عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كن صديقى
فكرتنا ومشروعنا اليوم يُعتبر من أهم المواضيع التى تحثنا على الاستغناء عن النفس بعض الشيئ وننطلق وبحب لخدمة الاخرين ...
فكل ما تد فعنا الد نيا لأن نأخذ منها من متعة وتسلية ورفاهية وسُلطة و... ألخ ... لن يؤدى بنا ابداً إلى تحقيق الذات وإلى أن نصل إلى المستوى الذى نتمناه والحقيقة أن الحياة نقيض هذا
فمنبع البهجة وتحقيق الذات الحقيقيان ليس فى الأخذ , بل فى العطاء , لا فى أن يأخذ منا الاخرون ونحن تعساء, بل أن نخدمهم نحن وبحب , فالأصل أن تسهم فى حياة الآخرين. فمن بين أصعب د روس الحياة أن تتعلم التغلب على ما جبلت عليه من أنانية كما أن هذا يمثل تحد يا عظيما للذات التى جبلت على الانانية.. إلا أن علينا أن نتعلم الد رس وأن نكون مؤهلين لهذا التحدى لو أرد نا أن نعرف حقيقة إنسانيتنا وأن حياتنا تستحق أن نعمل خلالها على مالا ينحصر فى نطاق إرضاء ذاتنا. فمكمن التناقض الظاهرى الحقيقى هو أن يكون ما يعود علينا من حياتنا فى تناسب طردى مع ما نسهم به فى الحياة ككل.. أنا لا أود أن أوحى هنا بأن علينا أن نحرم أنفسنا من المتع الماد ية فى هذه الد نيا فلا ضير من أن يكون مرتبك جيداً , وأن تمتلك منزلا وسيارة أنيقة , أو أن تقضى عطلتك فى منتجعات جميلة فتلك بعض ما يعود عليك من العمل الجاد والسلوك الصالح , فمن حقنا أن نستمتع بنتاج كدحنا. فبوسعنا القيام بذلك , وفى ذات الوقت أن نكون فى خدمة الآخرين وأن نجعل من العالم مكانا أفضل. فلا يتعلق الأمر بأسبقية إختيار شئ على آخر إلا أن المفترض أن نكون فى خدمة الغير ما أستطعنا
فكثيراً ما نتعرض منذ الصغر لكل ما يدعم لد ينا هذا التفكير (إنتبه لنفسك أو أنت تستحق ذلك بمفردك , أو أنت الأحق بهذا من غيرك ) فنكبر مكتسبين هذا التوجه الأنانى فى الحياة , ولكن هيهات أن يكون لنا تلك المكانة التى طالما حلمنا بها , بتلك التصرفات التى لا تسمن و لا تغنى من جوع..........
فقد كان هناك شاب فى السادسة عشرة من عمره , وكان يعيش فى غانا , وكان يعيش من قرية فقيرة جداً وكان جلّ ما يريده فى الحياة هو أن يحدث فارقا فى حياة الآخرين , وعندما بلغ مرحلة المراهقة , ترك البيت بحثا عن الثروات ليعود بها إلى قريته , وأخيراً , أنتهى به الأمر للعمل فى مزرعة للكاكاو لسبع سنوات. لم يتصل بأصدقائه ولا بعائلته وذات يوم , عاد لقريته , فالتف حوله الناس وسأله أحدهم :- " ماذا لديك لتريه لنا بعد سبع سنوات من الغياب ؟ ما الذى أحضرته لنا ؟ وأين هى الثروات التى وعدتنا بها ؟ "
وضع الشاب يده فى جيبه وأخرج ثلاث حبوب صغيرة جداً فسأله أحدهم : " أهذا كل ما لديك ؟ ثلاث حبوب صغيرة ؟ " ودون أن يعلق بكلمة واحدة , أدار لهم ظهره وعاد إلى كوخ عائلته , وغرس الحبوب بالقرب منه , ونما من هذه الحبوب أول شجرة كاكاو تزرع فى البلاد , ونمت بعدها شجرة ثانية وثالثة واليوم , يُعد الكاكاو أهم المحاصيل التى تزرع فى غانا ووفقا للأسطورة , بدأت هذه الملحمة على يد شاب واحد غرس ثلاث حبوب ....
نعم فلقد كرّس نفسه لخدمة بلد ته بأكملها , ولو أنه كان لا يعمل إلا لنفسه فقط لظلّ هناك فى هذه البلد التى سافر إليها ليتمتع بمفرده , ولكنه أبّى إلا أن يشرك معه أهل بلدته , وهذا الذى يجب علينا جميعا فعله , أن لا نفكر فى أنفسنا فقط , كى يرى الله فينا التعاون والإتحاد فيرضى عنا
فهل من الممكن أن يحدث بيننا ضغينة وحقد , إذا كان هذا هو حالنا ؟ ؟؟
فاذهب وأسد للآخرين معروفا , وسيباركك الله... فكرس نفسك لخدمة الاخرين وكن لهم كالصديق الذى لا غنى عنه.
المفضلات