل مع مشكلاته المتعلقة بصعوبة تكوين الأصدقاء، شرط أن تحدثي معه بصوت مطمئن مع تقديم النصيحة المفيدة، مما سيشعره بالأمل وبأنه سينجح في تكوين الأصدقاء. إشرحي له بطريقة عملية كيف يمكنه أن يكون صديقاً جيداً من خلال تصرفاتك في المنزل والتي سيرى من خلالها كيف تتعاملين مع الآخرين بطيبة وتفهم لحاجاتهم. شجعيّه ونمّي حس الدعابة عنده ووفّري له حياة إجتماعية نشطة، فيمكنك مثلاً أن تقومي بدعوة زملائه في المدرسة أو من الجيران للعب معه في المنزل، ويمكنك أيضاً أن تشركيه في صفوف الرياضة أو الرسم أو الرقص أو الموسيقى أو أي أمر قد يستهويه. علّميه كيفيّة التصرّف في المواقف الاجتماعية من خلال تأدية دور الصديق الجديد، وأرشديه كيف يجعل الآخرين يتحدثون عن أنفسهم مما سيجعله يتعرف الى شخصياتهم والأشياء التي تجذبهم وتكون مشتركة بينهم.






كيف نعلّمه احترام الوقت والإنضباط..؟؟




تعد القدرة على استخدام مهارات إدارة الوقت وتنظيمه مفتاح النجاح في الدراسة وأي نشاط آخر يقوم به التلميذ، وتصدر من بعض التلامذة شكاوى من ضيق الوقت وصعوبة تنظيمه، خصوصاً الذين لا يدركون أهمية الوقت وكيفيّة استغلاله بما يعود عليهم بالفائدة، لذلك فإنهم يحتاجون إلى تعلّم مهارات تنظيم الوقت بثقة وفعّالية. وتنظيم الوقت يعني الطرق والوسائل التي تعين المرء على الإفادة القصوى من الزمن المتاح له ليحقق أهدافه وطموحاته ويخلق توازناً بين الحياة الأكاديمية والإجتماعية بما يعود عليه بالنجاح والسعادة في حياته. ومن شأن تنظيم الوقت أن يساعد الإنسان في القيام بالأنشطة المختلفة التي يرغب فيها، مثل قضاء وقت في الدراسة وآخر مع العائلة وكذلك تخصيص وقت للراحة والترفيه عن النفس، وإنجاز الأهداف والطموحات الشخصية والمدرسية والتخفيف من الضغوط الدراسيّة أيضاً. كما أن تنظيم الوقت يسهم في رفع مستوى التحصيل الدراسي وتوفير توازن بين المهمات من خلال تقسيم وقت التلميذ بين الدراسة وإنجاز الواجبات الدراسية وإيجاد وقت لممارسة الهوايات والتطوير الذاتي.

أما العوامل التي تسهم في إدارة الوقت وتوفيره وكسبه، فمنها تجنّب إعادة كتابة الملاحظات والملخصات أثناء الدراسة، إدخار وقت القراءة في تحسين استراتيجياتها وتركيز الانتباه إلى ما نقرأ، توفير وقت التفكير وذلك بحمل مفكرة صغيرة لتدوين الأفكار والحوادث، ايجاد توازن بين الأعمال المهمة والأقل الأهمية وفق قائمة للمهمات وترتيبها بحسب أهميتها، التخلّص من عملية تأجيل المهمات والإلتزام بإتمام الأعمال في وقتها كما هي مدرجة في جدول خاص يتم إعداده للمهمات المطلوب إنجازها والمدة التي يجب أن تنجز فيه، وعلى الأهل هنا مساعدة التلميذ في كل خطوة يقوم بها وتوفير بيئة ملائمة له للدراسة. كذلك عليهم أن يساعدوه في تحديد وقت لكل ما يقوم به، وفي التزام أداء الواجبات في أوقاتها وعدم اختلاق الأعذار لتأجيلها، على أن يكتب قائمة بالأشياء التي يؤجلها دائماً وتحليلها لكشف أسباب تأجيلها أو عدم رغبته في أدائها. ولا بأس بمكافأة التلميذ بين الحين والآخر على المثابرة والتزام الواجبات في أوقاتها المحددة لها لتشجيعه.







