قبل البدء دعني أسألك من أنت ؟ انتظر... قبل أن تجيب أريد منك ان تخلو بنفسك وتبتعد عن الناس وتقطع كل الشواغل وان تنصت إلى إحساسك العميق وشعورك المستكين , ثم في هذه اللحظات تساءل من أنا ؟ هل اعرف نفسي ؟ هل أنا راضي عن نفسي ؟ هل أنا سعيد ؟
الفطرة خلقت منسجمة مع الشرع والدين فهي كمنبه داخلي , تصدر الألم والضيق كإنذار ليشعرك بأنك أخطئت , فالسرقة ينكرها الكافر والمؤمن ذاك بفطرته وهذا بأيمانه وفطرته , وخلقت النفس بطباع تعارض الشرع وأوامر الدين , فالنفس تحب النوم والراحة والشرع أمرها بالاستيقاظ لصلاة الفجر . ( لا تشتكي من قسوة الوقت وتأثيره ولكن انظر إلى ذنوبك فأنها كثيرة )
بناء الذات :
هو تحقيق الرضا الداخلي والسعادة الروحية من خلال توافق الفطرة مع النفس واستجابة النفس لأوامر الدين , وعدم التناقض بين ما تحمله من قيم ومعتقدات وبين ما يبدر منك من سلوكيات وأفعال .... ...( ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري , أينما ذهبت فهي معي لا تفارقني , إن حبسي خلوه , وقتلي شهادة , وإخراجي من بلدي سياحة ) ابن تيميه

ما هو مفهوم الذات ( تعريف الذات ) :
هو ما تحمله من تقديرات عن نفسك أيها الإنسان , ما نظرتك لها ؟ وكيف ترى سلبياتها وايجابياتها ؟ وما مدى احترامك لها ؟ وما تمتلكه من قيم ومعتقدات تعبر عنك وتمثل جوهرك .

- خطوات بناء الذات :
1- التقدير الذاتي : احد الأسباب الرئيسية التي تحدد تعاسة أو سعادة الإنسان لأنه يتعامل مع الشعور والأحاسيس , وكلما عظم تقديرك لذاتك ارتقت نفسك وحسن أدائك وارتفعت إنتاجيتك " التقدير الذاتي الضعيف هو السبب الأساسي وراء الإدمان ومعظم السلوكيات الخاطئة "
ما هو التقدير الذاتي : هو إحساس الشخص عن نفسه , ورأيه في نفسه , وتصوره واعتقاده عن نفسه, والتقدير الذاتي الإيجابي ينشأ من :
 التقبل الذاتي } لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {
 القيمة الذاتية " شعورك بمعنى وجودك وأهمية دورك في الحياة وأهميتك عند الآخرين "
 الحب الذاتي " حب قدراتك واحترم مواهبك وقدر مهارتك واعترف بما أنعمه الله عليك من مزايا "

2- الثراء الذاتي :
قيمة المرء الحقيقية ليست في ما أعطته الظروف من جاه ومال وسلطان ولكن في ما يحمله في جوفه من إيمان وعلم وفهم وحكمه و خلق فثرائك الذاتي :
• إيمانك بالله ( من وجد الله وجد كل شيء ومن فقده فقد كل شيء )
• حسن خلقك ( طريقك لأسر القلوب وجني الحب والاحترام )
• علمك ( نور يدلك على ما ينفعك ويبعدك عن ما يضرك ويرتقي بعقلك لمعالي الأمور ويقيك مر التجارب وسوء العواقب )
• مهاراتك ومواهبك ( أعطى الله كل إنسان موهبة واحده ومهارات عده , فالأولى فطرة وهدية ربانية والثانية موجودة وتكتسب , ومن اكتشف موهبته وطور مهاراته واستخدمها كما ينبغي وجد مفتاح النجاح وفتح باب التميز )

3- الحوار مع الذات :
حينما تحدث ذاتك ينصت قلبك ويركز عقلك وتستجيب عواطفك فاحذر مما تقول ..
كيف أحاور ذاتي ؛ قبل أن تبدأ الحوار حدد بجديه القيم التي تمثل ذاتك " ما أحبه وما أكرهه ؟ و ما هي السلوكيات التي تمثل طبيعتي لكي أصبح متوافقاً مع ذاتي .... فيتحقق لدي احترام النفس من الداخل " د. طارق الحبيب
وكن لطيفاً رقيقاً بحوارك معها حاسبها ولا تجلدها , وإياك والألفاظ السلبية ( أنا فاشل , لا استطيع ..... ) فما تقوله لنفسك يصدقه عقلك وتستوعبه مشاعرك وتترجمه سلوكياتك......

شيء جيد أن يكون لدى المرء علم ولكن ما فائدته إن لم ينتفع به صاحبه وظل مجرد معلومات مخزنه في عقله ولا تطبق " يحاسب الجاهل مره و العالم ألف مره , فهذا علمه حجه عليه وذاك جهله حجه له "