عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
تنمية الثقة بالنفس ..؟؟
[SIZE=أكاديمي] الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره ....
وهي نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به .
وبعكس ذلك هي انعدام الثقة التي تجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقب ممن حوله فتصبح تحركاته وتصرفاته بل وآراءه في بعض الأحياء مخالفة لطبيعته ويصبح القلق حليفه الأول في كل اجتماع أو اتخاذ قرار .
وعندما يفقد الإنسان ثقته بنفسه يفقد معها كل فرصة في التطور والتقدم للأمام .. يصبح مثل العصفور الذي لا يعرف كيف يطير .. مع أن له جناحين قويين وجميلين .. ولكنه ؛ ولأنه لم يحاول أو يجرب ؛ ولم يتعلم خوفاً من السقوط سيظل محروماً من متعة التحليق والطيران .. بل سيصبح هدفاً سهل المنال وصيداً ثميناً لمن يبحث عن عصفور جميل يحلق على الأرض ..
ما هي الأسباب التي تفقد الإنسان شعوره بالثقة ويصبح كريشة في مهب الريح تتقاذفه الأهواء والمزاج السيء فينعكس على علاقاته بكل من حوله من معارف وأصدقاء وأقرباء.
هناك جوانب عديدة وأسباب متباينة تؤثر على الانسان وتجعله يفقد ثقته بنفسه ويصاب بالاحباط والانطواء ...
يقول د. بدر عبد الحميد هميسه : فقدان الثقة بالنفس أمر له أسبابه ودواعيه ومن أهم هذه الأسباب :
( أ ) البيئة المحيطة وأخطاء في التربية
البيئة هي المكان أو الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الإنسان فيتأثر به ويؤثر فيه , فالتربية الأولى والبيئة المحيطة يؤثران في أفكار الإنسان وفي معتقداته وتصرفاته تأثيراً كبيراً , وذكريات الطفولة تبقى ماثلة في ذهن الإنسان فيستدعيها حينما يكبر في المواقف التي تواجهه , فإذا نشأ الإنسان خائفاً في طفولته يظل كذلك طوال حياته ما لم يحاول أن يكسر حاجز الخوف، والخوف ينشأ من المعاملة المتسلطة للآباء وعدم احترامهم لطفولته.
وتوجيهات الوالدين في التربية تبقى العامل الأكبر في توجهات المرء وفي تصرفاته , ومن شب على شيء شاب عليه ,
تحكي كتب التاريخ أنه بعد طلاق هند بن عتبة من الفاكهه تزوجت أبا سفيان وأنجبت منه مجموعة من الأبناء ومنهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه ،
ومر عليها بعض متفرسي العرب فقال لها : إنني أتوسم فيه أن يسود قومه ، فقالت هند : ثكلته إن لم يسد إلا قومه.!!!
أي تأمل أن يسود العرب جميعا .
وهذا أديسون .. الفتى الذي لا يعرف اليأس .. يقول عن نشأته :
"إن أمي هي التي صنعتني .. لأنها كانت تحترمني وتثق في .. أشعرتنى أنى أهم شخص في الوجود .. فأصبح وجودي ضروريا من أجلها وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخلني قط".
وشكت لي إحدى الأمهات من أنها قد تعبت مع ابنها جداً في كيفية الضغط عليه حتى يحفظ "جدول الضرب" حتى اضطرت في النهاية إلى أن تعلق له لوحة كبيرة في غرفة نومه بها جدول الضرب , وقد كتبت عليها بخط عريض : "حرام عليك ياحسام .. تعبتني .. احفظ جدول الضرب" ،
ولم يحفظ حسام جدول الضرب طالما ينام ويستيقظ على تقريع وتوبيخ , قالت : وماذا أفعل ؟ قلت : استبدلي تلك الرسالة السلبية برسالة ايجابية , واكتبي له : حسام تلميذ ممتاز وذكي لأنه حفظ جدول الضرب , وبالفعل جاءتني بعد أيام قليلة وقالت : الحمد لله خلال يومين حفظ حسام جدول الضرب .
( ب ) التجارب والمواقف الفاشلة والمحبطة
التجارب الفاشلة والمواقف الصعبة المحبطة التي تحمل آثاراً وذكريات سيئة قد تكون سبباً في فقدان الإنسان لثقته بنفسه , فهو يخشى أن تتكرر تلك التجارب وتدمر حياته من جديد .
