لا بد للعقل الناقد والمحلل للأحداث والمواقف من مراعاة ما يلي:

1- المعلومة: وتعني الإحاطة بأكبر قدر من المعلومات عن الظاهرة محل الدراسة.

2- بيئة الحدث وسياقه: لا بد من وضع الظاهرة في سياقها وبيئتها الطبيعية من الأحداث وعدم انتزاعها ودراستها بمعزل عن سياقها الزماني والمكاني، وإلا فلن تكون النتائج صحيحة بحال.

3- البواعث والخلفيات: لا بد من التأكد من البواعث والخلفيات المؤثرة في الظاهرة من خلال الاستقراء، ولا يكفي مجرد الحدس والظن والتخمين.

4- التجرد للحقيقة: لا بد من التجرد للحقيقة مهما تكن النتائج لنا أم علينا، لصالحنا أم لصالح عدونا، فالحق أولى بالتبني والاتباع، وستر الحقائق لن يغيرها ولن يغير النتائج المترتبة عليها.

5- الحضور: مهما كان الإنسان عاقلاً، ومهما كان عقله عظيماً فلن يكون محللاً ولا ناقداً إذا كان بعيداً عن الساحة وعن ميدان الأحداث، وقد يساوي العبقري طفلاً صغيراً أو جاهلاً مركباً إذا لم يزد عليه علماً في الظاهرة محل البحث.

6- التواصل والمتابعة: لا بد لدارس الأحداث من أن يكون على صلة مستمرة بالواقع ومتغيراته ومستجداته، وأي انقطاع أو غفلة عن متابعة الأحداث سيكون له تأثير على الواقع والنتائج المترتبة عليه، فحذار من الغفلة والملل.

7- الشورى والحوار: إن التشاور والحوار حول الحدث ومجرياته يزيد من كسفه ومعرفة أسراره، ويعطي المحلل الكثير من الوضوح والرؤية والبصيرة ويجعله بعيداً عن التعنت والاستبداد في الرأي.

لا بد أن يكون للمحلل والناقد رأيه القوي النافذ لئلا يحار وسط تشعب الآراء أثناء الحوار وإلا فيزداد تردداً وحيرة, ومثل هذا غير معني بكلامنا هنا، والله أعلم.