موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
هل جربت أن تكون مبدعاً؟
هل جربت أن تكون مبدعاً؟
في الذكاء الإبداعي.. عندما تصبح القدرات عوائق
هل جربت أن تكون شخصاً مبدعاً؟
ماري تيلور
عدم القدرة على تحديد أو اكتشاف الأشخاص المبدعين وفهم مواقفهم يعرض العديد من الأشخاص إلى خطر الوقوع في مشاكل جدية وطويلة المدى في العديد من جوانب الحياة. هذه التجربة غالباً ما تتضمن مشاكل نفسية وعاطفية ، وصعوبات في الدراسة، وعدم القدرة على العثور على فرص عمل مناسبة، وتعميم مشاعر عدم الرضا عن الحياة بشكل عام وعن الذات بشكل خاص.
كثير من المتميزين إبداعياً يعيشون حياة هامشية كشبان، ويعانون من الإحباط والإرهاق النفسي. السبب في ذلك يعود إلى شعورهم أنه بالرغم من أنهم قادرون على تقديم شيء ما إلا أنهم لا يستطيعون إبراز مواهبهم إلى العالم بشكل مميز. إنهم يشعرون بالارتباك دائماً في محاولاتهم لحل هذه المعضلة.
وعندما يعجز الموهوبون إبداعياً عن فهم قدراتهم الذاتية المستقلة عن أي تدريب أو تعليم، فإنهم غالباً ما يتعرضون لخطر الوقوع بالمشاكل التالية:
مشاكل المرحلتين الأولى والثانية:
مشاكل المرحلة الأولى هي مشاكل الصحة العقلية والتي تنشأ مباشرة عن المقدرة بحد ذاتها.
أمثلة عن مشاكل المرحلة الأولى:
• الإحباط الناتج عن فقدان التوافق الفكري والإبداعي (بسبب التواجد في بيئة يتمتع الأفراد فيها بمستوى فكري وإبداعي أقل).
• الارتباك في إدارة التدفق الفكري الشديد ونماذج التفكير المتنوعة(امتلاك العديد من الأفكار والتفكير في مستويات مختلفة ومتعددة في وقت واحد).
• القلق، والضعف والتعب الناتجين عن تضافر المهارات الحسية القوية مع المثير البيئي.
وتتضمن الأسئلة الهامة التي تتناول مشاكل المرحلة الأولى:
"هل أعاني فعلاً من الوسواس القهري؟ "
"هل أعاني من إحباط فعلاً، أم أنني إنسان مبدع أعيش بين مجموعة من المفكرين الجامدين"
"هل أعاني فعلاً من فرط النشاط ونقص الانتباه adhd، أم أنني أحاول أن أحافظ على استمراري مع الكثير من الأفكار والاهتمامات من خلال العديد من المشاريع والفعاليات؟"
"هل أعاني فعلاً من فرط النشاط ونقص الانتباه adhd؟"
من مشاكل المرحلة الأولى الارتباك في إدارة التدفق الفكري الشديد
مشاكل المرحلة الثانية
تحدث مشاكل المرحلة الثانية عندما يتم تجاهل مشاكل المرحلة الأولى أو عندما تعزى إلى أسباب خاطئة. في مشاكل المرحلة الثانية تتسبب النتائج المتمخضة عن مشاكل المرحلة الأولى بموجة من الآثار التي تطبع الحياة اليومية. بعض الأمثلة عن مشاكل المرحلة الثانية:
• تشخيص المشاكل
يقبل العديد من الأفراد المبدعين نظريات خاطئة حول أنفسهم بما فيها الاعتقاد بأنهم "حساسون جداً"، "عاطفيون جداً"، "مثاليون جداً"، "يفكرون كثيراً"، ولديهم "الكثير جداً من الأفكار"هذه الأوصاف السلبية يمكن أن تتمخض عن تضرر صورة الفرد أمام ذاته، والفشل في تحديد المقدرة الخام التي قد تكون مختفية تحت مشكلة ظاهرة.
من المهم أن ننتبه إلى أن كلمة "جداً" هي مصطلح نسبي، لقد لاحظت من خلال تجربتي أن "جداً" غالباً ما يستخدمها أولئك الذين لا يملكون الكثير من الموهبة أو المقدرة التي يصفونها؛ على سبيل المثال من غير المناسب أن تقول لأحدهم أنه "ذكي جداً" لأن الذكاء قوة، وموهبة يصعب قياسها بكلمة جداً.
وبناء على هذا الفهم، يكون من الأفضل القول أن أولئك "الحساسون جداً" يملكون مواهب عاطفية دقيقة ، وأولئك الذين لديهم "الكثير من الأفكار" يمتلكون موهبة تدفق أفكار بشكل طبيعي، أما أولئك الذين نقول عنهم "مثاليون جداً" فربما يمتلكون رؤية قوية أو مقدرات بصرية عالية المستوى.