ولا يعرف أنه من الظلام ينبع النور والضياء ومن الفشل يأتي النجاح والنصر , إن الفشل في تحقيق ما تريد أمر طبيعي في العالم الذي نعيش فيه, وليس الفشل هو الذي يجعل منا فاشلين لكن إذا توقفنا عن المحاولات وقبلنا هذا الفشل نكون فاشلين.
لماذا بعض الناس يفشل باستمرار ؟؟؟. لأنهم ألفوا بعض الكلمات المحبطة مثل :
هذا مستحيل - صعب - لا أقدر - هل فعلها أحد قبلنا - تعبت من كثرة الإحباط والفشل الذي مررت به.
ليس المهم ما حدث لك في الماضي ولكن ماذا ستفعل الآن هو الذي سيصنع الفرق في حياتك . وحتى تتغير الأمور يجب أن تغير نفسك وليس الآخرين , قال الشاعر :
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
فلا تجعل التجارب السيئة التي مررت بها سببا لفقدان ثقتك بنفسك وبمن حولك , وإلا فأنت إنسان ضعيف وجبان وتستسلم للفشل وبالتالي فأنت لا تستحق السعادة والنجاح .
( ج ) الانشغال بالآخرين وترك الانشغال بالنفس
الانشغال بالآخرين وترك الانشغال بالنفس وعيوبها من أسباب فقدان الثقة بالنفس فالذي يهتم دائما بما يقوله الناس عنه , وكيف ينظرون إليه , وبم ينتقدونه ؟؟ . هو إنسان يسير بنفسه في نفق مظلم لا يخرج منه أبدا .
فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس , قال الشاعر :
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه ... ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى
ولو كان ذا عقل لما عاب غيره ... وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى
إننا جميعا نميل إلى قبول المديح ورفض النقد لأننا عاطفيون وحب الذات طاغ على تفكيرنا بشكل غير منطقي .
و بمجرد أن يوجه لنا أي نقد حتى ندخل أنفسنا في دوامة المشاعر المختلفة والتي تنتهي إلى الشعور بالألم وقد تصدر منا تصرفات تزيد من معاناتنا وتضخم الموقف دون أي طائل.
فمن المهارات الأساسية التي يجب أن نتدرب عليها هي تعزيز فكرة قبول الذات والثقة بالنفس فمهما كان رأي الناس في تبقى نفسي عزيزة علي وأكن لها كل تقدير وحب واحترام .
( د ) الشعور بالنقص ووهم العجز والفشل
الشعور بالنقص ووهم العجز والفشل هو الإحساس الداخلي الذي يملك الإنسان ويشعره بالقصور والنقص إزاء الآخرين فيفقد ثقته بنفسه تماماً .
فمن صفات عدم الواثق بنفسه أنه يقوم بتهويل الأمور والمواقف بحيث يستشعر بأن من حوله يركزون على ضعفه ويرقبون كل حركة غير طبيعية يقوم بها وكل تصرف يصدر منه.
كما أن لديه خوف وقلق دائم من أن يصدر منه تصرف مخالف للعادة فينظر إليه الآخرون نظرة تصغير واحتقار.
وكذا لديه إحساس بأنه إنسان ضعيف ولا يمكن أن يقدم شيئا مفيدا ينفع به نفسه أو يستفيد منه الآخرون .
وهذا الشعور يسلب الإنسان الإرادة والدافعية نحو النجاح والإبداع , كما أنه يؤثر على علاقته بكل من حوله ويجعله عاجزا عن مواجهة مشاكله وكيفية التعامل معها بحكمة ومرونة .
ولكي تصبح إنساناً واثقاً من نفسك لا بد لك من عدة أمور تطبقها في حياتك من الآن وهي :
1- غير من قناعاتك وأعد برمجة ذاتك
الثقة بالنفس عبارة عن قول وعمل واعتقاد جنان مثل الإيمان فهو عبارة عن قناعات تستقر في القلب الجنان وعن كلمات ينطق بها اللسان وحركات تأتي بها الأركان .
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} 11/ سورة الرعد,
عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ : إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِىَّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى بِالزِّنَا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ ،
فَقَالَ ادْنُهْ فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا قَالَ فَجَلَسَ ، قَالَ أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ ،
قَالَ وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ ،
قَالَ وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ ،
قَالَ وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ ، قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ ،
قَالَ وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ قَالَ أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ ،
قَالَ وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ .
قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَىْءٍ. أخرجه الإمام أحمد .
ففي الحديث السابق نجد النبي قد غير من قناعات هذا الشاب الذي جاء إليه ليصرح له بالزنا , وغير من فكره فتغيرت نظرته للأمور وصار ينظر إليها بشكل مختلف .
