كيفية إعمال المنهج الإسلامي في حماية البيئة

المنهج الاسلامي هو المنهج الذي يستمد كل قيمه ومبادئه ومفاهيمه من تعاليم الشريعة الاسلامية، كما ان كل ميادين المعرفة التي يستمد منها هذا المنهج لابد ان تتوافق مع اهداف الشريعة الاسلامية.
ولإعمال هذا المنهج في مجال حماية البيئة يتطلب الأمر:

1 ـ تكوين لجان علمية تضم متخصصين في الفقه الاسلامي والشريعة الاسلامية وعلوم البيئة والقانون تقوم بوضع التشريعات والقوانين اللازمة لحماية البيئة وتحديد النطاق الذي تطبق فيه القواعد الشرعية التي تزخر بها كتب الفقه الاسلامي في شأن النهي عن الاضرار، ودرء المفاسد، وخطر التعسف في استعمال الحق والضمان والمسؤولية عن الافعال الضارة.
واذا كان بعض الكتاب يرى ضرورة تطبيق حق الحرابة على الذين يفسدون البيئة عملا بقوله تعالى: {انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض} (المائدة: 33) فإنما يرجع تقرير ذلك الى هذه اللجان، وعليها ان تتحمل مسؤولية ذلك امام الله سبحانه وتعالى.

2 ـ تكوين جمعيات اسلامية داخل كل بلدان العالم الاسلامي، تعمل في اطار ادارة مركزية، وتقوم هذه اللجان بالتحديد الدقيق للقواعد التي وضعها الاسلام لحماية البيئة والتي سبقت الاشارة الى بعضها، كما تقوم بمتابعة التشريعات والقوانين التي وضعتها اللجان العلمية، وتضع الجداول الزمنية والترتيبات اللازمة لوضعها موضع التطبيق.

3 ـ عمل حملة إعلامية موسعة تساهم فيها وسائل الاعلام في كل بلاد العالم الاسلامي للتوعية بأضرار ومخاطر تلوث البيئة، وتعريف افراد المجتمع الاسلامي بالتشريعات والقوانين والعقوبات المتعلقة بهذا الشأن حتى يكونوا على علم بالعقوبات التي ستوقع عليهم في حالة مخالفة قوانين البيئة، على ان تكون هذه الحملات مبنية على الاقناع لكي تكسب تعاون الافراد والمواطنين في هذا المجال.

4 ـ الدراسة الجادة والمتأنية للقوانين واللوئح التي تطبق في المجالات الصناعية ومراكز الابحاث، ودراسة مدى اخطارها على البيئة، والغاء كل ما من شأنه الاضرار بالبيئة ايمانا بالقاعدة الاسلامية «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع».

5 ـ إلزام الجهات المختلفة التي تقوم بالتخطيط للمشروعات التنموية في كل بلاد العالم الاسلامي بالاخذ في الاعتبار العوامل البيئية ودراسة مدى تأثير هذه الخطط على البيئة.

6 ـ تطبيق مبدأ «الحسبة» في مجال حماية البيئة وهو النظام الذي يضمن الرقابة الفعالة على كل الاجهزة التنفيذية وقد جعل الاسلام الحسبة فرض كفاية على الامة اذ يجب على الجميع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن جعلهما فرض عين على اناس بحكم مناصبهم.
يقول (صلى الله عليه وسلم): «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان» (رواه مسلم