جونثان ساك
طفل بريطاني أسود يعاني من تخلف في قدراته العقلية.

ورغم هذا التخلف يملك موهبة خارقة لايجاريه بها أي رسام معروف!
فهو يجيد رسم التفاصيل بدقة مدهشة ويحفظها (من أول نظرة.
ومن التجارب التي أجريت عليه رسم مبنى البرلمان الانجليزي (بساعته الشهيرة وخطوطه المعقدة) بعد إلقاء نظرة خاطفة عليه.. هذا المبنى رآه ملايين السياح ويمر أمامه يوميا عشرات المواطنين ومع هذا لا يتذكرون كل التفاصيل؛ أما جونثان فمن أول نظرة بدأ يرسم خطوط المبني المعقدة بدون أن ينسى شيئاً

وكأنه كاميرا تطبع ماترى!!.
رغم غرابة هذه الحالة الا انها ليست الوحيدة من نوعها؛ فهي حالة معروفة لدى كثير من المعتوهين ممن يبرزون في مجال واحد دون غيره ؛ فقد يعاني الطفل من تخلف ذهني عام ولكنه يبرز في مجال الرسم أو الموسيقى أو الرياضيات.

وفي حين يحتاج الإنسان العادي الى سنوات عديدة لإتقان مهارة العزف أو الرسم أو ساعتين لحل معادلة معقدة؛ يتصرف هؤلاء الاطفال وكأنهم ولدوا بهذه الموهبة ولا تأخذ منهم المعادلات الرياضية أكثر من ثانية.

فهناك مثلا الطفل الفرنسي موريس واغبرت الذي ظهر في التلفزيون الفرنسي (في 14يوليو 1998 ) وأجاب على مسائل عويصة بسرعة تخطت الكمبيوتر..

أما المخبول الإنجليزي يوكسين
فقد قدم جواباً صحيحاً لعدد خطوات وكلمات ممثلي مسرحية هاملت التي للأسف لم يفقه منها شيئاً!!.


ولعل أكثر المواهب الرياضية غرابة ما يدعى بعاشق الروزنامة التاريخية .. وهو شخص متخلف ذهنياً حين تسأله عن اليوم الذي يصادف الأول من يناير عام 2022سيجيبك فوراً (السبت). وإن فكرت بعكس السؤال وسألته: ومتى كان (أول سبت) في عام 1980سيجيبك فوراً في "الخامس من يناير".. وهو في كلتا الحالتين سيجيبك (ليس من خلال حفظ التواريخ) ولكن بناء على حسابات معقدة تتيح له وبسرعة فائقة إدراك يوم وتاريخ الحدث!.



وقد لا تكون هذه المواهب مفهومة بشكل واضح ومؤكد؛ ولكنها بلا شك دليل على ان للدماغ قدرات خفية (وكامنة) لا نعلم عنها شيئا.

فمن المعتقد مثلا ان أدمغتنا تحفظ وتخزن كل شيء تسمعه وتراه. ولكن دماغ الإنسان يملك (فلتراً) يسمى "الوعي" يمنعنا من تذكر الاشياء غير المهمة أو المفيدة. فخلال سيرنا في الشارع نرى مئات المباني واللوحات والوجوه ولكن (ذلك الفلتر) يحولها فورا الى عقلنا الباطن فنعتقد أننا نسيناها؛ أما حين نخضع للتنويم المغناطيسي ويتعطل لدينا الوعي فنتذكر تفاصيل دقيقة قد نفاجأ بها شخصيا.

وفي حالة الطفل الأول جونثان ساك وصل به التخلف حد عطل الوعي وعدم التمييز بين المهم واللامهم فغدا قادراً على تذكر كل شيء..

ونفس التفسير تقريبا ينطبق على المعوقين ممن يجيدون العزف بمهارة حيث يحفظون حرفيا "الحركات" اللازمة لذلك ولكنهم يعجزون عن التأليف أو تقديم شيء جديد

أما بالنسبة للمهارات الحسابية الخارقة فيعتقد أنها تعتمد على ظاهرة مختلفة لأنها تلاحظ حتى لدى الأذكياء. وأقرب تفسير لها هو اعتمادها على قوالب رياضية مسبقة أو تسلسل منطقي خاطف يصل بها الى الحل الصحيح!


ما يحيرني فعلا هو (الحكمة) من وجود قدرات خارقة كهذه تظل خفية وكامنة حتى الموت!؟.

ومن قدرات خارقه تدفن في دواوين القات !!!!