وهناك قصة عربية قديمة تقول: «في أحد الطرق الصحراوية، قابل الطاعون قافلة وهو في طريقه إلى بغداد، فسأله الأعرابي المسئول عن القافلة: «لماذا أنت ذاهب إلى بغداد؟.** فأجاب الطاعون: «لكي أقضي على خمسة آلاف شخص**. وفي طريق عودته من المدينة، التقى الطاعون بالقافلة مرة أخرى، فصاح فيه الأعرابي في غضب: «لقد كذبت عليّ وبدلاً من أن تقتل خمسة آلاف قتلت خمسين ألفاً!**. فردّ عليه الطاعون: «هذا غير صحيح، وأنا لم أكذب عليك، لقد قلت لك إنني سوف أقتل خمسة آلاف، وهذا هو العدد الذي قتلته لا أكثر ولا أقل، أما الباقون فقد قتلهم الخوف**.
2- أيقظ قواك الخفية
في داخل كل منا قوى خفية وطاقات هائلة لا يعلم سرها إلا الخالق سبحانه وتعالى , وتؤكد الدراسات أن أكثر أهل الأرض ذكاء لم يستغل أكثر من أربعين بالمائة من قواه العقلية , يقول الدكتور بولس : "اكتشف العلماء في القرن العشرين أن الإنسان يولد وتولد معه حوالي 120بليون خلية نشطة في مخه بمعنى لو قدر أن عدد سكان الكرة الأرضية مع بداية القرن الواحد والعشرين بستة مليارات شخص: عدد خلايا العقل 1000.000.000.000 ، وعدد سكان الأرض00: 6000.0000"
أي أن عدد خلايا العقل في رأسك يفوق عدد سكان كوكب الأرض ب166 مرة !!!
لك أن تتخيل مدى انبهار العلماء بهذا الكشف المذهل حيث أنهم شعروا أيضا بمدى تفوقهم العقلي..
هذا يعني أنك مسؤول في الواقع عن قيادة وتغذية وتحمل مسؤولية حياة ونشاط وتوجه ملايين وملايين من الكائنات الذكية الحية التي تعتبر كل منها بمثابة عبقرية !
أي أنها تضاهي عظمة أي إمبراطور يدير العالم !!
مستحيل أن تضيع في هذا الفضاء الكبير المليء من خلايا الأمل والتفاؤل والنجاح والسعادة !!.
ولو استطاع الإنسان استخراج بعض قواه الداخلية لتغير الكون من حوله ولرأينا منه العجائب ,
فَهَذا عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ مِنْ نُقَبَاءِ الْأَنْصَارِ أَعْرَجُ وَهُوَ فِي أَوَّلِ الْجَيْشِ . قَالَ لَهُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَذَرَكَ . {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأَحْفِرَنَّ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ.
تحكي كتب السيرة أن عمرو بن الجموح رضي الله عنه وأرضاه كان رجلا قد جاوز الستين من عمره , لكن ذلك لم يمنعه أن يوقظ قواه الخفية , ولا أن يتخذ قراراً بأنه يريد أن يطأ الجنة بعرجته , ويجاهد في سبيل الله تعالى ،
فَعَذَرَ الْحَقُّ سُبْحَانَهُ أَصْحَابَ الْأَعْذَارِ ، وَمَا صَبَرَتِ الْقُلُوبُ ;
وَذاكَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ خَرَجَ إِلَى أُحُدٍ وَطَلَبَ أَنْ يُعْطَى اللِّوَاءَ فَأَخَذَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْكُفَّارِ فَضَرَبَ يَدَهُ الَّتِي فِيهَا اللِّوَاءُ فَقَطَعَهَا ، فَأَمْسَكَهُ بِالْيَدِ الْأُخْرَى فَضَرَبَ الْيَدَ الْأُخْرَى فَأَمْسَكَهُ بِصَدْرِهِ وَقَرَأَ : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} هَذِهِ عَزَائِمُ الْقَوْمِ .
3- كن نفسك ولا تكن الآخرين
الانصياع والذوبان في الآخرين والانقياد إليهم في كل شيء دليل على ضعف الشخصية وفقدان الثقة بالنفس , وعدم التميز , وهو أمر مهلك ومدمر أن يصير الإنسان ذنباً لغيره يتبعه في حقه وباطله , وهذا ما عابه الله تعالى على المشركين فقال :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)} سورة البقرة .
[/SIZE]
المفضلات