ساعديه في معرفة نقاط قوّته :




تعتبر معرفة الشخصية جيداً من الأمور الأساسية التي تتجه بالإنسان نحو تطوير ذاته وتحسين ما يجب تحسينه. ومعرفة الشخصية تقوم في شكل أساسي على معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف فيها، والنجاح يكمن في تقوية الأولى وإصلاح الثانية. لكن إبنك يحتاج الى مساعدتك كي يكتشف نقاط قوته وضعفه كي يسير في مشوار تكوين شخصية سليمة وتقوية ثقته بنفسه. فالحكماء يقولون إنه لا يوجد إنسان ضعيف ولكن يوجد إنسان لا يعرف مواطن القوّة فيه، فكيف تساعدين ابنك في معرفة نقاط قوته..؟؟

إجعليه يسأل نفسه ما الذي يوجد لديه ولا يوجد عند الآخرين من رفاقه والمقربين منه من عمره، وما هي الأشياء التي يفعلها في شكل أفضل من غيره او أشياء لا يستطيع أحد فعلها. وعليه أن يدرك ما هي الصفات الإيجابية التي يتميّز بها ولا بأس إذا ما ساعدته في ذلك كي تشجعيه، وأن تقولي له ما الذي يراه الغير فيه إيجابياً ومميزاً، واجعليه يكشف عن الإنجاز الذي يجعله فخوراً بنفسه. فليجب عن أسئلتك، وساعديه أنت ووالده والمقربين منكم في التعرف الى مكامن القوة في شخصيته لتعزيزها ودعمها ومدّها بالطاقات الإيجابية التي من شأنها أن تزرع الثقة بالنفس في داخله مما يدفعه قدماً نحو تحقيق النجاح الذي يصبو اليه.






وماذا عن نقاط ضعفه..؟؟




يستطيع الإنسان فهم ذاته من طريق التعامل مع الآخرين وخصوصاً المحيطين به وأولهم الأسرة والأصدقاء والمقرّبين وسماع الإنتقادات أو الملاحظات منهم، ومن خلال ذلك يستطيع التعرف الى ما بداخله وإصلاحه وتحديد اتجاهاته. والهدف من فهم الذات هو الوقوف على نقاط القوة والضعف الحقيقية، ويشمل أيضاً فهم حاجات الإنسان وإشباعها ودوافعه وتهذيبها والميول والهوايات وممارستها. ففهم الذات يسهم في إدارتها وقد يساعد في فهم الآخرين وإدارة العلاقة معهم، فكيف تساعدين ابنك على معرفة نقاط ضعفه..؟؟

من المهم جداً أن تلفتي انتباه ولدك الى الأمور والمهمات التي يتجنبها عادةً ويخجل من القيام بها لأنه لا يثق في قدراته على أدائها، واجعليه يتأمل في نقاط الضعف التي من المحتمل أن الناس يرونها فيه، واسأليه عما إذا كان واثقاً من نفسه ومن تعليمه ومهاراته الراهنة، وإذا لم يكن كذلك، فأين هي نقاط الضعف إذاً..؟؟

على ابنك أن يدرك جيداً ما هي عاداته السلبية مثلاً يتأخر عن المواعيد، غير منظّم، سريع الانفعال أو غير ذلك. وليعلم أيضاً ما إذا كانت لديه صفات شخصية تعوّق دراسته وأداءه المدرسي. فليجب بنفسه عن تلك الأسئلة ولتجيبيه أنت أيضاً ووالده ّ منه كي يكتشف مواطن الضعف في شخصيته من دون أن يشعر بالإحراج والانزعاج، وساعديه في العمل على إصلاحها وتخطيها للتمتع بشخصية قوية وناجحة مستقبلاً.