أعثر علي صوتك وألهم الآخرين!!

[معتز محجوب]

يأتي وقت في حياة كل إنسان تخمد فيه ناره الداخلية ثم تتقد مرة أخري عندما يلتقي بإنسان آخر. يجب علينا أن نشكر أولئك الأشخاص الذين يوقدون شعلة أرواحنا.
البرت شويتزر -(من كتاب العادة الثامنة للمفكر الأمريكي الشهير ستيفن كوفي)
عبارة مؤثرة قالها المفكر الطبيب الفرنسي البرت شويتزر نقلها المفكر العبقري ستيفن كوفي في كتابه العادة الثامنة ومصدر هذه الأفكار مدرسة مميزة في عالم النجاح الإنساني تري النجاح في نجاح الآخرين! وليس فشلهم!! وهذه المدرسة من المدارس النادرة في عالم التنافس بين الناس ولكنها من أعظمها!
الفكرة ان تبحث أنت عن صوتك لتجده.. فإن وجدته ألهم الآخرين ليبحثوا عن أصواتهم ليجدوها!! ونعني بالصوت هنا أسباب النجاح وكيف يكون.. بمعني آخر ساعد الآخرين لينجحوا ساعد خطواتهم البطيئة.. سامحهم علي حماقاتهم.. دلهم علي الطريق الآمن.. أعطهم خريطة الطريق.. حينئذ سوف تشعر بالفرح الصافي عندما تري أفكارك ونجاحك ملك للأخرين .. كما يقول شهيد الإسلام سيد قطب رحمه الله.
ولكن هذا لايحدث لدينا! نحن نحب ان يسقط الآخرون !! أن يفشلوا!! لا لشئ.. إلا لكي نستمتع نحن فقط بنجاحنا!! ولنصبح أصحاب النجاح الأوحد!! وكأن نجاحنا نحن هو نجاح بالضرورة للجميع!! كم مرة فرحت عندما كنت طالبا في المدرسة أو الجامعة لأن منافسك الأول سقط في الإمتحان!! كم مرة تمنيت أن يظل المركز الأول لك وحدك؟!! لتظل أنت الزعيم الأوحد!! كم مرة أخفيت المعلومات والنصائح للآخر الذي ينافسك فقط لتستمتع أنت بتملك مفاتيح المجد!! إنها ظاهرة تدمر حياتنا بشكل يومي.. وتطور الأمر ليس لتمني الفشل فقط وإنما للعمل علي أن تفشل!! فالأستاذ لايخلص لتلميذه النابغ ولايمنحه كل شئ خشية أن يصبح غدا عالما يشار له بالبنان!! والمدير لايمنح موظفيه التدريب الجيد والمميز لأنه يخشي أن يجلس واحد منهم علي كرسيه يوما!! والوزير يبخس أخيه خوفا علي مقعده الوثير! حتي الأبن في البيت المحبوب لوالديه يجتهد ان يصبح لوحده الأثير بهذه المكانة السامية في عين والديه!! أنها النرجسية المدمرة!!
حين نفكر بهذه الطريقة نجعل من انفسنا مستودعات للحقد ليس إلا..! وحينئذ سيملأ السواد والفشل كل مكان!!أنظر إلي السماء العظيمة إنها تسمح للطيور وهي ضعيفة أن تسبح علي فنائها الرحب.. والزهر بعطره الفواح يسمح للنحل ان يجتني منه ليقول الناس عسل النحل .. بالرغم من أنه لولاه لما كان العسل أصلا!!.. وانظر للعقل كيف ينتظر إشارة من عين او أذن أو أي عضو ليترجم ذلك للإنسان فكرا وقرارا! بالرغم من انه أعظم ماوهب الله لهذا الإنسان!! إنها الحياة تصنع نجاحها مع بعضها لتستمر .. انها روح الخير تنتصر عند الأخيار.. فتعالوا لنتمني النجاح لغيرنا بل فلنساعده لكي ينجح.. فنحن من بعده الناجحون.