وعوضاً عن اعتبار هذه الصفات ضعفاً، فقد تكون مؤشراً على وجود مقدرات غير عادية يمكن أن تستغل بنجاح في عمل أو مهنة ممتعة.
على سبيل المثال الفرد الذي يمتلك قدرات بصرية عالية المستوى يمكن أن يتفوق في التصميم الغرافيكي، البحث العلمي، أو مهن أخرى تتطلب من الفرد أن يكون مراقباً من المستوى العالي.
• مشاكل التعديل
عندما يفتقد المبدع الوضوحية في تقييم مقدراته تنشأ لديه تجارب الانتقال من عمل لآخر ومن علاقة لأخرى بحثاً عن هدف ضائع...
العديد من المبدعين يعانون ويناضلون لأنهم لا يرون أنفسهم أو مقدراتهم بشكل واضح.يمكن أن ينشأ عن هذا تجارب الانتقال من عمل لآخر، أو من علاقة إلى أخرى ويتيهون في الحياة بيأس باحثين عن هدف.
صدى هذه التجربة غالباً ما يكون: "أعرف أنني إنسان ذكي، ولكنني لا أدري لماذا لا أتمكن من أطور حياتي وأحقق فيها أكثر مما أنا عليه". وكلما تقدم المبدعون في العمر، كلما تسببت العلاقة المحزنة بين امتلاكهم قدرات عالية، وافتقادهم للنجاح بفقدانهم للأمل في تحقيق أي من إمكاناتهم الإبداعية.
العديد من الأفراد المبدعين الذين عملت معهم، يصفون علاقاتهم مع الآخرين - الذين لا يشاركونهم مستواهم الفكري المعقد، أو خيالهم الخصب - بالتطرف كأن يستخدموا ألفاظاً مثل: "أنا منعزل" أو "فارغ"
• المشكلات الدراسية
تنشأ المشكلات الدراسية من عدم التوافقية بين أسلوب التعليم وأسلوب التعلّم
يمتلك المبدعون عادة مواهب تقع خارج نطاق الاختبارات القياسية أو الاعتيادية. (الاختبارات القياسية عادة ما تعتمد على التفكير الخطي، أو المنطقي والمواهب اللغوية والرياضية على حساب المواهب الأخرى). هذا ما يعرض الكثير من المبدعين إلى خطر أداء ضعيف للاختبارات ، والانطباع الخاطئ يكون أنهم قد لا يكونون على مستوى ذكاء الطلاب الآخرين.
كذلك يمكن أن تنشأ المشكلات الدراسية من عدم التوافقية بين أسلوب التعليم وأسلوب التعلّم؛ فعندما يتوقع مدرس يتبع أسلوب التفكير الخطي من طالب مختلف في أسلوب التفكير والتحليل أن يحل مشكلة ما بطريقة الخطوة خطوة، بينما يستبعد طرق حل المشكلات باستخدام الحدس أو الاستقراء تنشأ مشكلات تعليمية لا ضرورة لها.
من الضروري الانتباه إلى أن المشكلات في عمومها لا تنتج عن خطأ ما داخل الفرد، ولكن عن عدم إمكانية فهم وتحديد المواهب، أو عن ضعف في إدارة القدرات الإبداعية.
• المشكلات الطبية
لاحظت من خلال تجاربي الطبية وجود علاقة قوية جداً بين الأفراد الذين يمتلكون العديد من المواهب الإبداعية وبين أنواع معينة من الحالات الطبية، وغالباً ما تتخذ شكل الحساسية بأنواعها، أمراض المناعة،الغدة الدرقية واضطرابات في الاستقلاب.
أعتقد أن هذه الحالات الطبية تستثار كنتيجة ل: الضغط المستمر الناشئ عن عدم فهم لماذا أنا "مختلف" عن معظم الناس.
عدم التوافق مع المصاعب المزمنة والمعقدة.
أن يصبح عرضة لتطور حالات طبية معينة لأنه يمتلك نظاماً عصبياً حساساً بشكل طبيعي، وخاصة عندما يكون بعيداً عن الحماية من الإهانات اليومية التي يتعرض لها من البيئة المحيطة.
من الهام أن نلاحظ أن مشكلات الطور الأول والثاني لا تنتج عن خطأ ما داخل الفرد، ولكنها تنتج عن عدم إمكانية فهم وتحديد المواهب، أو عن ضعف في إدارة القدرات الإبداعية.
وبما أن المواهب الإبداعية لا يمكن إقصاؤها، لأنها متأصلة في خلق هذا الفرد وبنيته، فإن هذه المشاكل عرضة للتراكم مع الزمن إذا لم توظف جهود مناسبة لمعالجتها.
حتى الآن لا يوجد الكثير من المجالات التي يمكن أن تستوعب الأفراد المبدعين لكي تقلل من الارتباك والقلق الذي يعيشونه، وتحل مشكلاتهم وتأخذ بيدهم نحو الأمام.
المفضلات