قوة الحب في مواجهة العنف الداخلي
بقلم الأستاذ و المؤلف و المحاضر أحمد أبو عبد الله
مؤسس ورئيس مجلس ادارة مؤسسة المحبة - الجزائر
تفعيل قوة الحب لمواجهة العنف الداخلي
إن العنف البشري المنظم وغير المنظم هذا الذي انطلق في عصرنا بقوة الأعاصير و بصرصر الريح يعيث فسادا في الأرض ويهلك الحرث والنسل ويمحق الزرع والضرع ويحرق الأخضر واليابس مرده عند التحقيق إلى عنف داخل الفرد ومبدأه وحش رابض في أعماقه يقوم هو نفسه بتغذيته حتى يصير غولا فيفترسه أولا ويثني بإخوة الدين ولا يستثني إخوة الإنسانية.
يتمثل هذا الوحش داخليا بين جوانح الإنسان في (الكراهية, الاكتئاب, الخوف, القلق, المرض, الحسد....الخ).
والحكمة الحكمة في أن يواجه الإنسان عنفه الداخلي بالحب المطلق وأعني به ملاحظة الجمال في الأشياء والمخلوقات من حوله وملاحظة الجمال والأشياء الرائعة من آيات الله سبحانه تؤدي إلى شعور عميق بتقدير النعم ومباركتها والله سبحانه تعالى تعهد بقولهولأن شكرتم لأزيدنكم) فامتلك نفسا كريمة واشعر بالحب تجاه خالقك أولا ثم اتجاه نفسك واتجاه غيرك ولاحظ الأشياء الجميلة لتحل عليك البركة والنماء والزيادة,وتذكر دائما الحكمة القائلةإذا انعدم وجود العدو الداخلي فإن العدو الخارجي لن يستطيع إيذاءك). تمتع بنعمة الحب وانعم به ونمه من خلال إتباع 1الخطوات التالية:-
1- تدرب على اقتلاع الأفكار السلبية من جذورها مثل الشعور بالضآلة والدونية ,الكراهية ,الحزن,الخوف, ,التذمر..............الخ).
2ـ تعامل بانتباه مع قانون الزرع والحصاد و مثال على ذلك : إذا غرست فكرة حبك لنفسك و احترامك لها ستحصد حب الناس و احترامهم لك , أما إذا غرست فكرة الخوف من الآخرين ستحصد تخويف الآخرين لك .
فازرع بذور الخير في نفسك لتجنيها ثمارا يانعة و تعيشها أحداث واقعة .و كلمة هادية أطلقها رفيع الذكر وخالد الأثر رسول الله صلى عليه الله وسلم:. {وتفاءلوا بالخير تجدوه }
3- استعن بالدعاء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ثم بادر بالممارسة لا تقل كيف فالطبع بالتطبع والحلم بالتحلم والعادة طبع ثاني وإنما تنشأ العادة من تكرار الفعل
4- ارسم صورة ذاتية إيجابية عنك- وإنني أدعوك هنا- وفي هذا المقام أن تكون فنانا بصدد تشكيل تحفة فنية خالدة هي صورتك الذاتية وكما تريدها ,اجعلها مشرقة جميلة في أحسن تقويم كما خلقها الله سبحانه,ارسمها وأنت تتذكر الحديث القدسي الجليل (أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما شاء) ارسم (أفكارك ومشاعرك الإيجابية ,قيمك ومعتقداتك وقناعاتك,صفاتك ومهاراتك ومواردك وإمكانياتك, أهدافك وطموحاتك ورسالتك في الحياة) تخيلها وتصورها دائما,واكتبها في كراسة خاصة تعزيزا وتوثيقا ,كما يمكنك ترميزها وتشفيرها.
اجعل هذه الأفكار تتوهج رغبة وتنتج إرادة وتثمر جهدا اربطها بأمور عملية وتبوأ مكان القائد الربان في قيادة سفينة حياتك.
وتذكر أن الإرادة القوية تنشأ عن جهد روحي وتنطلق من وضوح فكري تغذيها حالة من سكينة ويقين وإذا شئت معادلة قوة التأثير (البركة) فخذها بقوة:- (قوة الإرادة +سكينة الروح +الاستغراق في العمل= قوة التأثير وسرعة الانجاز.
هذه معادلتك فلا تجعل نفسك موطنا للأماني الفارغة و الأحلام الضائعة بل اجعلها مخبرا للأفكار الرائعة وميدانا للانجازات الساطعة في أرض الله الواسعة لأن نفسك هي أغلى ما تملك فلا أقل من أن تجعلها ثمنا للرضوان والجنة.
المفضلات